صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

من يعتمد على نفسه فكأنه اعلن الحرب على امريكا
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قوة اي انسان تبدا من الداخل وفي داخل الانسان ثقته التي هي مركز القوة ومن خلالها يستطيع مواجهة الصعاب والابداع، هذه الثقة موجودة ولكن الارادة لاستخدامها هي التي تكتشفها وهذه الارادة تتاثر بالمحيط الخارجي للانسان حرية او عبودية رفاهية او مجاعة ،وهكذا ، الارادة ملك خاص بك لا تجعلها اسيرة لدى غيرك ، لان الانسان هو الاصل لذا فارادة اي حكومة او مؤسسة او شركة او منظمة تبدا من ارادة الانسان .

وكل هذه الارادات تنصهر في بودقة ارادة شعب واذا ما اراد الشعب ان يعيش بحرية وكرامة فعليه ان تكون ارادته رهن اشارته في كل مستلزمات حياته .

تجلس صباحا لترتدي ملابسك المستوردة من الخارج تتناول فطورك معلبات مستوردة تاكل رغيف الخبز مصنع بمكائن مستوردة ، تركب سيارتك الاجنبية وقودها مصنوع بمعامل تكرير النفط الاجنبية ونفطك تستخرجه شركات اجنبية وبمكائن اجنبية ويصدر بشركات اجنبية وبعملة اجنبية ، تجلس تتابع الاعلام التابع لمؤسسات اجنبية واجهزة الاعلام كلها اجنبية واذا فكرت السفر بالطائرة او القطار او السفينة كلها اجنبية ، المستشفى واجهزتها والادوية اجنبية ، وحتى عملتك طباعة اجنبية ، كل هذا فعندما لا تخضع لهذه الارادات الاجنبية فانت صفر في بلدك وتحرم من كل هذه التي ذكرتها وغيرها .

لماذا لا تكون قوة الاقتصاد في اي بلد هي ثلاثة ارغفة خبز توفرها الحكومة لكل مواطن مجانا ويوميا ،اقصد الحكومة الشريفة النزيهة الوطنية ولنا في سنغافورة وماليزيا خير مثال،  من هذا الرغيف الذي يمكن زراعته وتصنيعه حتى بدويا ويدويا يطمئن المواطن بان الرغيف متوفر ، ستنتفض الارادة عند الانسان لكي يفكر بمقومات الحياة الاخرى التي ترتقي به وبشعبه ، يعتمد على نفسه لا على غيره ، لكن عندما تكون الحكومة عميلة او هزيلة يعيش المواطن في دوامة بحيث لا يستطيع ان يرفع نظره عن الارض لانه يخشى من السقوط ، ويكرر السياسي الخبيث مقولة ( جوع كلبك يتبعك) ، لهذا اية دولة تفكر بان تعيش الاكتفاء الذاتي تتكالب عليها امريكا والصهيونية واعضاء البنك الدولي والتجارة العالمية لتقويض اقتصادها بمؤامرات سياسية اقتصادية حتى ترضخ لاجندتها .

لماذا العملة لاي بلد قوتها رهن باجندة خارجية وقوة العملة تاتي من قوة الاقتصاد وقوة الاقتصاد تاتي من الاعتماد على النفس وبالامكانات المتاحة في البلد ، ولكن اغلب البلدان النفطية تبيع نفطها بثمن بخس الى الدول الغربية ، وتقوم هذه الدول الغربية بتصنيعه الى المستلزمات التي تحتاجها هذه البلدان النفطية فتستوردها باضعاف ما باعت نفطها وتبقى رهينة للغرب .

الدولة التي تفكر بالاعتماد على نفسها اقتصاديا تكون قد اعلنت الحرب على الصهيونية وامريكا هذا هو منطق السياسية العلمانية، ومسالة تصنيع الاسلحة فانها تحصيل حاصل بالنسبة لاي دولة والا لماذا بدا الطاغوت الامريكي بالاعتماد على الحصار الاقتصادي اكثر من شن الحرب؟ وتستعين بالشركات والدول الخاضعة لها من اجل محاربة اقتصاد اية دولة تعتمد على نفسها .

حكام الخليج لا يستطيعون الذهاب الى غرف نومهم دون الاستئذان من البيت الابيض ولا يستطيعون ان يدخلوا ايديهم في جيوبهم لاخراج مصروفهم دون اذن الصهيونية ، وهيهات لاحدهم ان لا يودع امواله في مصارفهم وهيهات اكثر ان فكر احدهم بسحب استثماراته منهم فالاغتيال ينتظره ومصادرة الاموال بحجة دعم الارهاب امر سهل جدا .

المضحك في بعض مفاصل الثقافة العربية تجد كثيرا ما يتحدثون عن الاعتماد على النفس ولا اعلم ماذا يقصدون هل الاعتماد على النفس في قضاء الحاجة ؟    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/17



كتابة تعليق لموضوع : من يعتمد على نفسه فكأنه اعلن الحرب على امريكا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net