أكثر روايات البحار موضوعة!

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد حاول السيد كمال الحيدري في أحد دروسه المعنون بفقه المرأة/رقم الدرس:63، الاستشهاد بكلام السيد المرتضى ليوهم السامع أنّ كلام المرتضى ينتج نفس ما ذكره في قناة الكوثر بأنّ الكثير من رواياتنا إسرائيلية.
أقول: هناك فارق كبير بين القول بعدم حجّية جلّ الأخبار المنقولة من طريق أصحاب (الحديث) وبين القول بأنّ الكثير أو الأكثر، من روايات الشيعة الإمامية هي إسرائيلية!
ولبيان التباين بين القولين نذكر لكم ثلاثة فوارق:
الفارق الأول: كلام السيد المرتضى كان بصورة عمومية، ولم يقصد به عدم حجّية حتّى الأخبار المنقولة عن غير أصحاب الحديث ممّن عليه المعول ويعرف بالتحقيق والنظر في الأصول.
وأما كلام السيد الحيدري فقد قصد به كلا الجانبين ورفض روايات الطرفين.
الفارق الثاني: هو أن كلام السيد المرتضى عن عدم الحجّية في أخبار الآحاد لا يعني بطلان جلّ أحاديثنا واعتبارها موضوعة أو إسرائيلية، وإنّما عدم حجّيتها عنده، بحسب مبناه، هو كونها أخبار آحاد.
ومعلوم أنّ أخبار الآحاد إذا اعتضدت بشواهد وتشيّدت بقرائن ومتابعات فحينها تخرج من دائرة الآحادية إلى دائرة أوسع مستفيضة تورث الاطمئنان بصحّة صدورها واعتبار مفادها ممّا يفيد العلم، كما ذكر هو ذلك في كتابه الذريعة:2/ 32 والرسائل:1/ 19.
وعليه فإنها ستكون حجّة ويؤخذ بها ويعمل بمؤدّاها.
بينما كلام السيد الحيدري يحكي بصورة قاطعة بطلان الكثير من رواياتنا من الأساس، لكونها إسرائيلية وموضوعة، فلا ينصلح شأنها أبداً ولا توجد طريقة لمعالجتها ولا وسيلة لترميمها، وبالتالي لا يجوز الأخذ بها والاعتماد عليها أصلاً.
الفارق الثالث: السيد المرتضى ذكر في نفس الكتاب، الذي عرضه السيد الحيدري في درسه وقناته، أنّ الكثير من الأخبار المدرجة في مصنفات الإمامية متواترة وليست بأخبار آحاد. كما جاء في كتابه الرسائل:1/ 26.
وهذا الاعتراف من السيد المرتضى ينسف محاولة السيد الحيدري لإثبات التوافق بين مقولتهما ويبدد التجانس بين عبارة المرتضى وعبارته.
وفي مقابل ذلك نجد السيد الحيدري يشكّك بمحتوى مصنفاتنا ويتّهم مضامين أكثر أخبارها بالوضع والتلاعب أو تسرّب الإسرائيليات إليها.
وقبل أن نختم لنا هنا تساؤل ونتمنى أن نجد الإجابة عنه من قبله أو من قبل أتباعه وتلامذته في قادم الأيام وهو: من أين حصل له العلم فقطع بإسرائيلية أكثر روايات بحار الأنوار كما نصّ على ذلك في دروسه الأخيرة؟
ولا يخفى عليكم أن لازم ذلك يشعر بإسرائيلية أكثر أخبارنا، لكون الشيخ المجلسي ضمن كتابه البحار أغلب رواياتنا.
ثم هل قام الحيدري بمتابعة صفحات البحار وتعيين مواضع الوضع فيها وأجرى إحصاء لها؟
فإذا كان كذلك فليتكرّم على أهل العلم وطلبته وليزودهم بها وبمكان تواجدها والدليل على وضعها وإسرائيليتها، ليقوم الفقهاء بدورهم ويباشر أهل الخبرة من طلبة العلم بعملهم فينظروا في مزاعمه ويدقّقوا في إدّعاءاته، ومن ثمّ ينشروا تحقيقاتهم فيسفر الصبح لذي عينين ويشرق الصواب للمتشيعين.
والحمد لله رب العالمين وأصلح أحوالنا جميعاً بجاه خاتم النبيين والعترة الطاهرة من آل ياسين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/27



كتابة تعليق لموضوع : أكثر روايات البحار موضوعة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net