صفحة الكاتب : نجم الحجامي

مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب  (ع) ..(3/6) حيتان الفساد تبتلع العراق  أرض السواد (العراق) بستان قريش
نجم الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي والي عثمان على الكوفه صاحب خمارة ومبغى في مكة وعدوا لدودا للنبي صلى الله عليه وآله، وكان مدمن خمر حتى صلى الصبح ثمان ركعات وتقيأ في محراب المسجد
شكاه المسلمون الى الخليفه عثمان بن عفان فاستدبله عثمان  باموي اخر هو سعيد بن العاص
قدم سعيد بن العاص الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وسمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة وفيهم مالك الأشترفقال سعيد: 
إنما هذا السواد (العراق) بستان لقريش(1) 
فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟
سار عثمان على منهج عمر بتحويل المجتمع الاسلامي الى مجتمع طبقي والى زرع التفرقه العنصريه في صفوفه
ان كان عمر قد اسس للتفرقه العنصريه بين العرب والاعاجم  وقسم المجتمع الى طبقات متفاوته في العطاء فقد زاد  عليه عثمان بان جعل الدوله بكل ثرواتها وولاياتها ومنها ارض السواد (اي العراق) ملكا لقريش وبالتحديد لبني اميه
فكان ولاه الامصار من بني اميه فقط
 1-الوليد ابن عقبه (اموي) والي الكوفه وكان خمار صلى بالمسلمين صلاه الصبح ثماني ركع وتقيا بالمحراب
2- سعيد ابن العاص (اموي) خلف الوليد ابن عقبه على الكوفه وهو الذي قال (ان ارض السواد بستان قريش)
3- عبد الله بن عامر بن كريز هو ابن خال عثمان والى البصره
4- معاويه بن ابي سفيان  (اموي ) كان والي عمر على الشام وضم اليه عثمان فلسين وحمص والاردن لتصبح ارض الشام بكاملها تحت امرته
5-عبد الله بن سعد بن أبي سرح - واليا على مصر
وهو اخو عثمان من الرضاعة وكان من اخطر المشركين، وأكثرهم عداءا للنبي (ص) وسخرية منه 
وقد أهدر النبي دمه، وإن وجد متعلقا بأستار الكعبة، وقد هرب بعد فتح مكة
عثمان يوزع اموال الدوله على بني اميه
خص عثمان بني امية بالاموال، ومنحهم الهبات الضخمة 
وهي كما يلي (2) 
 1- وهب عثمان الحارث بن الحكم صهره من عائشة ثلثمائه الف درهم وابل الصدقات التي وردت المدينه وسوق تهروز في المدينه الذي تصدق به النبي على جميع المسلمين
2- وهب ابوسفيان- راس المنافقين مائتي الف درهم من بيت المال
3- وهب سعيد بن العاص مائه الف درهم
 4- وتزوج عبد الله بن خالد بن أسيد بنت عثمان فامر له بستمائة ألف درهم وكتب إلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة أن يدفعها اليه من بيت المال 
 5- الوليد بن عقبة أخو عثمان من امه 
استقرض من عبد الله بن مسعود أموالا طائلة من بيت المال فأقرضه، وطلبها منه عبد الله فأبى أن يدفعها ورفع رسالة إلى عثمان يشكوه اليه، فكتب عثمان إلى عبد الله رسالة جاء فيها 
(انما أنت خازن لنا فلا تعرض للوليد فيما أخذ من المال) فغضب ابن مسعود، وطرح مفاتيح بيت المال وقال 
(كنت أظن اني خازن للمسلمين، فاما اذا كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك ) وأقام بالكوفة بعد أن استقال من منصبه 
فبيت المال في عرف السياسة العثمانية ملك للامويين، وليس ملكا للمسلمين،
6- الحكم بن العاص
كان هذا الرجس الخبيث من ألد اعداء رسول الله (ص) وقد نفاه (ص) إلى الطائف، وقال (لا يساكنني ) 
ولم يزل منفيا هو وأولاده طيلة خلافة الشيخين، ولما انتهى الحكم إلى عثمان أصدر عنه العفو فقدم إلى يثرب، وهو يسوق تيسا، وعليه ثياب خلقة فدخل على عثمان فكساه جبة خز وطيلسان ووهب له من الاموال مائة الف   وولاه على صدقات قضاعة فبلغت ثلاثة مائة الف، فوهبها له 
7- مروان بن الحكم
اما مروان بن الحكم فهو وزيره ومستشاره الخاص، وجميع مقدرات الدولة تحت تصرفه، وقد منحه الثراء العريض، ووهب له من الاموال ما يلي 
أ - اعطاه خمس غنائم افريقية، وقد بلغت خمسمائة الف دينار 
ب - أعطاه ألف وخمسين أوقية، لا نعلم أنها من الذهب أو الفضة وهي من الامور التي أشاعت التذمر والنقمة عليه 
ج - أعطاه مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له 
أتبكي إن وصلت رحمي ؟ 
ولكن أبكي لاني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت انفقته في سبيل الله، في حياة رسول الله (ص) ولو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا  
فصاح به عثمان 
) الق المفاتيح ياابن أرقم فانا سنجد غيرك (
د - أقطعه فدكا (ومن سخريه القدر ان تُسلب فاطمه (ع) فدكا لتصير هبه لمروان ) 
هـ - كتب له بخمس مصر 
حيتان الفساد تبتلع العراق
واقطع عثمان اراضي العراق في الكوفة وخارجها  مع العلم انها ملك للمسلمين لانها مما فتحت عنوة
اما التي في داخل الكوفة فقد أقيمت فيها الدور والمساكن، وسميت (مساكن الوجوه)  وقد اقطع لجماعة من الصحابة وهم :
 1- طلحة، وسميت دار الطلحيين، وكانت في الكناسة
  2- عبيد الله بن عمر، وسميت (كويفة ابن عمر) 
  3- اسامة بن زيد
  4- سعد، وابن اخيه هاشم بن عتبة
  5- أبا موسى الاشعري 
  6- حذيفة العبسي 
  7-عبد الله بن مسعود
  8- سلمان الباهلي
  9- المسيب الفزاري 
  10- عمرو بن حريث المخزومي 
  11- جبير بن مطعم الثقفي 
  12-عتبة بن عمر الخزرجي  
  13- أبا جبير الانصاري 
  14-عدي بن حاتم الطائي 
  15- جرير البجلي 
  16- الاشعث بن قيس  الكندي 
  17- الوليد بن عتبة  
  18- عمار بن عتبة   
19- الفرات بن حيان العجلي
وأقطع اراضي واسعة تدر بالربح الكثير لجماعة وهم :
1 - طلحة بن عبد الله اقطعه (النشاستج) .
2 - عدي بن حاتم منحه (الردحاء) .
3 - وائل بن حجر الحضرمي منحه (رضيعة زادر) .
4 - خباب بن الارت منحه (صعبنا) .
5 - خالد بن عرفطة اقطعه ارضا عند (حمام اعين) .
6 - الاشعث الكندي اعطاه (ظيزنابار) .
7 - جرير بن عبد الله البجلي اقطعه ارضا على شاطئ الفرات ( الجرفين) 
8 - عبد الله بن مسعود اقطعه ارضا بالنهرين .
9 - عبد الله بن مالك الزهري اعطاه قرية (هرمز) .
10 - الزبير بن العوام اقطعه ارضا .
11 - اسامة بن زيد اقطعه ارضا ثم باعها .
هذه بعض الاراضي التي اقطعها عثمان، وقد اندفع جماعة من الطبقة الارستقراطية إلى شراء ارض العراق الخصبة فاشترى طلحة ومروان بن الحكم، والاشعث بن قيس  ورجال من قبائل العراق حتى شاع الاقطاع وظهرت الملكيات الواسعة والاقطاعات الكبيرة وقام بزراعتها الموالي والرقيق والاحرار، وظهر تضخم المال وكثرة الاتباع عند فريق خاص من الناس 
لقد أوجدت هذه السياسة المالية طبقتين من الناس
 الاولى
 الطبقة الفاحشة في الثراء التي لا عمل لها إلا اللهو والعبث ومجالس الخمور والغناء
الثانيه 
وهي الطبقة الكادحة التي تزرع الارض، وتعمل في الصناعة وتشقى في سبيل اولئك السادة، ومن أجل الحصول على فتات موائدهم ، وترتب على فقدان التوازن في الحياة الاقتصادية انعدام الاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية على السواء، وقد سارت الدولة الاموية في أيام حكمها على هذه السياسة فاخضعت المال للتيارات السياسية، وجعلوه سلاحا ضد أعدائهم، ونعيما مباحا لانصارهم
واصبح لكل واحد من هؤلاء الاقطاع البرجوازين حشما وخدما واتباع وعبيد وقاموا بالاتصال بالجند  وكبار قاده الجيش لاستمالتهم ولتكوين اتباع يناصرونهم ويعملون من اجل وصولهم لمراكز عليا في الدوله
ومن جهه اخرى يتصلون بالطبقات المسحوقه لخداعهم  بتحقيق مطالبهم وتحسين اوضاعهم الاقتصاديه وكثرت الاحزاب وازداد التناحر
قتل عثمان وتولى علي (ع) الخلافه
 لقد خافت قريش على ثرواتها، وخافت على نفوذها ومكانتها، فقد عرفت الامام، وعرفت مخططاته الهادفة إلى إقامة الحق، والعدل، وتحطيم الامتيازات الغير المشروعة، وانه سيعاملهم كبقية أفراد الشعب
وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول فقد أيقنت ان الامام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق، فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها
(ما كنت صانعا فاصنع إذا قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها )
لقد راح الحسد ينهش قلوب القرشيين، والأحقاد تنخر ضمائرهم فاندفعوا إلى اعلان العصيان والتمرد على حكومة الامام (3)

