العراق وطن الاحرار والمخلصين
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ماجد اسد

ليس ما يحدث اليوم او ما حدث بعد عام ٢٠٠٣ او ما حدث بعد نهاية الحرب العالمية الاولى ...الخ ، لا علاقة له بما حدث قبل قرون كان العراق فيها مستقلا ومن ثم تعرض سيادته للاذى كي يستعيدها بعد ذلك في ازمات اخرى .
انه تاريخ دوّن عبر احداث جسام تضافرت فيها عوامل الطبيعة ، و القوى الخارجية و الانقسامات الداخلية على تأسيسها و كتابتها ، مثلما كانت الطبيعة بمواردها الكبيرة و بوحدة مكونات الشعب و حكمتهم تدوّن صفحات مشرقة كان لها دورها المشع بين الحضارات و رموزها .
فعند تحليل اي قضية تخص الاشكاليات الحالية: من الخدمات الى الفساد و من العنف الى التهديد بأستخدامه و من غياب الحوار الى استعادته ...الخ، كلها لها اثرها فيما يحدث اليوم ، خاصة بعد عقود من الازمنة غير الديمقراطية و غير المنتجة من الشعب ، التي تركت اثرها في ( الجينات ) و في (الطبائع ) ضمن بلد ما زالت مكوناته تتميز بالتنوع و الاختلاف لتبلغ احيانا ذروتها ، متناسين ان الالف عام الماضية شهدت الكثير من الصفحات المشرقة وفي مقدمتها ان ارادة الحياة لم تغب عن الشعب ذاته الذي انجز المزيد من العلامات الحضارية .
ولسنا بصدد بحث ما اذا كانت الامبراطوريات القديمة ظالمة او جائرة ، فهذه السمة عامة للانظمة المماثلة ، التي قامت على القوة كالغزو والحروب و انتصار الاكثر قسوة و على تدمير الضعفاء ان كانو شعوبا او مجموعات سكانية او افرادا .. ولكننا بصدد قراءة عالمنا الحديث /المعاصر حيث تسمح الديمقراطية الحقيقية بحق العمل وحق التعبير و بتعددية ثقافية و استبعاد القهر او استخدام العنف ، لكن تحقيق هذا الحلم انجاز التعبير لن يقع على كاهل طرف او فرد من الافراد.. بل على ارادة وحدة الجميع عبر المعرفة و الحكمة و على قراءة تضع مصير الوطن - كوطن للاحرار والمخلصين - بما يحقق للجميع مسؤوليات الواجب المشترك و الحقوق المتساوية بين الاطراف كافة و الا فأن استبعاد الحوار و الحكمة لن ينقذنا من الذي نحن فيه من التامر و الغزو بالوقت الذي تكالبت علينا قوى الشر والعدوان .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat