كيف ننتخب؟ ٥- قواعد اللعبة الديمقراطية
د . محمد الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الجميع يسأل لماذا يمر بلد عريق وعظيم مثل العراق بهذه الأزمة العظيمة؟.
لماذا أغلب الشعب العراقي تنقصه أبسط مقومات الحياة مثل الكهرباء والخدمات، رغم أنه يمتلك ذخائر تجعله من أغنا شعوب العالم؟
لماذا الشعب العراقي يسكت عن فساد الطبقة الحاكمة، رغم أن الشعب هو مصدر السيادة؟.
للجواب عن هذه الأسئلة وغيرها نقول ببساطة إن الشعب العراقي لم يتعلم قواعد اللعبة الديمقراطية الجديدة لحد الآن رغم مرور ١٥ سنة على تطبيق النظام الديمقراطي في العراق.
سوف أكتب في هذه المقالة أبرز القواعد العامة للسياسة الديمقراطية، على أمل أن يتعلم الشعب العراقي كيف يلعبها في الأنتخابات القادمة إن شاء الله تعالى:
١- يقول الحكيم اليوناني الشهير سقراط: (بأن الديمقراطية هي حكومة الجهلاء في السياسة، وطالبي الجاه، وسراق المال)، فأصحاب هذه الصفات الثلاثة هم أغلب الذين يسعون للترشح في كل أنتخابات، وهم الذين ينافسون عليها و يكذبون على الشعب ويزورون الأنتخابات من أجل الوصول الى أهدافهم الشيطانية.
٢- يستخدم المرشحين عادتا أنواع الحيل والخدع الشيطانية والأكاذيب في برامجهم الانتخابية من أجل خدع البسطاء من الناس، فتراهم يلبسون أثواب علماء الدين والزعماء الطائفيين وينسبوا أنفسهم لأجدادهم العظماء ويتكلموا بالزهد والتقوى والورع حتى ينصبوا شباكهم لأصطياد فرائسهم المغفلة.
٣- الحكومة الديمقراطية تمثل تطلعات وأهداف الشعب، فإذا كان الشعب يتطلع الى البناء والتقدم الحضاري فأنه بالتأكيد سينتخب ممثليه في الحكومة من الخبراء والمعماريين والتكنوقراط .... وأما إذا كان الشعب يتطلع الى الطائفية والقومية والمذهبية والعشائرية سيكون بالتأكيد حكامه هم مجموعة من العنصريين الجهلاء المتصارعين على الأوهام الطائفية التي ستحرق البلد ولا تعمره.
٤- الديمقراطية لا تصلح الا في الشعوب التي تمتلك درجة عالية من الوعي السياسي بحيث تستطيع أن تنتخب نواب صالحين للوطن، والشعب الواعي عليه أن يبذل جهد كبير في أنتخاب أفضل المرشحين ليكونوا ممثل عنه في الحكومة ليحقق بذلك أهدافه وتطالعاته في هذا البلد.
٥- أعطاء الصوت لابد أن يكون على أساس الكفاءة الواقعية للمرشح من خلال الفحص عن انجازاته الماضية والحاضرة، ونزاهته وعدم أمتلاكه لثروات مشبوهة، وقدرته على أنجاز برنامجه الأنتخابي.
٦- المجرب لا يجرب، فالمرشح أو الحزب أو القائمة التي أتيحت لها فرصة الوصول الى السلطتين التنفيذية أو التشريعية وفشلت في تحقيق وعودها الأنتخابية خلال دورة ٤ سنوات كاملة، فعلى الشعب أن يقاطعها في الدورات اللاحقة ولا يصوت لها أصلا.
٧- تزوير الأنتخابات أمر طبيعي يقصده جميع الأحزاب، وعلى الشعب أن يتهئ للنزول للشارع إذا جائت نتائج الأنتخابات خلافا لما أنتخبهم.
٨- الشعب بأعتبار صاحب السيادة عليه بعد الأنتخابات أن يكون دائما في الساحة السياسية يراقب المنتخبين ويتظاهر ويعتصم ويثور لو تطلب الأمر ليعيد الأمور الى مجراها الصحيح، ويحاسب المفسدين ويقيل الفاشلين.
الخلاصة: سبب هذه الأزمات والويلات التي تمر بالشعب العراقي هو أنخداعه بالطبقة الحاكمة، وحسن ظنه بالأحزاب التي تدعي الإسلامية والطائفية، وعدم معرفته بقواعد اللعبة الديمقراطية القذرة، وبعده عن الساحة السياسية، وأعادة أنتخاب الفاسدين والفاشلين.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . محمد الغريفي

الجميع يسأل لماذا يمر بلد عريق وعظيم مثل العراق بهذه الأزمة العظيمة؟.
لماذا أغلب الشعب العراقي تنقصه أبسط مقومات الحياة مثل الكهرباء والخدمات، رغم أنه يمتلك ذخائر تجعله من أغنا شعوب العالم؟
لماذا الشعب العراقي يسكت عن فساد الطبقة الحاكمة، رغم أن الشعب هو مصدر السيادة؟.
للجواب عن هذه الأسئلة وغيرها نقول ببساطة إن الشعب العراقي لم يتعلم قواعد اللعبة الديمقراطية الجديدة لحد الآن رغم مرور ١٥ سنة على تطبيق النظام الديمقراطي في العراق.
سوف أكتب في هذه المقالة أبرز القواعد العامة للسياسة الديمقراطية، على أمل أن يتعلم الشعب العراقي كيف يلعبها في الأنتخابات القادمة إن شاء الله تعالى:
١- يقول الحكيم اليوناني الشهير سقراط: (بأن الديمقراطية هي حكومة الجهلاء في السياسة، وطالبي الجاه، وسراق المال)، فأصحاب هذه الصفات الثلاثة هم أغلب الذين يسعون للترشح في كل أنتخابات، وهم الذين ينافسون عليها و يكذبون على الشعب ويزورون الأنتخابات من أجل الوصول الى أهدافهم الشيطانية.
٢- يستخدم المرشحين عادتا أنواع الحيل والخدع الشيطانية والأكاذيب في برامجهم الانتخابية من أجل خدع البسطاء من الناس، فتراهم يلبسون أثواب علماء الدين والزعماء الطائفيين وينسبوا أنفسهم لأجدادهم العظماء ويتكلموا بالزهد والتقوى والورع حتى ينصبوا شباكهم لأصطياد فرائسهم المغفلة.
٣- الحكومة الديمقراطية تمثل تطلعات وأهداف الشعب، فإذا كان الشعب يتطلع الى البناء والتقدم الحضاري فأنه بالتأكيد سينتخب ممثليه في الحكومة من الخبراء والمعماريين والتكنوقراط .... وأما إذا كان الشعب يتطلع الى الطائفية والقومية والمذهبية والعشائرية سيكون بالتأكيد حكامه هم مجموعة من العنصريين الجهلاء المتصارعين على الأوهام الطائفية التي ستحرق البلد ولا تعمره.
٤- الديمقراطية لا تصلح الا في الشعوب التي تمتلك درجة عالية من الوعي السياسي بحيث تستطيع أن تنتخب نواب صالحين للوطن، والشعب الواعي عليه أن يبذل جهد كبير في أنتخاب أفضل المرشحين ليكونوا ممثل عنه في الحكومة ليحقق بذلك أهدافه وتطالعاته في هذا البلد.
٥- أعطاء الصوت لابد أن يكون على أساس الكفاءة الواقعية للمرشح من خلال الفحص عن انجازاته الماضية والحاضرة، ونزاهته وعدم أمتلاكه لثروات مشبوهة، وقدرته على أنجاز برنامجه الأنتخابي.
٦- المجرب لا يجرب، فالمرشح أو الحزب أو القائمة التي أتيحت لها فرصة الوصول الى السلطتين التنفيذية أو التشريعية وفشلت في تحقيق وعودها الأنتخابية خلال دورة ٤ سنوات كاملة، فعلى الشعب أن يقاطعها في الدورات اللاحقة ولا يصوت لها أصلا.
٧- تزوير الأنتخابات أمر طبيعي يقصده جميع الأحزاب، وعلى الشعب أن يتهئ للنزول للشارع إذا جائت نتائج الأنتخابات خلافا لما أنتخبهم.
٨- الشعب بأعتبار صاحب السيادة عليه بعد الأنتخابات أن يكون دائما في الساحة السياسية يراقب المنتخبين ويتظاهر ويعتصم ويثور لو تطلب الأمر ليعيد الأمور الى مجراها الصحيح، ويحاسب المفسدين ويقيل الفاشلين.
الخلاصة: سبب هذه الأزمات والويلات التي تمر بالشعب العراقي هو أنخداعه بالطبقة الحاكمة، وحسن ظنه بالأحزاب التي تدعي الإسلامية والطائفية، وعدم معرفته بقواعد اللعبة الديمقراطية القذرة، وبعده عن الساحة السياسية، وأعادة أنتخاب الفاسدين والفاشلين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat