صفحة الكاتب : نزار حيدر

هلْ سيَحمي العِراق مُنجَزهُ الدَّولي الأَخير؟!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  هلْ سيَحمي العِراق مُنجَزهُ الدَّولي الأَخير؟!
              *الإِتِّفاقات التزامَات مُتبادَلة
             *هكذا نحمي تُراثَنا وحَضارتَنا
          *ترامب؛ (٤) تراجُعاتٍ وثَباتٌ واحِدٌ! 
       *...وَيَستمِرُّ الحَلب من دونِ حَربٍ!
      ................................
   أ/ تكريمُ العالَم لمدينةِ بابل التَّاريخ والحَضارة يحمِّل العراقيِّين مسؤُوليَّةً مُضاعفة، فلقد أَثار هذا التَّكريم إِهتمام الرَّأي العام العالمي ولفتَ إِنتباههِ إِلى الأَهميَّة التاريخيَّة والحضاريَّة والدينيَّة لهذهِ المدينة.
   لقد تحمَّل العالَم مسؤُوليَّتهُ وبقيَ أَن يتحمَّل العراق مسؤُوليَّتهُ ويستوعب التَّكريم بمشاريعَ وليس بخُطَبٍ ومُزايداتٍ وبيانات. 
   ب/ تأسيساً على ذلك فإِنَّ على مُختلف مؤَسَّسات الدَّولة، وتحديداً مجلس النوَّاب والحكومة، تشريع ما يحتاجهُ هذا التَّكريم من قوانين وتعليمات ليتحوَّل هذا المعلم إِلى مصدرٍ مُهمٍّ من مصادر الدَّخل القومي، ولا يَكُونُ كذلك إِلَّا بخلقِ الفُرص المُناسبة لجذب السيَّاح والباحثين من مُختلف دُول العالَم خاصَّةً وأَنَّ المدينة، كما هو معروفٌ، لها بعدٌ دينيٌّ عند كلِّ الأَديان السماويَّة وهذا ما يُضاعِف من أَهميَّتها السياحيَّة، وعلى المُستويات الثَّلاثة، السِّياحة التاريخيَّة والسِّياحة الدينيَّة والسِّياحة الأَثريَّة الحَضاريَّة.
   ج/ ومن أَهمِّ أَدوات نجاح السِّياحة؛ المطار الدَّولي وسكَّة الحديد وفنادق خمسة نجُوم وطُرق الأُوتوستراد المعبَّدة والأَسواق الواسِعة والمُنوَّعة والحدائِق الغنَّاء والطَّبيعة الجذَّابة وغير ذَلِكَ.
   فضلاً عن الأَمن والإِستقرار والنَّزاهة.
   فلا يكفي أَن تهتمَّ الدَّولة بالمعلَمِ فقط فتُحقِّق المعايير المطلوبة دَوليّاً لتسجيلهِ في اللَّائحة العالميَّة، فذلكَ لوحدهِ لا يجذب أَحداً إِليهِ، إِنَّما الذي يُثير إِهتمام النَّاس حَول العالَم هو ما يُحيطُ بالمعلَمِ من وسائل الرَّاحة المُختلفة.
   د/ أَتمنَّى أَن لا تكون بابل كأُختِها الأَهوار التي أَدرجتها اليونسكو في قائمتِها فكرَّمها العالَم عام ٢٠١٣ والتي لم تتحوَّل، مع هذا التَّكريم، إِلى معلَمٍ يقصدهُ السوَّاح من دُول العالم، إِذ لازلت الأَهوار تُعاني الإِهمال المُخيف كما أَنَّ مشاريع التَّنمية فيها متوقِّفة وهيَ من جُملة المشاريع الوهميَّة التي وصل عددها لحدِّ الآن أَكثر من [٩٠٠٠] مشروع وَهمي!.
   ولذلكَ فأَنا أَخشى من هدرِ الأَموال التي خصَّصتها عدد من مؤَسَّسات الدَّولة للنُّهوض بمدينةِ بابل الأَثريَّة ، كما أَخشى عليها من اللصوصيَّة والسَّرقة.
   هـ/ ينبغي أَن يتحمَّل كلَّ المُجتمع مسؤُوليَّة وعي الحَضارة والتَّاريخ والآثار لحمايتِها والحفاظِ عليها، والتَّعامل معها بمسؤُوليَّة.
   يجب أَن نلمس [الثَّقافة الحضاريَّة] في التَّربية والتَّعليم والإِعلام وفِي برامج ومشاريع مُنظَّمات المُجتمع المدني، فالحضارةُ ملكُ الشَّعب وليس مُلكاً لحكومةٍ أَو حزبٍ أَو كُتلةٍ أَو مؤَسَّسة!.
   و/ الإِتِّفاقات، سواءً الدوليَّة منها أَو الثنائيَّة، هي إِلتزامات مُتبادَلة لا يمكنُ أَن يُطالب طرفٌ واحدٌ فقط بالإِلتزامِ بها إِذا نكصَ عنها الطَّرف أَو الأَطراف الأُخرى.
   لقد ظنَّ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين أَنَّ إِتِّفاق الجزائر الذي وقَّعهُ مع شاه إِيران عام ١٩٧٥ ملكهُ الشَّخصي يوقِّعهُ متى يشاء ويُلغيه متى يشاء! إِلَّا أَنَّ طهران علَّمتهُ الدَّرس جيِّداً عندما أَجبرتهُ صاغِراً للعَودةِ إِليهِ عام ١٩٩١ بعد أَن كانَ قد أَلغاهُ عام ١٩٨٠ قَبْلَ أَن يشنَّ حربهُ الظَّالمة على الشعبَين الجارَين العراقي والإِيراني والتي استمرَّت ثمان سنوات عجافٍ دمَّرت الأَخضر واليابس.    
   ولا يشذُّ الإِتِّفاق النَّووي الدَّولي بين طهران ومجموعة [٥+١] عن هَذِهِ القاعدة، فعندما نكثت واشنطن بإِلتزاماتِها وانسحبت من الإِتِّفاق لا ينبغي لأَحدٍ أَن ينتظرَ من طهران أَن تلتزمَ بحذافيرهِ لوحدِها، خاصَّةً وأَنَّ بقيَّة الأَطراف الدوليَّة الموقِّعة عليهِ لم تستطع فعلَ شَيْءٍ لحدِّ الآن على الأَقلِّ لإنقاذِ الإِتِّفاق من الإِنهيار أَو مُساعدة طهران للإِستمرار بالإِلتزام بتعهُّداتِها.
   سيتعلَّم الرَّئيس ترامب لاحقاً الدَّرس الذي تعلَّمهُ صدَّام من قَبْلُ!. 
   ز/ تراجع الرَّئيس ترامب عن حربهِ التجاريَّة مع الصِّين ورفعهُ للعقوبات ضدَّ شركة هواوي كان متوقَّعاً فلقد أَثبتت سياساتهِ بأَنَّهُ أَعجز من أَن يذهب بها إِلى النِّهاية.
   ولقد تعوَّد العالَم على سياساتهِ هَذِهِ التي تعتمد نظريَّة [حافَّة الهاوية] ولكن من دونِ الذِّهاب إِلى الهاويةِ نفسها.
   لقد تراجع الرَّئيس ترامب عن حروبٍ إِفتراضيَّةٍ كثيرةٍ ضدَّ روسيا والصِّين وفنزويلَّا والجمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران إِلَّا أَنَّهُ لم يتراجع أَبداً عن حربهِ الفعليَّة الحقيقيَّة، وأَقصد بها حلب ضَرع البقرة الخليجيَّة [آل سَعود وآل نهيان] تحديداً ، هذا يعني أَنَّ سياساتهِ قائمةٌ على الإِبتزاز ليحلبَ لا ليُحارب!.
   إِنَّهُ يُؤَزِّم الأُمور في المنطقة ويأخذها لحافَّةِ الهاوِية وعينهُ على أَموال [محمَّد منشار] الذي يبتزَّهُ أَشد الإِبتزاز بسببِ جريمتهِ المدوِّية في قُنصليَّة بلادهِ في إِسطنبول والتي سيتستَّر عليها إِلى حينٍ.
   ...وَيَستمِرُّ الحَلب من دونِ حَربٍ!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/08



كتابة تعليق لموضوع : هلْ سيَحمي العِراق مُنجَزهُ الدَّولي الأَخير؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net