كَانت تجلس بَتول في سِجادة الصَلاة كَـ عادتها وتَندبُ امها العطوفة وتشَعر بشَيء من الروحانيَة والاطمئنانِ بعَد ان تبَوح بِما في داخلَها لَـ سَيدتها وفي اخِر نُدبتها تقول "يَا اماه هل تمسَحين على قَلبي بيديكِ الدافئتينِ لتزيل غُبار الدنيا وتعُيدني اليكِ "فَـ بعد ان انتهت مِن نُدبتها المعُتادة سَجدت بِدموع مُلتهبة حَينها شعرت كأنَ شخصاً يلتمسُ بأناملهِ على رأسهِا ارادتّ القيَام لكَنها لم تقَدر احسَت وكأنهُ المهدي يحُاوطها ولازمَت الصَمت لانهَا لاترُيد مِنهُ ان يَذهب ويتركهَا
ابتَسمت ابتسَامة عريضةَ وفي اثنَاء خَلوتها قَاطعها صَوت جدتَها المسُنة فَـ قالت: يانور عيَني قومي وأشربي دَوائكِ ،
فَـ بتَول ذاتَ الخمسة عشَرة عاماً كانت مصُابة بمرضً خطَير عجَز الاطباء عَن شِفائها لكَنها كانت مؤمنة بَأن أُمها الزهَراء
سَتشفيها وباتت مُتيقنة بأنها سَتعود لصحتها، ومعَ مرور الايامِ كانت حالة بتَول تزداد سوءً ولا تقوى على الحَركة فَـ أصبحتْ مُنهكة واصبحَ وجههَا شاحِب اللون، وحين هيَ مُستلقاةٌ على فِراشها كَانت جدتها تُلقي لهَا مقَتل السَيدة الزهراء فَ تنهار مِن شِدة البُكاء ويعتصرُ قَلبها حِين سماع كسر ضِلع الزهراء وسقوط جَنينها ويعتلي في مُخيلتها حالة الزهراء وهيَ وراء البابِ ويعصرُ اللعين الباب ويدخل البِسمار داخل أحشائها فيُمزق ضِلعها، وانا في تِلك الحَالة أخذتُ أتوسل بالزهراء، أغضمتُ عيني وأخبرتها بحاجتي وسَقمي، وحينئذً أحسستُ بأن دموعي تَنهمرُ بغزارة ، وقَد غفوتُ واتى إلى مَسامعي صوتُ سيدة، صوت مَلكوتي
نادتني وَ وجههُا يملؤهُ النور فَ لم أستطع تمييز ملامح وجهها البَهي..
وقالت: يا أبنتي
عندما تتوسلون بنا هكذا، نحن أيضاً نأخذُ بيدكم.
وحين ذلك اخذَ جِسمي يرتعشُ وعيني امتلأت بالدموع،
فقلتُ: أهذه انتِ يا فاطمة الزهراء
- هذهِ أنا يا مُهجة فَاطِمة
- لَم أقدر على التفوهُ بكَلمة فَقد أنغمرتْ عَيناي بالدموع وامتلئ قَلبي بالآهات
فقالتْْ:
- لِما لا أسمعُ مُناجاتكِ ويَعتلي أسمي في سجداتكِ ..؟
- أطرقتُ برأسي خَجلة وقلتُ أُماهُ جسمي لم يعد مِثل قبل، لَم أقدر على النهوض من السرير فَقد أنهكني المرض...
- أنهضي من سريرك فَ أنتِ لستِ مريضة..
وأثناء ذلك أستقيظتُ على صوت آذان الفجر ،وقمتُ من سريري و كان جِسمي مليء بالحيوية وحين انا كذلك جاءت جدتي إليْ ورأتني على تِلك الحالة وبعد إن رَويت لها تلك الرؤيا قامت بتقبيلي وضمي إلى صدرها وانا كنت في حالة عجيبة من الخشوع والبَهجة،
فقلتٌ لها كم انت حنونة يا أُماهُ..
من أنا لتوصليني الى تلك الحالة؟
سقطتُ ارضاً وانا في حالة سجود وخشوع لم اكن بهِ من قبل فَ كانت الرحمة والدِفئ الفَاطِمي يحاوطني في كل انحاء الغُرفة،
ومنذُ ذلك اليوم إلى الآن صرتُ مجنونة بفاطمة..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat