يا ساقييَّ العذاب بلا رحمةٍ
مُرتدياً دِرع البطولة المزهَّرَا
انظر إلى يديك هَذِي دِمائي
مازالت بين الأصابع تَسِيلا
نَارٌ تتأجَّجُ في الحشا مُبتلعةٌ
كُل يَابسٍ في الفؤادِ وأخْضَرَا
أصخرةٌ أنا لا تشكُو الهَوَان
ولا تتقيأ السُمَ بِليلٍ أسْوَدَا
وكأنَّ الدمع في مقلتيَّ يُسْ
كِرُكَ كَشَارِبِ الخَمر المُسْكِرَا
أدْمَيْتَ الفُؤاد وَصار النَزْفُ
مُغْرِقاً لأيام الدَهْرِ المُيَسَّرَا
وطاوعتك رُوحك وتَجَبَّرَت
وأفْنَتْ كُل ما فيَّ بِكَ مُتَأثِرَا
بعدما مَنَحْتُكَ الإلف الكثير
رُغْمَ تَعَطُشِي للوِدَ المُقَطَّرَا
كُنْ مَلِكاً عَلَى نَفْسِكَ بَعْدَمَا
تَبَعْثَرَتِ القَارُورَةِ بِفِعْلِكَ المُدَمِرَا
وإنِّي لراحِلة عَنْ جَحِيمُكَ
المُظْلِم إلى قَضَائِيَّ المُقَدِّرَا