أفِي شهْرِ الصِّـيامِ فجَعْتمُونا؟
سجاد العسكري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سجاد العسكري

أفِي شهْرِ الصِّـيامِ فجَعْتمُونا بخَيْرِ الناسِ طُرّاً أجْمَعينـا
رحم الله ابو الاسود الدؤلي في رائعته وهو يرثي سيده ومولاه امير المؤمنين علي عليه السلام عندما اغتالته يد الكفر والنفاق في اعظم شهر وفي اطهر مكان في سابقة وجريمة مؤلمة يندى لها تاريخ البشرية صائم قائم في محراب الشهادة يرتقي الى الرفيق الاعلى مناديا فزت ورب الكعبة.
نعم هو نفس الشهر شهر الله وبنفس التوقيت صائمين قائمين وفي الثغور مرابطين ينتظرون سماع صوت التوحيد والنبوة والولاية والقيام بخير العمل وعمود الدين مابين قائم وقاعد, وعين باتت تحرس في سبيل الله ,اجتمعت كل العبادات التي هي من اصول وفروع الدين واجبها ومستحبها , لتكون هاهنا في ارض الجهاد حاضرة ,ليتصدى من يتصدى ويجرح من يجرح وتفيض ارواح الشهداء الى بارئها , كانت تنتظر سماع (اشهد ان عليا وليا الله ) لتعرج عند ولي الله وهي تزف باصوات فزتم ورب الكعبة .
فهؤلأ المجاهدون اذا كرو تذكروا صولات سيدهم الكرار وقائدهم وهم يندبون باسمه (ياعلي مدد) فالوصف القراني جاء مطابقا لمكنونات صدورهم ومنتهى مطلبهم اذ قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾ "سورة الحج، الآيتان58 و59", واي مدخل يرضونه اعظم من ان يتشبهون بامامهم وسيدهم الامام علي عليه السلام .
ورغم ورود احاديث كثيرة تبين ماللشهيد والمجاهد, فورد في الاحاديث ان لهم خصال يختصون بها منها: اول قطرة يغفر له , ويقع رأسه في الحور العين , ويكسى من الجنة , ويعطى من الريح الطيبة , ويرى منزله في الجنة, وينظر في وجه الله ,...والكثير من الخصال للشهداء ,لكن هؤلاء الشهداء هل يكتفون بهذا ؟ وقع عليهم الحيف ظلموا من قبل الاخرين وحتى من ابناء جلدتهم وهم في كل يوم يقدمون الدماء والمناحر لننعم بالامن والامان , وهم يتعرضون للخطر من كفار العصر ومنافقيهم...
سيشكون الشهداء عند عروجهم وستعطى لهم الخصال التي ذكرناها ,لكن ستبقى انظارهم شابحة حائرة تبقى منتظرة (لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ) بماذا يرضون؟ الا ان يأتيهم دليل الحيارى علي يحتضنهم قائلا بثوا شكواكم ياقرة العين فقد فزتم ورب الكعبة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat