خلاصة بحث وخاتمة كتاب رجال بنو دَرَّاج النخعية
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خلاصة ما تم التوصل إليه في تحقيق مرقدي (جميل ونوح) هو إنَّ العلاَّمة المحقق الشيخ عبد الله المامقاني المتوفى سنة 1351هـ في تنقيح المقال(1) ، وتلميذه الشيخ البحاثة حرز الدين في مراقد المعارف، وهما من متأخري المتأخرين، وقد قام الأخير بزيارات ميدانية مقرونة بالتحقيق، وإذا أردنا أن نثبت دعواهما من الناحية العلمية فإنَّ التحقيق يحتم علينا أن نجد من يوافقهما بالرأي من العلماء قبل سنة 740هـ وهي سنة وفاة السيد جمال الدين، وإذا تم هذا المطلب في المورد الأول فيمكن إجراء نفس الطريقة في المورد الثاني، أي: المرقد الآخر، ولكن بحسب التتبع لمثل هذه الأمور يمكن الجمع بين الحالتين حيث أن العادة أن يدفن الناس موتاهم قرب المراقد الشريفة للأولياء أو الفقهاء والصلحاء من المؤمنين، وبعد مدة ينسى الناس صاحب المقام الأول، أو يندرس قبره ويبقى القبر الثاني لأنه أحدث، خصوصاً إِذا إنتسب الثاني الى ذرية أهل البيت (ع)، ويتحول إلى شياع وشهرة جديدة لصاحب القبر الجديد، وهكذا فان التحقيق العلمي يحل مثل هذه الإشكالات حيث إنَّ أغلب المشاهد والمزارات هي في الأصل مقابر، ويجري عليها إضافات وتوسيعات في البناء، وتدخل القبور في ضمنها، وبعد مدة عندما يعاد البناء ويجدون شواهد بعض القبور تحت الأنقاض ويحصل من هذه الحالات لبس، وهذا ما يحتاج إلى تشكيل فريق للتحقيق التاريخي والأثري من الجهات المختصة، تبحث باللب لا بالقشور، وخير شاهد على ذلك اليوم نرى مرقد الإِمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )ع) أصبح له من الشهرة والشياع في مدينة الغري، بينما قبل آلاف السنين دفن فيه نبي الله ادم )ع)، ومن بعده نوح النبي ( ع).
وكذلك الحال في مقابر قريش في بغداد، وأصبحت الشهرة لمرقد الكاظم والجواد )ع)، ومرقد هارون العباسي في أرض طوس، وقد دفن بجواره بضعة(2) النبي الإمام الثامن علي بن موسى الرضا )ع).
كما أنَّا نأمل من المؤسسة الضخمة المباركة لديوان الوقف الشيعي أن تقوم بفتح مراكز تحقيقية مشتركة بين الحوزة العلمية ومحققيها، وبين المتخصّصين بعلم الأنساب فيما يخص المقامات المنسوبة للصالحين، وأبناء الأئمة المنتجبين )ع)، لكي يتم حل الكثير من الأسرار الغامضة المتعلقة بالمراقد والأضرحة لأبناء الائمة ( ع( والأولياء والفقهاء، وترك الغفلة والأنتباه من الذنب والخطأ الكبير الذي لا يغتفر من تطبيق وجريان قاعدة التسامح في أدلة السنن الفقهية في المراقد والأضرحة، وان هذا ليس موردها اطلاقاً، فإنَّ ما تقوم به من نسب بعض تلك القبور إلى أسماء أُخرى سوف يُوقع الأجيال القادمة في الكثير من المشاكل التحقيقية والعلمية سيما بعد مئات السنين فضلاً عن الآلاف، ومما ينبغي الإِلتفات إليه أيضّاً أنّ الكثير من الأسماء المشتركة في مادة الإِشتقاق توقع الباحثين بالإِشتباه سيما المتعلقة بالأسمين ( جميل وجمال ) أوجب أنّ يسموا جدهمجمال الدين عوضاً عن جميل بن دَرَّاج .
هذا ما تيسر لنا من البحث حول –رجال بني دَرَّاج وسيرتهم في اعماق الماضي- وموروياتهم ومواقفهم النبيلة في حفظ تراث أهل البيت )ع)، ونقل علومهم، ونسال الله)سبحانه وتعالى) أن يوفقنا للمزيد في الوقوف على هذه الجوانب المهمة في تاريخ حواريي الأئمة المنتجبين ( ع(، وقد تم الإِنتهاء من هذه الوريقات في الثالث والعشرين من شهر رجب الاصب في ظهيرة يوم الجمعة، بجوار حامي الإِسلام قبل حراسة الخيام سيدنا ومولانا العباس بن علي بن أبي طالب ( ع )، والحمد لله أولاً وأخراً.
الهوامش والمصادر
[1] - وقد نقل ذلك عنه أيضّاً المحدث القمي (طاب ثراه) (ت 1359هـ) في الكنى والألقاب ج1 ، ص 284 ، أن قبر جميل بن دَرَّاج يقع في الطارمية سميكة نقلاً عن خبير ثقة .
أقول : عندما ذكر القمي ما ذكره المامقاني من دون تعليق، وهذه ليست عادة المحدث إذا شك في أمر، وهذا يدل على قبول ما ذهب إليه العلاَّمة في الأخذ من الخبير الثقة في تحديد المرقد لجميل بن دراج، وإنَّ ما ذكره العلاَّمة المامقاني هو عين الصواب لما له من نظر دقيق في تراجم الرجال وأحوالهم وكذلك هو حال العلاَّمة حرز الدين رحمة الله عليهما ( المؤلف ) .
[1] - قال رسول الله (ص) : ( ستدفن بضعة مني بخراسان ، ما زارها مكروب إلاّ فرج الله كربته ، ولا مذنب إلاّ غفر الله ذنوبه ) بحار الأنوار : ج49، ص 284، عيون أخبار الرضا (ع) : ج 2 ص 255 ط قم وأمالي الصدوق: ص 62 ط الإسلامية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد السمناوي

خلاصة ما تم التوصل إليه في تحقيق مرقدي (جميل ونوح) هو إنَّ العلاَّمة المحقق الشيخ عبد الله المامقاني المتوفى سنة 1351هـ في تنقيح المقال(1) ، وتلميذه الشيخ البحاثة حرز الدين في مراقد المعارف، وهما من متأخري المتأخرين، وقد قام الأخير بزيارات ميدانية مقرونة بالتحقيق، وإذا أردنا أن نثبت دعواهما من الناحية العلمية فإنَّ التحقيق يحتم علينا أن نجد من يوافقهما بالرأي من العلماء قبل سنة 740هـ وهي سنة وفاة السيد جمال الدين، وإذا تم هذا المطلب في المورد الأول فيمكن إجراء نفس الطريقة في المورد الثاني، أي: المرقد الآخر، ولكن بحسب التتبع لمثل هذه الأمور يمكن الجمع بين الحالتين حيث أن العادة أن يدفن الناس موتاهم قرب المراقد الشريفة للأولياء أو الفقهاء والصلحاء من المؤمنين، وبعد مدة ينسى الناس صاحب المقام الأول، أو يندرس قبره ويبقى القبر الثاني لأنه أحدث، خصوصاً إِذا إنتسب الثاني الى ذرية أهل البيت (ع)، ويتحول إلى شياع وشهرة جديدة لصاحب القبر الجديد، وهكذا فان التحقيق العلمي يحل مثل هذه الإشكالات حيث إنَّ أغلب المشاهد والمزارات هي في الأصل مقابر، ويجري عليها إضافات وتوسيعات في البناء، وتدخل القبور في ضمنها، وبعد مدة عندما يعاد البناء ويجدون شواهد بعض القبور تحت الأنقاض ويحصل من هذه الحالات لبس، وهذا ما يحتاج إلى تشكيل فريق للتحقيق التاريخي والأثري من الجهات المختصة، تبحث باللب لا بالقشور، وخير شاهد على ذلك اليوم نرى مرقد الإِمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )ع) أصبح له من الشهرة والشياع في مدينة الغري، بينما قبل آلاف السنين دفن فيه نبي الله ادم )ع)، ومن بعده نوح النبي ( ع).
وكذلك الحال في مقابر قريش في بغداد، وأصبحت الشهرة لمرقد الكاظم والجواد )ع)، ومرقد هارون العباسي في أرض طوس، وقد دفن بجواره بضعة(2) النبي الإمام الثامن علي بن موسى الرضا )ع).
كما أنَّا نأمل من المؤسسة الضخمة المباركة لديوان الوقف الشيعي أن تقوم بفتح مراكز تحقيقية مشتركة بين الحوزة العلمية ومحققيها، وبين المتخصّصين بعلم الأنساب فيما يخص المقامات المنسوبة للصالحين، وأبناء الأئمة المنتجبين )ع)، لكي يتم حل الكثير من الأسرار الغامضة المتعلقة بالمراقد والأضرحة لأبناء الائمة ( ع( والأولياء والفقهاء، وترك الغفلة والأنتباه من الذنب والخطأ الكبير الذي لا يغتفر من تطبيق وجريان قاعدة التسامح في أدلة السنن الفقهية في المراقد والأضرحة، وان هذا ليس موردها اطلاقاً، فإنَّ ما تقوم به من نسب بعض تلك القبور إلى أسماء أُخرى سوف يُوقع الأجيال القادمة في الكثير من المشاكل التحقيقية والعلمية سيما بعد مئات السنين فضلاً عن الآلاف، ومما ينبغي الإِلتفات إليه أيضّاً أنّ الكثير من الأسماء المشتركة في مادة الإِشتقاق توقع الباحثين بالإِشتباه سيما المتعلقة بالأسمين ( جميل وجمال ) أوجب أنّ يسموا جدهمجمال الدين عوضاً عن جميل بن دَرَّاج .
هذا ما تيسر لنا من البحث حول –رجال بني دَرَّاج وسيرتهم في اعماق الماضي- وموروياتهم ومواقفهم النبيلة في حفظ تراث أهل البيت )ع)، ونقل علومهم، ونسال الله)سبحانه وتعالى) أن يوفقنا للمزيد في الوقوف على هذه الجوانب المهمة في تاريخ حواريي الأئمة المنتجبين ( ع(، وقد تم الإِنتهاء من هذه الوريقات في الثالث والعشرين من شهر رجب الاصب في ظهيرة يوم الجمعة، بجوار حامي الإِسلام قبل حراسة الخيام سيدنا ومولانا العباس بن علي بن أبي طالب ( ع )، والحمد لله أولاً وأخراً.
الهوامش والمصادر
[1] - وقد نقل ذلك عنه أيضّاً المحدث القمي (طاب ثراه) (ت 1359هـ) في الكنى والألقاب ج1 ، ص 284 ، أن قبر جميل بن دَرَّاج يقع في الطارمية سميكة نقلاً عن خبير ثقة .
أقول : عندما ذكر القمي ما ذكره المامقاني من دون تعليق، وهذه ليست عادة المحدث إذا شك في أمر، وهذا يدل على قبول ما ذهب إليه العلاَّمة في الأخذ من الخبير الثقة في تحديد المرقد لجميل بن دراج، وإنَّ ما ذكره العلاَّمة المامقاني هو عين الصواب لما له من نظر دقيق في تراجم الرجال وأحوالهم وكذلك هو حال العلاَّمة حرز الدين رحمة الله عليهما ( المؤلف ) .
[1] - قال رسول الله (ص) : ( ستدفن بضعة مني بخراسان ، ما زارها مكروب إلاّ فرج الله كربته ، ولا مذنب إلاّ غفر الله ذنوبه ) بحار الأنوار : ج49، ص 284، عيون أخبار الرضا (ع) : ج 2 ص 255 ط قم وأمالي الصدوق: ص 62 ط الإسلامية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat