الجنرال والمنتخب والنقد
خالد الثرواني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد الثرواني

كنت أتمنى وبعد حسم أمر تولي الكابتن باسم قاسم مهمة قيادة المنتخب الوطني (شخصيا كتبت في أكثر من مناسبة أنه الخيار المناسب) للمدة المقبلة التي تدخل ضمنها المشاركة في بطولة اسيا مطلع العام المقبل في الأمارات حتى وأن كان المعلن أن مفعول تعاقده مع اتحاد الكرة ينتهي في ايلول المقبل, أن يجنح المعارضون لأستمراره في المهمة على أختلاف عناوينهم ومواقعهم الى الهدوء ومغادرة حالة الأعتراض ونبش الماضي بصفحاته السيئة والأيجابية, وعدم تصيد تصريح أو وجهة نظر صادرة عن المدرب الذي أتمنى عليه هو أيضا الأنصراف عن التصريحات وتركيز جهوده وتوظيف خبرته للمهمة التي جاء من أجلها في اعداد المنتخب الوطني وتهيئته بالطريقة الصحيحة، من أجل الهدف الأهم وهو كأس اسيا. نعم لقد صار التكليف رسميا والرجل باشر المهمة ونجح فيها بشكل كبير, برغم بعض الملاحظات الفنية وغيرها من تلك التي برزت في المباريات الأخيرة التي لعب فيها منتخبنا واخرها المباراة الودية مع الفريق الفلسطيني الشقيق, ومطلوب منا جميعا وبغض النظر عن قناعاتنا من عدمها بالمدرب باسم قاسم, أن نقف جميعا معه ومع المنتخب الوطني الذي هو ليس منتخب هذا الرجل أو منتخب اتحاد الكرة، بل هو منتخب كل العراقيين, لكن لا يعني ذلك بالطبع الصمت عن الخطأ أو التغاضي عن الخلل, بل أن مهمة الاعلام الرياضي وفي صميم واجباته تأشير الأخطاء ورصد السلبيات من أجل الأصلاح والصلاح، لكن ليس بمنطق التسقيط الشخصي أو التشفي بهذا وذاك طالما أن المسؤولية تبقى مشتركة وتضامنية بين مختلف أطراف اللعبة ومعها الاعلام والشارع الرياضي في أنجاح مسيرة أعداد المنتخب الوطني الذي سنحاسب جميعا اتحاد الكرة وملاكه التدريبي في نهاية الطريق في ضوء ما سوف يجنيه في الأستحقاقات الرسمية وليس في المواجهات ذات الطابع الودي والهوية التجريبية. نعم .. علينا التعامل مع معطيات الأمر الواقع وليس تقليب أوراق صارت في ذمة الأمس, وحتى الذين أعلنوا معارضتهم لتسمية قاسم في حينه وهم أعضاء في اتحاد الكرة قد أعلنوا مساندتهم له ربما ليس حبا بشخصه أو تغييرا في قناعاتهم, بقدر ما يعكس هذا التغيير شعورا عاليا بالمسؤولية الواجب علينا جميعا التحلي بها بغض النظر عن قناعاتنا السابقة ووجهات نظرنا المعارضة التي لا تعني بأي حال من الأحوال التخلي عن قول كلمة الحق , لكن الواقعية تتطلب توفير الأسناد المعنوي للمنتخب الوطني بلاعبيه وملاكه التدريبي مع الحرص في الوقت ذاته على الأشارة والتنبيه الى الخطأ بروحية متجردة عن العواطف والنوازع الشخصية والأحكام المسبقة , وفي هذا الصدد أتمنى على الأخ باسم قاسم الأكتفاء بمؤتمر صحفي موجز من خلال اتحاد الكرة من دون الظهور غير المبرر في هذه الوسيلة الاعلامية أو تلك, لأننا جميعا نترقب كل خطوة يقدم عليها المدرب وننتظر ترجمة وعوده وما يختزنه من أفكار ومعالجات على أرض الواقع وليس نشرها على حبال التمنيات هنا وهناك. وأتمنى على الأخوة في اتحاد الكرة ومن أجل الأنصراف الحقيقي الى العمل الصحيح والتعاطي المثمر مع شؤون المنتخب الوطني حصر التصريحات الاعلامية بشخص المشرف على المنتخب الوطني أو الناطق الاعلامي للاتحاد الذي ليس بالضرورة أن يظهر كل يوم متحدثا عن المنتخب, بل يكتفي بين وقت واخر الى تقديم ايجاز أو ملخص يتعلق بتطورات الأعداد وكل ما يتعلق بشؤونه الادارية والعامة دون الخوض في التفاصيل الفنية التي هي من مهام الملاك التدريبي الواجب عليه الأنصراف الى مهمته الأساس، وترك كل ما يتعلق بالتصريحات أو الدخول في مماحكات اعلامية لا جدوى منها. وهنا وبقدر تعلق الأمر باتحاد الكرة, فأن الضرورة تقتضي استثمار الزمن ومغادرة التفرعات الجانبية التي قد تأكل من جرف اعداد المنتخب الوطني ووضع سقوف زمنية متكاملة تغطي مسيرة اعداد وتحضير المنتخب الوطني من الان وحتى انتهاء االأستحقاق القاري كي لا تتجدد أخطاء الأمس القريب, وسنكون جميعا مساندين لحملة الاسود في مشوار اسيا الصعب, وفي الوقت نفسه لن نتخلى عن مهمتنا الأساس في النقد البناء والتشخيص المتجرد للخطأ ووضع ما نراه صحيحا من تقويم أو معالجات, لأننا جزء من مسؤولية نجاح هذا المنتخب الذي نجدد القول انه ليس منتخب باسم قاسم وليس منتخب اتحاد الكرة بل هو منتخب العراق كله, مع اننا سنحاسب اتحاد الكرة والملاك التدريبي في نهاية المطاف بأعتبارهما شريكان لا ثالث لهما في المسؤولية.
السطر الأخير
**أحيانا وحده الصمت يجمع غياب الكلمات
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat