صفحة الكاتب : حسين فرحان

العرب في طيارة البوبجي
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ( تينسنت ) الشركة الأكبر في العالم في مجال ألعاب الهواتف المحمولة تجمع أبناء حام وسام ويافث في طائرة واحدة ، يتسائل العرب فيها عن وجود نظرائهم فيها : ( أكو عرب بالطيارة ؟ ) ليأتي الجواب بلهجات العرب المختلفة : ( نحن هنا ) .
العالم الافتراضي في هذه اللعبة وغيرها يبتلع العالم الحقيقي ويجعله هامشا فتستعر المعارك في شاشات الهواتف ، ينتصر فيها من ينتصر ويعتصر الزون من تهاون أو تقاعس عن أداء تكليفه البوبجي .
الأرواح تتجدد والرصاصات لاتؤلم جسد أحد من المقاتلين الأشاوس لكن الهزيمة - بعد ساعات طويلة من الرفقة العربية - تكون مؤلمة .
لم يجتمع العرب في تاريخهم على قتال عدو لهم كما جمعتهم طائرة البوبجي ولم يتفانى منهم أحد لنصرة أخيه كما فعلوها في ميادين حربهم الافتراضية هذه .
وأخص العرب بالذكر لأن سائر شعوب الأرض انتصرت لقومياتها وقضاياها في الحروب الواقعية والحروب الافتراضية إلا العرب الذين اعتادوا تجاهل قضاياهم المشتركة، ولعل الذي دفعهم الى الاستعانة ببعضهم هو أن التضحية في هذه اللعبة ضرب من الخيال وكذبة كبرى ووهم .
تذكر بعض التقارير ( أن الألعاب تسبب "فقدان الذاكرة المصدرية"، حيث تظل الذاكرة سليمة لكنها تصبح أكثر عمومية، كما تنفصل عن أي سياق محدد، ولا يرتبط الشخص بالسرد المستمر لأحداث معينة، لكنه ينغمس أكثر في حاضر ضبابي مبهم المعالم، كذلك تجعل الألعاب لاعبيها عاطفيين للغاية وأكثر تفاعلا للأحاسيس بدلا من التصرف على نحو استباقي هادئ ) .
وهذه الامتيازات !! تناسب واقع عروبتنا الممزقة و ذاكرتنا الخاوية التي لاتستحضر سوى الأحقاد ، لذلك فأن هذه اللعبة تكون ملائمة جدا لهذه الشخصية حين تجعله ينغمس أكثر في حاضر ضبابي مبهم وتتناغم مع عاطفته فيكون عاطفيا للغاية ومرهف الأحساس...
البوبجي .. ليست لعبة العرب وحدهم ولربما انساق البعض وراء مقولة ( أن اللعبة مؤامرة تستهدف العرب ) ، كلا ، فاللعبة حتى الآن، تضم أكثر من 20 مليون لاعب يوميا من جميع أنحاء العالم ، و تم تحميلها من متجر أندرويد أكثر من 32.34 مليون مرة، وأصبحت في مقدمة الألعاب التي يجري تنزيلها في أكثر من 100 دولة، كما تعدى عدد المستخدمين لها حاجز 400 مليون، ويُقدّر مجموع الأوقات التي قضاها اللاعبون داخل تلك اللعبة بـ 25 عاما وجميع هذه الأرقام قابلة للزيادة .
نرجو للعرب وقتا ممتعا في لعبة الحرب التي جمعتهم في طائرة واحدة وميدان واحد وإن كان ذلك في العالم الافتراضي ونرجو أن لاتنعكس نتائج المعارك فيه على حياتهم الأسرية حيث الانتحار والطلاق ومصائب أخرى .. استميحكم عذرا فالطائرة بانتظاري .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/18



كتابة تعليق لموضوع : العرب في طيارة البوبجي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net