دعاء الأم
محمد الهادي سعد عجام
محمد الهادي سعد عجام
الساعة الخامسة صباحا... تردّد في إذن صابر النداء السماوي إذ كان تسبيحا وتهليلا وتكبيرا... نهض صابر رغم قساوة برد الشتاء فتوضأ... وقف في محرابه بين يدي ربه... كان قد تعّود على أن يظلّ في محرابه يتلو القرآن ويدعو بأدعية كثيرة منها ما يخصّ الرزق فقد علمّه أياه والده ، ذاك الذي استشهد فداء للوطن تاركا وراءه عائلة كبيرة... تحملت اعباءها والدة صابر... تلك المرأة المكافحة.. فكان ان وشّح الزمن خصل شعرها البيضاء.. وبانت الأخاديد على صفحة وجهها.. تحمل آهات السنين وكبر الليالي الطوال.. وهي لا تفتأ تدعو أن يحفظ الله بنيها ، أنهى صابر تلاوته والشمس قد اشرقت ملونة سعف النخيل وواجهات البيوت بخيوطها الذهبية.
توجه صابر إلى عمله تملؤه الأماني الجميلة ، الكل يعلم ان الوضع في عراقنا الحبيب خطر ومرتبك وهو وجبة لذيذة لآكلي البشر.
سار صابر متجها إلى السوق دون ان يعلم أنه يتجه إلى مكان سيملؤه دماء العراقيين الأبرياء ، إذ ان ارهابياً بانتظارهم هناك... وصل صابر السوق وكان ما كان ، حصل الانفجار وحينها ترائ لصابر في اليقظة أن فارسا ذو نور يمد يده لينقذه ، فكان أن منّ الله على صابر بالنجاة من الموت وان كان قد تعرّض لرضوضٍ وخدوش ولا نتعجب فالله لا ينسى عباده الصالحين إذ وجدنا صابر قد احاطته بركة و دعاء والدته.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat