القادة لا يعتصمون من أجل انفسهم
علي مارد الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي مارد الاسدي

يفترض أن تكون فئة الخريجين وأصحاب الشهادات العليا من أكثر الفئات وعيا وثقافة واطلاعا في المجتمع.
وبالتالي ينبغي أن يتصدر هؤلاء المشهد السياسي والثقافي ويكونوا قادة لأي حراك شامل وتغيير تقدمي في جميع بلدان العالم.
لكننا للأسف نجد ان هذه البديهية المسلم بصحتها هي في العراق محل شك ونظر.
فمشاهد الاعتصام والتظاهر واستجداء التعيين في دوائر الحكومة الفاسدة والمترهلة وخصوصا من قبل ال(نخبة) من حملة الشهادات العليا، صارت تثير ألف علامة استفهام حول كفاءة ومؤهلات هذه الفئة القيادية التي يُعقد عليها الامال من أجل التغيير والاصلاح الجذري للفشل البنيوي الذي تعاني منه الدولة العراقية.
وطبيعي أن الموضوع لا يبتعد كثيرا عن محنة التعليم بشكل عام ورصانة الشهادات العليا في العراق، تلك التي فقدت قيمتها الاعتبارية وانحدرت إلى مستويات غير مسبوقة بفعل الفوضى والتسييس وضعف تطبيق القانون.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، اتذكر أنني في احدى المرات أمسكت استاذا جامعيا بدرجة بروفيسور متلبسا بالسرقة الفكرية في احدى گروبات الواتس اب الخاصة التي يتواجد بها الساسة والمسؤولين والاعلاميين في الدولة، الغريب ان هذا البروفيسور الذي كان يُدفع بإتجاه ترشيحه لتسنم وزارة أو وكالة وزارة ، ظل يمطرنا بالعديد من المقالات العلمية والثقافية والسياسية المسروقة بالكامل من هذا الكاتب العراقي أو ذاك الكاتب العربي، وسط اشادة وترحيب الأعضاء المستغفلين بعبقريته الفذة، بعد أن يجري بعض التعديلات التمويهية الطفيفة على المقالات، وهي تعديلات لا تتجاوز استبدال الأسماء والعناوين!!
لم يغادر البروفيسور السارق المجموعة ولم يقل شيئا بعد أن كشفته، كما لم يطرده الادمن منها استجابة لطلبي، وسكت الجميع أمام الفضيحة وكأن على رؤوسهم الطير.
اما بقية الحكاية الساخرة أو المحزنة.. فقد تحرك (اللوبي) الداعم له ضدي، فآثرت مغادرة الگروب بعد بضعة أيام، فيما عاد البروفيسور الهمام لنشر مقالاته المسروقة في المجموعة بكل أريحية!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat