كارثية المفهوم المنفلت للاسرة
زعيم الخيرالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زعيم الخيرالله

الاسرة هي اللبنة الاساس في بنية المجتمع ، وهي حجر الزاوية في قوته وتماسكه. كما انها ، المنبع الاساس لكل القيم الاخلاقية ، ومعايير تحديد الصواب من الخطا تنطلق من الاسرة. الطفل يتعلم كل اخلاقه ، ومعاييره القيميّة من الاسرة وفي اجواء الاسره تتشكل شخصيته ونموه واستقراره النفسي.
هذه الاسرة المحددّة الملامح ، والمنظبطة التعريف والحدود، وجهت لها السهام من كل حدب وصوب ، وعملت فيها معاول الهدم ، لتدمير هذه المؤسسة العتيدة ، التي دعت الاديان السماوية الى المحافظة عليها ، ودعا حكماء البشر الى تثبيت اركانها ، وعدم تعريضها للاهتزاز .
هذا التحديد المنظبط والمتماسك للاسرة ، يقابله مفهوم مطاطّي ومنفلت ، مفهوم مفتوح وواسع ، يرفض الضبط والتحديد . ميوعة هذا المفهوم وانفلاته يشكّل كارثة على المجتمع وقيمه الاخلاقية.
الاسرة في مفهومها التقليدي ، والتي تشكّل منبع القيم ، المدخل الى تشكيلها وبنائها هو الزواج . في الاسرة المنفلتة ذات المفهوم المطاطّي الرجراج المنفلت ، لم يؤخذ الزواج شرطا في تشكيلها ؛ فقد يقيم ذكر وانثى علاقة من دون زواج ؛ وذلك لان الزواج فيه تبعات والتزامات ، والمنفلتون يريدون التحرر من اي التزام . ومع ذلك يعتبرونها اسرة . وفي الاسرة المنفلتة ، لايشترط في العلاقة التغاير في الجنس ، بل قد تكون العلاقة من نفس الجنس ، كأن تكون بين ذكرين ، او بين انثيين ، وللاسف يطلقون على هذه العلاقة زواجا ، وهو زواج معترف به في اغلب الدول الاوربية .ويطلقون على هذه العلاقة الشاذة ( الزواج المثلي) وهو تعبير ملطف لهذه العلاقة ؛ فالميل الجنسي لنفس الجنس يعدونه ميلا طبيعيا ، ولاينعتونه بنعته الحقيقي وهو : ( الشذوذ) .
المفهوم الثاني المنفلت للاسرة يؤدي الى نزع القيم ، عكس المفهوم الاول الذي تكون فيه الاسرة هو منبعا للقيم والفضائل الاخلاقيّة . وفي هذه العلاقة الشاذة ، يجوز لكل من طرفي العلاقة ، ان يتبنّى اطفالا . كيف يمكن ان يتربى الطفل في اجواء مليئة بالدنس كهذه؟ اليس هذا جناية على الطفولة البريئة ؟ لماذا يفكرون بمنطق مغاير للمالوف ، ويسيرون سيرا يعاكس منطق الاشياء؟
هذه هي مساويء عالم مابعد الحداثة ، الذي آمن بنسبية الحقيقة ، ولاشيء مطلق . في عالم مابعد الحداثة ، لامعايير ثابتة ، ولااخلاق مستقرة ، ولاحقيقة موجودة . في هذا العالم الانسان يصنع الحقيقة وليست الحقيقة شيئا متساميا نسعى لاكتشافه .في عالم مابعد الحداثة ، يكون الجميع على حق ، رغم التعارض بين الاراء والافكار والرؤى . في عالم مابعد الحداثة العلاقات المنفلتة والشاذة كلها صحيحة ؛ لانه لامعايير موضوعية وثابتة .
وفي الختام ، هذه صرخة ، اطلقها من اجل الحفاظ على البيوت والاسر ، من هذا الشر المستطير ، الذي يهدد كل شيء ، ويفكك كل شيء . ادعو الى التشبث بالاسرة ؛ لانها الحصن الباقي ، الذي يحمي القيم والاخلاق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat