صفحة الكاتب : صدى الروضتين

لقاء المبدعين.. حوارات المنبر الحسيني/ الحوار مع الرادود المرحوم صادق ملك رحمه الله 
صدى الروضتين

تحفزنا اللقاءات المبدعة للتواصل دائما، وبين محاور ومحاور سنجد فسحة واسعة للتأمل، ولذلك يكون اللقاء بالرادود الحسيني المبدع الحاج صادق ملك من مواليد 1968م كربلاء، والذي اعتلى خشبات المنبر أيام المنع، متأثرا كحال اغلب منشدي كربلاء الحسينيين، بالرادود الحسيني حمزة الزغير (رحمه الله). لقاءً متأملا نجوب به الكثير من المسائل، التي تركت للنقاشات وللتأمل الجاد، ألا وهي موضوعة الإعلام، ودوره الحقيقي في مسيرة المنبر الحسيني... 
الحاج صادق ملك: حرم الرادود العراقي، وخاصة الكربلائي، من الرعاية الإعلامية، ومن قبل جميع الفضائيات بما فيها المتخصصة، ولذلك نادرا ما ترى أحد رواديدنا على شاشة فضائية ما. وغياب الإعلام عن الصوت الكربلائي، يدل على كسل الإعلام، أو انحرافه باتجاهات الربح والخسارة. قد لا يمتلك قابلية الإعلام الجيد إلا البعض فيقدم الرادود دون النظر إلى الانجاز أو القابلية (الإبداع). فلذلك ترى إن معظم ما يقدم، لا يمثل الطاقة الإبداعية للمنبر الحسيني، فمن الطبيعي أن ترتبط الأشياء ببعضها كحالة فنية، لابد أن تراعى من جميع جوانبها. 
نحن هنا نذكر المحور الأساسي فقط، وإلا فالشعر مرتبط بالإنشاد (صوت.. طور.. إمكانية) مرتبط بالإعلام مرتبط بالزمان والمكان، لكن الإعلام له مقومات انتشارية، تساعد على بزوغ فجر الإنشاد... الرادود الذي تستضيفه الفضائية، ستكون له عونا على الانتشار، وستضعه شهرته أمام مسؤوليات جديدة، وسرعان ما تتنامى لديه، وهنا سيشكل محور التوازن الإبداعي، امتحانا حقيقيا لقابليات المبدع. 
تجارب البحرين التي عشتها، أكدت لي أننا دون حقوق الطبع، فالمنجز هنا يعرض إلى الانتشار السلبي، أي ستتلقفه محلات التسجيلات التجارية، تتاجر به على حساب المسكين المبدع... بعض الفضائيات تحولت استوديوهاتها، إلى محال تجارية، هي الأخرى تطالب الرادود بمبالغ كبيرة. 
صدى الروضتين: حصرتم المشكلة في إقصاء رواديد كربلاء فقط، وكأنها ليست مشكلة عراقية عامة؟ 
الحاج صادق ملك: هذا ما رأيته وإلا هل رأيت أنت رادودا كربلائيا في إحدى برامج الفضائيات في محرم هذا العام؟! المشكلة إن الاهتمام العام لا يصب إلا في مناسبات عاشوراء فقط، في مجالس اللطم، بينما هناك أمسيات إنشادية وقراءات شعرية وجلسات نقدية ولقاءات وندوات. لكننا نرى بعض الفضائيات، تحضر إلى المجالس وتكتفي بنقل المجالس الوعظية، هكذا وبكل سهولة تجمع كاميراتها وترحل، بمجرد أن تسمع أن رادودا سيعتلي المنبر. نعم أنا أؤكد ان الإعلام صاحب قصور كبير مع الرواديد... 
فضائية قدمت رادودا غير معروف، وبعد أسبوعين أصبح حديث الناس والشارع. فتسليط الضوء الإعلامي، أصبح يشكل اليوم قضية جدية، لابد أن نبحثها بشكل علمي، لكي نخدم القضية الحسينية بجميع أوجهها. 
صدى الروضتين: أراك تحصر الإعلام كله في الإمكانية الفضائية، دون النظر إلى باقي الوسائل الإعلامية ؟  الحاج صادق ملك: (أنا) أولا... لا أتحدث عن صيغة (أنا) بحد ذاتها، بل أتحدث عن الـ(نحن) بموضوعية كربلائية. وضياع حقوق التسجيل، وعدم وجود حقوق نشر، هو مسؤولية وزارة الإعلام العراقية، لأنها قضية مؤسساتية. فصاحب المؤسسة أو مديرها، سيعرف كيف يحافظ على منجزات مؤسسته، ولا يسمح لأية مؤسسة أخرى من العبث بنتاجه أو المتاجرة به، وهذا هو احتواء والتزام، يدفع الرادود باتجاهات الإبداع. فكل ما نطالب به هو الاهتمام الإعلامي بالرادود الكربلائي، نحن نشكر الجهد الإعلامي لإعلام العتبتين المقدستين، لكننا أيضا نريد منهم السعي دون ان يطلب منهم الرادود ذلك، وهذا هو الإعلام الحقيقي الذي للمبادرة الإعلامية. 
صدى الروضتين: وانتم أيها الرواديد ألا تتحملون جزءا من هذه اللامبالاة، لكونكم تفرقتم، وتفرقت بكم السبل، ولم تحافظوا على هيئتكم ولجانكم وجمعياتكم واجتماعاتكم وتعاونكم... عشتم صراعات جانبية، قد لا تكون جميعها إبداعية؟ 
الحاج صادق ملك: وهل يعني ان علينا ان نوافق على عملية خلط القابليات؟ رادود ناشئ يحمل هوية هيئة كبيرة وجمعية، ليمثل هذا الناشئ امة كربلاء دون تجربة !! كان الشاعر كاظم المنظور (رحمه الله) لا يستمع لمنشد قبل بلوغه ثمانية عشر عاما، لعدم اكتمال النضج الصوتي. البعض وبصورة علنية يحدثنا عن مسألة العلاقات بجميع تكويناتها، ستحدد جغرافية الإبداع، فلا يمكن لأي رادود مهما بلغ من علاقات، أن ينقل صوته إلى العالم الشيعي، من غير تغطية إعلامية... وعلى سبيل المثال، منذ سبعة عشر عاما، (أنا) لم اجلس يوما للقاء صحفي، ولم يجر لي أي لقاء في جريدة، ولم يتم استدعائي لندوة أو أمسية منقولة عبر الفضائيات. نعم (أنا) لا أنكر أننا نتحمل جزءا من تلك المسؤولية، لكن هذا القصور ليس هو كل المسألة، فكان بإمكان الفضائيات تقديم مهامها بشكل طبيعي لو أرادت ذلك فعلا. 
صدى الروضتين: كيف استقبل الإعلام البحراني الرادود صادق ملك ؟
الحاج صادق ملك: أنا قرأت في حسينية (القصاب)، وفي اليوم الثاني وجدت أشرطتي تباع في مجلات التسجيلات بصورة طبيعية، وهذا جزء من إعلام متكامل دون فضائيات. وأما استقبالهم الإعلامي فكان جيدا جدا... هناك إشاعة منتشرة عندنا تقول: إن البحرانيين لا يستمعون إلى الأطوار الثقيلة، وهم يحبون الأطوار السريعة الخفيفة، قلتُ: الرادود هو من يحتكم على ما يقدمه للناس، ويستحوذ على اهتمامهم، لا يمكن ان يتحكم الجمهور في نوعية ما يقرأ الرادود. هذا تفكير قاصر للعملية الإبداعية. وفعلا قرأت لهم كل ما املك من أطوار كربلائية (رزنة)، وتجاوبوا معها بشكل مذهل، لم اقرأ لهم السريع الخفيف إطلاقا... 
يا أخي نحن الذين كنا نصدّر إلى العالم أطوارنا، اليوم صرنا نستورد الأطوار الخفيفة، بحجج واهية ليداري البعض بها قصوره. نحن أبناء ارث فني كبير، صرنا نتأثر بسوانا، وكل ذلك طبعا بسبب نقص الإعلام، وتهميش الإعلام، لدورنا المتميز. وعلى الإعلام يبقى واجب المحافظة على القضية الحسينية وعلى دور كربلاء، في احتضان الصوت الحسيني بكل ما يمتلك من إمكانيات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/03



كتابة تعليق لموضوع : لقاء المبدعين.. حوارات المنبر الحسيني/ الحوار مع الرادود المرحوم صادق ملك رحمه الله 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net