صفحة الكاتب : الشيخ احمد صالح ال حيدر

عاشوراء نهضة المبادىء 
الشيخ احمد صالح ال حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عندما نقرأ الحسين عليه السلام نجدة نهضة عارمة وانتفاضة عُظمى على كل مباديء الجهل والكفر والانحطاط فقد جسدت نهضته صلوات الله تعالى عليه كل معاني الخير والرشاد والأستقامة. 

وهنا لاأُريد أن أُنهك القاريء الكريم بمواضيع متكررةو إنشاءات معادة. فقد أُريد بيان مامعنى إن عاشوراء نهضة المباديء. 

خرقه صلوات الله وسلامه عليه لقوانين الكون:

عندما تقرأ في قوانين الكون الفيزيائية إن الأفعال التي تُضاد تجد نفس القوة في ضدها معاكس لها في الاتجاة(لكل فعل ردة فعل يساوية بالقوة يعاكسه في الأتجاة).
فنجد في زمن طغت فيه قوى الشر على مفاصل الحياة وأخذت زمام الأمور وبدأت بتغيير خارطة الحقوق وأتخاذ أتجاهات جبروتية مارقة ضد أهل الدين الحقيقيين حتى وصل الحال إلى أن معالم الدين كادت أن تتلاشى أنبرى بقية الله صلوات الله تعالى عليه وشمّر عن ساعديه وخرج في نهضةٍ عظمى أحرقت بالدماء كل عروشهم الظلامية واوقد شعلة وضاءة عبر الدهور والأزمان تُضيء الطريق لكل من أراد النجاة. فقد خرق بخلوده إلا متناهي قوانين الكون الفيزيائية حيث أن ردة الفعل كان من الممفترض أن تنتهي بزمانه فخلوده الغير محدود بزمان ولامكان هو خرق للقوانين الكون المتعارفة وهنا تكمن الكثير من الحقائق:
منها:أنه صلوات الله وسلامه عليه أمتداد لمعاجز الأسلام والنبي الاعظم صلى الله عليه و آله وسلم.
منها:إنه صلوات الله تعالى عليه مناراً لكل المظلومين واهل الإصلاح على مر العصور. 
منها:إن مصابه يتجدد وتتجدد معه العِبرة والعَبرة 

لنسلط الضوة على كيفية أن تكون عاشوراء نهضة للمباديء. 

إن كل صاحب مبدأ يحتاج إلى الصبر والثبات والتضحية فهنا يحتاج إلى أسوة يتوجه الية فؤاده وتنعقد عليه جوانحه لتقود بعد ذلك جوارحه . وكل ذلك قد تحقق بنهضة سيد الشهداء عليه السلام فهو الأسوة وهو عنوان الصبر والثبات فما أحداث الواقعة إلا نفحة من الذي وصلنا عن صبره وثباته روحي فداه .

أسوته. 
جاءت أسوته من المقام الرفيع الذي أعطاه الله تعالى له من كونه إمام معصوم مفترض الطاعة ومن سمو أخلاقه وشدة تعلقه بالحق تعالى فكان هو المصداق الحقيقي لمفهوم الأسوة ومما جرى عليه من مصائب ومحن فيحتاج صاحب المبدأ لمن يتأسى به عندما يسعى لتحقيق مبدئه ونشره والتعريف به.

صبرة وثباته.
كيف لإنسان أن يتحمل أن تُقتل عائلته أمامه ويراهم مجزرين كالاضاحي ويبقى بشموخٍ وثبات ولايحيد عن هدفه ومبدأه فالتأمل في هذا الحال يوحي إلى حقانية ماخرج به ويردد روحي لترابه الفدا : لاأُعطيكم بيدي أعطاء الذليل ولاأُقر لكم أقرار العبيد .

الحسين عليه السلام صعقة الأمة:

توحي بعض الأخبار عن أمرٍ مهم وهو إن الجميع كان يعلم بمصاب الحسين عليه السلام بمعنى أن الحجة أُقيمت وتمت عليهم وكانوا يتعاملون معها تعامل اليقينيات كما جاء في مقتل الخوارزمي وذلك عندما خطب النبي الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم فيهم فأخبرهم بمقتل الحسين عليه السلام فضج الناس بالبكاء فقال لهم صلى الله عليه و آله وسلم أتبكون عليه ولاتنصرونه؟!
فصُعقت الأمة بمقتلهُ صعقة المذنب المتخاذل الذي سمع وسّوف ولم ينصر!!
أقول: هذا حال الكثير من حقائق الدين اليقينية الحدوث وهي تستصرخنا ونحن لم ننصرها بتطوير أنفسنا حتى الآن فماذا أعددنا من زاد؟ وكيف هو أستعدادنا؟ والسبب الرئيسي هو لتعلقنا بعالم المادة الذي القى بظلاله علينا وتعلقنا به إلى درجة أهملنا معها الحقائق الدينية. 
إلى أن نصل نهاية المطاف ونحن صحراء لاشيء في كوامننا غير رصيد من الغفلة والعصيان !!!

مبدأ التضحية الذي غرسه في النفوس:

إن معنى أن يضحي الإنسان بشيء لأجل شيء يحتاج إلى كثير من المقدمات فهو مقام ودرجة لايصل إليها إياً كان ،والحسين صلوات الله وسلامه عليه كان قد غرس هذا المبدأ في قلب الأمة فنجد إن جميع الثورات التي جاءت بعده عليه السلام وإلى اليوم كانت ولازالت ترفعهُ شعاراً لنهضتها ومظلوميتها وبذلك تحقق إن سيد الشهداء عليه السلام هو الطريق والسفينة التي توُصل إلى الهدف وبر الأمان وغيره لايصل إلا لوهم وسراب. 

الحسين عليه السلام حضارة:

تبتني الحضارة على عدة أُسس ومن هذة الأُسس أن يكون البناء مستغرق ومستوعب لكل تطوير ينقل الإنسان إلى ضفة المعرفة ،ولاتتحقق المعرفة بدون القضاء على الانحطاط والجهل لتنقى الساحة لتلقي المعرفة ووعي الحقائق وكل ماتقدم كانت نهضة سيد الشهداء عليه السلام رائدته فهو حضارة أنسانية ترتقي بالإنسان إلى أقصى المعارف الدينية الواعية والنظرة النورانية الراشدة. فلا مدنية ترتقي بالإنسان ولاأشتراكية ولارأس مالية ،كانت نتائجها كل هذا الضجيج وكل هذا الخراب لأنهم لم يبنوا إنسان قادر على إن يكون رائد الموقف في كل زمان كما كان سيد الشهداء عليه السلام الذي هو من بناءات الأسلام حيث بفضل نهضته العظيمة تم حفظ الإسلام، واستمراره وديمومته متوقفه على هذا الصرح العظيم. 

عناصر القوة .

أنفردت النهضة الحسينية بأنها تشكل عنصر القوة الأبرز داخل منظومة المعارف الدينية حيث تمثل الحصن الكبير الذي لايمكن عبوره من قبل الأعداء فكلما داهم الدين اصحاب المآرب السوداء خرجت عاشوراء بالدفاع عنه، ولعل الذي أقصده ماهو حاصل هذة الأيام من هجوم شراذهم الشيطان واذنابهم بمختلف المسميات مرة الحاد وأخرى نكران بعض حقائق الدين تجد هذة الشرذمة تتهاوى وتندك فقط عندما يقرب موعد أيام النهضة ! فهذا بحد ذاته فتحٌ مابعده فتح .

الشعائر الحسينية جزء مهم من النهضة :

كانت ولازالت الشعائر الحسينية صوت النهضة الذي ينقل مظلومية سيد الشهداء عليه السلام وماجرى عليه من المصائب والويلات فأصبحت جزءاً منها لانها مرتبطة بها فلا نتصور استذكاراً لسيد الشهداء عليه السلام بدون طريق الشعائر ،وماتلفظه ألسن مدعيه حبه وولائه زوراً وكذباً وهم يطعنون بهذا الجزء المهم 
والسبب الرئيسي للطعن بشعائره المقدسة هو اضعاف الدين بتمامه في قلوب الناس والقاء الشبة والانتقاص منه. ولكن بحمد الله ومنه كل من يحارب هذا الجزء المهم يخزيه الله تعالى وينتهي إلى مكانٍ سحيق. 

استثمار الذكرى:

لابد وأن نستثمر هذة الذكرى بنماء الإيمان فينا والتمسك بعروته الوثقى فلابد من اشاعة الأخلاق العاشورائية وإيصالها إلى جميع الفئات والأفراد كما يريدها سيد الشهداء عليه السلام أن تصل،بالأضافة الى ذلك لابد من تقوية الاواصر الدينية في النفس وأبعاد كل ماهو ليس فيها،كما أنه يجب أن نستثمر الموسم بالدفاع عن عقيدتنا ووضع المروجين للانحراف العقائدي في دائرة التهمة وهم كذلك لكي لايتسنى لهم ازدراء عقائدنا أو الأنتقاص منها وهو كذلك موسم للارتباط بمعالم الخير كافة ........

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ احمد صالح ال حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/14



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء نهضة المبادىء 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net