الامام علي (ع) يصادر الاقطاعيات ويعيد الاموال المنهوبه الى بيت المال
صادر الامام علي جميع الاقطاعيات الممنوحه بغير وجه حق  وان ارض العراق ارض مفتوحه عنوه فهي ملك لكل المسلمين المولودين والذين يولدون لاحقا ولا يجوز تملكها او بيعها . كما صادر الاموال المنهوبه
مدَ معاويه جسور الاتصال مع اصحاب الاقطاعيات  المصادره  في العراق والذين اغلبهم من بني اميه او مناصري بني اميه والذين يشكلون قوه كبيره في جيش الامام علي (ع) للعمل معا على قتل الامام علي 
وسنرى في الفصل القادم ان شاء الله ماذا عملت حيتان الفساد الكبيره اصحاب الاقطاعيات المصادره والاموال المنهوبه والذين شكلوا  طابورا خامسا في جيش الامام علي (ع) 

المصادر 
   
  (1) الطبري: 3 / 365
  (2)باقر شريف القرشي في كتابه حياه الامام الحسين ج1
  (3)المصدر السابق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجم الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/26



كتابة تعليق لموضوع : مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب  (ع) ..(3/6) حيتان الفساد تبتلع العراق  أرض السواد (العراق) بستان قريش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net