العقائدُ ضرورةٌ براغماتيّةٌ
زعيم الخيرالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زعيم الخيرالله

البراغماتيّةُ مشتقة من لفظةٍ يونانيّةٍ (براغما) التي تعني العمل ؛ وعليه فالبراغماتية تعني (العمليّة) . وقد يُعَبّرُ عنها بالاداتيّة والذرائعيّة .
وهذه الفلسفةُ فلسفةٌ امريكيّةٌ خالصةٌ ، صُمِّمَت على مقاساتِ امريكا ، وعلى مقاساتِ سكانِها المهاجرينَ الذينَ ارتادوا هذهِ القارةَ بحثاً عن الشهرةِ والنجاحِ والطموحاتِ الكبيرةِ والاحلامِ العريضةِ في تحقيق الثروة ، ولو على حسابِ سكانِ القارةِ الاصليين.
الفلسفةُ البراغماتيّةُ فلسفةٌ تتوسطُ في فَهمِها للحقيقةِ بين الفلسفةِ الواقعيّةِ التي تؤمنُ انَّ للاشياءِ واقعٌ خارجَ الذهنِ ، وانّ الاشياءَ متحققةٌ في الخارج وان الصورةَ الذهنيةَ عن العالَمِ الخارجيِّ تابعةٌ للخارج ، وبين الفلسفةِ المثاليّةِ التي لاترى للاشياءِ وجوداً وتحققاً في الخارج ، وانَّ كلَّ مانراه هو انعكاس للصورة الذهنيّة في اعماق النفس الانسانيّة ، اي ان الخارج تابعٌ للصورةِ الذهنيّةِ.
الفلسفةُ البراغماتيّةُ لاتقيم وزناً لوجود حقائق للاشياءِ خارج اذهاننا كما ترى الفلسفة الواقعية ، وغيرُ معنيّةٍ بما تراهُ الفلسفةُ المثاليّةُ في نفي الواقع الخارجي ، وانه انعكاسٌ للصور الذهنيةِ في اعماقِ النفسِ ، لانَّ هذهِ الابحاثَ عقيمةٌ ولاجدوى منها في نظر الفلسفةِ البراغماتيةِ الذرائعيّةِ.
الفلسفةُ البراغماتيّةُ تقيم وزناً للنتائج العمليّة وللانجازاتِ العمليّةِ ؛ فالفكرةُ التي تحقق فائدةً عمليّةً هي الفكرةُ الصحيحةُ والصادقة ، واما الافكارُ النظريّةُ التجريديّةُ فهي افكارٌ خاويةٌ لاقيمةَ لها. فالحقيقةُ وفقَ الفهمِ البراغماتي تُقاسُ بنتائجها العمليّةِ .
وليام جيمس احد الاعمدة الثلاثة للفلسفة البراغماتية والذين هم :( جارلس بيرس ووليم جيمس وجون ديوي) . وليم جيمس في كتابه (ارادةُ الاعتقاد) دافع عن وجود الله وخلود النفس الناطقة لاعلى اساسِ الادلةِ المنطقيّةِ ولكن على اساس فوائدهما العمليّة في حياتنا .
وهذه من المغالطات التي تستند عليها البراغماتيّة.
ارجو من الاخوة ان لايحاسبوني على العنوان الذي اخترته ، فانا لست مؤمناً بالفلسفةِ البراغماتية والتي كان لها نتائج كارثيّة على الشعوب من ابتزازٍ وقتلٍ وحصارٍ واثارة حروبٍ . انا مؤمنٌ بوجود حقيقة موضوعية خارجَ اذهاننا ، وانا مؤمن بان العمل يقاس بدوافعهِ لابنتائجه ، وفق النظرة القرانية .
ولكنَّ الكاتبَ قد يختار العنوان لاثارةِ القارئ ، ولمخاطبةِ الذينَ لايرونَ أَيَّةَ جدوى في الايمان باللهِ واليوم الاخر وكل ماجاء من عقائد في الكتابِ الكريم والسنّةِ المُطّهَرة ، ان يقبلوا العقائد ويكتشفوا جدواها براغماتيّاً ، وخصوصاً وان الانموذج الامريكي في الحياة صار مثلاً أَعلى للكثيرِ من المبهورين بالحياة الامريكيّة والفلسفة الامريكيّةِ.
فالايمان بالله له نتائج عملية في الاستقرار النفسي للفرد والحياةِ . والايمان بالمعاد له تأثيرٌ كبير في ضبط سلوكنا ، والحد من غلواء التجاوز على الاخرين وغمطِ حقوقهم، والايمان بوجود قائد منتظر تتطلعُ اليه الانسانيّة للخلاص من القهر والظلم والطموح نحو واقعٍ افضل له جدوى ونتائج عملية في حياة الناس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat