صفحة الكاتب : شاكر عبد موسى الساعدي

منافذنا الحدودية الشرقية.... إلى أين؟
شاكر عبد موسى الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تمتد منافذ العراق البرية على طول حدوده الدولية البالغة أكثر من أربعة ألاف كيلومتر , شمالاً مع تركيا وشرقاً مع إيران وغرباً مع سوريا والأردن والسعودية وجنوباً مع دولة الكويت.

في الشمال العراقي توجد عدة منافذ برية مع تركيا , وهما منفذا (فيش خابور وإبراهيم الخليل ) ومع إيران  منفذ (كيلي و شوشمي و طويلة وشيخ صالح وبشته) في محافظة حلبجة  و(حاج عمران) في محافظة أربيل , (وباشماخ وبرويزخان وكرمك ) في محافظة السليمانية , وحكومة الإقليم تسيطر بالكامل على منافذ المناطق الشمالية ولديها أتفاق أبرم مع الأتراك يقضي بافتتاح أربعة منافذ , واحد مع محافظة أربيل وثلاثة مع محافظة دهوك , ومع السعودية يوجد منفذ قديم وكبير هو منفذ - جديدة عرعر- الحدودي الذي يمر عبر محافظتي كربلاء والانبار, و الذي أغلق عام 1990 بعد احتلال العراق لدولة الكويت وتم فتحه عام 2017 لتسهيل مرور الحجاج العراقيين وللتبادل التجاري بين البلدين  .. وكذلك الكويتيون وإصرارهم على عدم زيادة المنافذ البرية والإبقاء على منفذ سفوان فقط.. أما بقية المنافذ مع سوريا هي : منفذ ( ربيعة والقائم والوليد وبيشابير ) في الموصل والانبار ودهوك لا يمكن الاستفادة الاقتصادية منها إلا بحدود ضيقة أو للمسافرين فقط .. وعليه لجأت السلطات المختصة في العراق وإيران إلى إعادة الحياة وتأهيل منافذ (الشلامجة والشيب و زرباطية والمنذرية ومندلي ) في محافظات البصرة وميسان و واسط وديالى , وهي المنافذ البرية الوحيدة التي تربطنا مع إيران الواقعة تحت سلطة الدولة الآن , ومن المؤمل فتح منفذي جلات في ميسان والشهابي في واسط لتخفيف حركة المسافرين في الزيارات الكبرى .. أما منفذ سفوان الحدودي مع دولة الكويت فتبلغ أجور التحميل والتفريغ والتوصيل لأي بضاعة من الخليج العربي فيه عشرة أضعاف ما يؤخذ في منفذ طريبيل مع الأردن .

 ومن المعروف أن المنافذ الحدودية البرية مع إيران سواء كانت ضمن إقليم كردستان العراق أو عائدة للحكومة الاتحادية بشكلها الصوري لا تعود بالنفع التام إلا لإيران ولبعض الأحزاب والقوى السياسية وبعض الأشخاص في الإقليم وحكومة بغداد والحكومات المحلية التي تقاتل على عدم الاعتماد على منفذ طريبيل مع الأردن , والإبقاء على منافذ العراق مع إيران لأنها تسيطر كليا أو بصورة جزئية على تلك المنافذ, وهناك شبه تقاسم للسيطرة عليها وعلى رسومها والموافقة على ما يدخل إلى العراق وما يخرج منه ، بين أحزاب سياسية وقوى دينية معروفة والخروق والتجاوزات التي حدثت في هذه المنافذ معروفة والقوى المسيطرة عليها معروفة أيضاً , والحكومة على علم بها لكنها عاجزة عن التدخل للحد من هيمنة تلك الأحزاب والمليشيات المسلحة , ما يبقي باب الخطورة مفتوحاً على مصراعيه وثغرة التأثير السلبي على التجارة والصناعة والزراعة المحلية قائمة , وكان من المتوقع أن يحصل العراق على مبلغ 9 مليار دولار سنوياً لو استثمرت تلك المنافذ  بصورة صحيحة, لكن إيراداتها في عام /2019 بلغت 162 مليار دينار أي ما يعادل 157 مليون دولار.. وهو مبلغ قليل أذا ما قورن بنشاط تلك المنافذ التجاري والسياحي , والتي جعلت العراق ساحة لبيع السلع الأجنبية تنخر في جسده الخاوي من التركات المالية التي يتحملها نتيجة انخفاض أسعار النفط في النصف الأول من عام / 2020.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر عبد موسى الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/10



كتابة تعليق لموضوع : منافذنا الحدودية الشرقية.... إلى أين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net