خليفة الرحمن صاحب الزمان
جعفر صادق البصري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جعفر صادق البصري

هذه نبذة مختصرة عن إمام زماننا الحجّة بن الحسن المهديّ المنتجب وعلامات ظهوره المرتقب، مستقاة من نصوص مأخوذة من بعض المصادر المعتمدة.
والده الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليه السلام.
أُمّه السيّدة نرجس خاتون أو مليكة بحسب تعدّد أسمائها رضي الله عنها وأرضاها.
اسمه اسم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقد بشّر الرسول المصطفى والأئمّة من أهل بيته، عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، بولادته وذكروا غيبته والتقادير الإلهيّة المؤذنة برعايته وحفظه حتّى تتحقّق الخطط الإلهيّة والأهداف الربّانية، وأنّه سيظهر في آخر الزمان ويقيم الحقّ وينشر الأمن ويبسط قانون الرحمن، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
ولد الإمام المهديّ الفاطميّ سلام الله عليه في النصف من شعبان سنة ٢٥٥ هجرية، وبقي في كنف والده إلى أن رحل الأب عن هذه الحياة سنة ٢٦٠ هجرية، بعد ضيم وحيف وظُلم وقع عليه من قبل الدولة العبّاسية الجائرة كما وقع على آبائه عليهم السلام.
لقد أصبح مخلّص الإنسانية ومنقذ البشرية الإمام الفعلي للأمّة وعمره خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين استلم قيادة الإمامة الفعليّة وزمام الخلافة الواقعيّة، لكن إرهاب الدولة العبّاسية واستبدادها ومحاولتها تصفيته والقضاء على مشروعه، جعلته يغيب غيبته القصيرة، وفرضت عليه هذه الأجواء أن يحيط تدابير شؤونه وإجراءاته غالباً بالكتمان والسريّة.
إنّ غيبته القصيرة (الصغرى) ابتدأت منذ عام ٢٦٠ هجرية وامتدّت إلى سنة ٣٢٩ هجرية.
وفي هذه الفترة كان الإمام أمل المستضعفين يلتقي ببعض النّاس ويقضي لهم بعض الأمور ويحلّ لهم بعض المشاكل ويجيب عن بعض الأسئلة، وتخرج تواقيعه المباركة على يد الوكلاء (السفراء) الأربعة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهؤلاء السفراء بالترتيب هم: عثمان بن سعيد العمري، ومحمّد بن عثمان بن سعيد، والحسين بن روح، وعليّ السمري.
في سنة ٣٢٩ هجرية أوشكت الغيبة الطويلة (الكبرى) بالبدء، فخرج آخر توقيع مهدويّ على يد السمري وهذا نصّه: (بسم الله الرحمن الرحيم يا عليّ بن محمّد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم).
بعد موت السفير الرابع في اليوم السادس بدأت الغيبة الطويلة (الكبرى) وهي سنة ٣٢٩ هجرية، وستمتدّ إلى أن يأذن الله المقتدر بظهور وليّه الإمام المهدي المنتظر، ولا يعلم أحد كم سيطول أمدها، لأنّ علمها موكول إلى مشيئة الله تبارك وتعالى.
ولكن ورد على لسان النبيّ الأمين وعترته الطيّبين ذكر علامات نقلتها مصادر المسلمين تنبئ بقرب الظهور الشريف، نذكر لكم أهم مضامينها وأقربها التصاقاً بفترة زمن الظهور الميمون:
منها: وجود حكومة عبّاسية في العراق يتمّ القضاء عليها بواسطة الخراساني والسفياني.
ومنها: ذهاب ثلثي العالم بسبب الحروب والصراعات والأمراض والآفات.
ومنها: ظهور إثنتا عشرة راية باطلة مشتبهة تدّعي الإمامة.
ومنها: سقوط كلّ نظريات الحكم وأيدلوجيات الدول المدّعية تطبيق العدل للبرية وتحقيق الخير للبشرية.
ومنها: هدم حائط مسجد الكوفة.
ومنها: ظهور الطاعون (الموت الأبيض) وكثرة الموت الأحمر.
ومنها: كثرة الارتداد، واليأس من الفرج، والتشتت في الدين، والخوف، والموت الجارف، والاستخفاف بالدماء، ونقص من الأموال والأنفس.
ومنها: كساد أو فساد التجارات، والجوع بغلاء الأسعار، وقلّة ريع ما يزرع وقلّة بركة الثمار.
ومنها: ظهور رجل في الكوفة يدعى بالشيصباني، وهو شخص مجرم شيطاني.
ومنها: ظهور عوف السلمي.
ومنها: موت خليفة عبّاسي يدعى عبد الله.
ومنها: معركة قرقيسياء.
ومنها: طلوع الشمس من مغربها.
ومنها: ظهور كفّ في السماء.
ومنها: كسوف وخسوف في غير وقتهما المتعارف عند أهل الهيأة والمشتغلين بعلم الفلك.
ومنها: نزول الروم الرملة.
ومنها: ظهور اليماني المرضي.
ومنها: ظهور الحسني الطالقاني المرضي.
ومنها: ظهور شعيب بن صالح المرضي
ومنها: ظهور الخراساني المرضي.
ومنها: ظهور السفياني الملعون.
ومنها: ظهور المرواني.
ومنها: ظهور الأصهب.
ومنها: ظهور الأبقع.
ومنها: خسف في منطقة حرستا ومنطقة الجابية الواقعتان في الجمهورية العربية السورية.
ومنها: صيحات ونداءات سماويّة في شهر رجب وشهر رمضان وشهر محرّم.
ومنها: صيحات الشيطان في شهر رمضان.
ومنها: خسف بجيش السفياني بين المدينة المنوّرة ومكة المكرّمة.
ومنها: قتل نفس زكيّة قبيل الظهور بخمس عشرة ليلة.
ويجدر التنبيه على أنّ من أقرب العلائم المذكورة على ظهور الإمام الموعود المعظّم سيّد العالم هي: الصيحة الجبرائيليّة، والكفّ السماوية، والنداء، وظهور اليماني والحسني وشعيب والخراساني والسفياني، وقتل النفس الزكيّة، والخسف في البيداء.
جعلنا الله وإيّاكم من الثابتين على منهج وولاية النبيّ وأهل بيته صلوات ربّي وسلامه عليهم، والمتمسّكين بشريعته، والمنتظرين لظهور الإمام المهديّ الفاطميّ العلويّ.
وندعو المولى سبحانه أن يكشف هذه الغمّة عن هذه الأمّة ويرفع عنها البلاء ويدفع عنها الوباء، وينتقم من الظلمة والمستكبرين ويرينا في أعداء آل محمّد ما يكرهون بجاه النبيّ الأمين وعترته الأطيبين، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
جعفر صادق البصري
الخامس عشر من شهر شعبان 1441 هجري.
9/4/2020 م.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat