هل التاريخ محض صراع بين الاقوياء و الاشد ضعفا ؟!
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا مناص ان النزعات الانسانية لا حدود لأعماقها و اغوارها فالنفس البشرية كالبحر عميقة و لا تمثل الامواج الا عشرها كما يقال .
و تقسيم الاهواء الى درجات قديم قدم الوعي البشري و استحداثها لا ينفصل عن كل ما هو مستحدث في التاريخ الاجتماعي و النفسي و الثقافي للبشر .
فمن الصعب الدخول في حوار ( مرن ) مع من يرى انه قد ظلم او انه لم يكن ( ظالما ) طالما رأى انه امتلك المبررات الواقعية او المنطقية او التاريخية او المتخيلة او الرمزية ... الخ في تبني وجهة نظر تبناها وحدها لا تقبل الجدل او الدحض .
و لعل الصراعات مهما بدت ضئيلة او كبرى على صعيد الافراد او بتحويلها الى صراعات مجموعات و كتل تبلغ حد احيانا درجة عالية لا يمكن استبعاد ( الاهواء) و المصالح ( الذاتية ) او (القومية) او ( الاممية ) فيها فالتاريخ ليس محض صراع بين الاقوياء و الاشد ضعفا و لا هو محض صراع طبقات او مصالح امة ضد امة اخرى فحسب بل يأخذ الصراع اضافات تجعل كل طرف يتشبث بمواقفه كالمؤمن ضد الكافر او ضد الذي هو بلا دين او كالذي يرى ان عرقه افضل الاعراق و ان لونه اكثر شفافية من الالوان الاخرى ! فأسباب الاختلاف و الخلاف لا تحصى و من الصعب رؤيتها بعمق و ما تفضي اليه من خسائر و جهود ضائعة الا برؤيتها عن بعد ... بمرور الزمن او بالحكمة و ما تقود اليه للحد من عبث الصدام و الصراع في محاولة لتقريب وجهات النظر و استبعاد الرؤية الاحادية او الدرب الواحد او الانغلاق .
و اذا ما كانت احداث العالم القديم قبل ستة الاف سنة محكومة بالعلاقات ما بين المجموعات البشرية فان تطور تقنيات الحروب و تقلص المسافات قادت البشرية الى عالم شبيه بقرية صغيرة كل حدث يؤثر في الاخر عبر تحكم الادوات المتقدمة خاصة بعد الثورة الصناعية و الدخول في مشهد تشترك البشرية في نسجه و رؤيته حال حدوثه بزوايا تغني التفاعل و التداخل و الاشتباك و لا تتستر عليه او تغفله !
و ما يحدث في بلد بتاريخ العراق و بجغرافيته المتنوعة لا يمكن فصله عما يحدث فيه من ازمات و تحولات و مآزق و ما يحدث في العالم من صراع قوى و متغيرات تبعا لمستحدثات قائمة على التقدم العلمي و تراكم الثروات و المناهج المستحدثة فلا الهواء ولا المياه و لا الافكار و لا المصالح بامكانها ان تتشكل منعزلة عن هواء و ثروات و ارادات و مصالح باقي اجزاء العالم ... الامر الذي يتطلب من المشتغلين و المراقبين و المحللين في صنع القرارات ادوات توازي ما يحدث من وجهات نظر تتصارع او تتكامل كي تكون الاختيارات اكثر رغم نسبيتها قربا لمفهوم الحق العام ، وللمشترك بين الامم و الشعوب و ليس للذي يساعد على اشعال المزيد من الحرائق ...، او العمل و كأن دحر الاخر و استبعاده من فعل التغيير و التكامل نصرا مؤزرا او نهاية للتاريخ مما يجعل تداول المازق مرة بعد اخرى يعمل بالهوى على حساب الحكمة و على حساب بناء عالم لا يتوهم فيه الاقوى انه وحده على صواب !
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . ماجد اسد

لا مناص ان النزعات الانسانية لا حدود لأعماقها و اغوارها فالنفس البشرية كالبحر عميقة و لا تمثل الامواج الا عشرها كما يقال .
و تقسيم الاهواء الى درجات قديم قدم الوعي البشري و استحداثها لا ينفصل عن كل ما هو مستحدث في التاريخ الاجتماعي و النفسي و الثقافي للبشر .
فمن الصعب الدخول في حوار ( مرن ) مع من يرى انه قد ظلم او انه لم يكن ( ظالما ) طالما رأى انه امتلك المبررات الواقعية او المنطقية او التاريخية او المتخيلة او الرمزية ... الخ في تبني وجهة نظر تبناها وحدها لا تقبل الجدل او الدحض .
و لعل الصراعات مهما بدت ضئيلة او كبرى على صعيد الافراد او بتحويلها الى صراعات مجموعات و كتل تبلغ حد احيانا درجة عالية لا يمكن استبعاد ( الاهواء) و المصالح ( الذاتية ) او (القومية) او ( الاممية ) فيها فالتاريخ ليس محض صراع بين الاقوياء و الاشد ضعفا و لا هو محض صراع طبقات او مصالح امة ضد امة اخرى فحسب بل يأخذ الصراع اضافات تجعل كل طرف يتشبث بمواقفه كالمؤمن ضد الكافر او ضد الذي هو بلا دين او كالذي يرى ان عرقه افضل الاعراق و ان لونه اكثر شفافية من الالوان الاخرى ! فأسباب الاختلاف و الخلاف لا تحصى و من الصعب رؤيتها بعمق و ما تفضي اليه من خسائر و جهود ضائعة الا برؤيتها عن بعد ... بمرور الزمن او بالحكمة و ما تقود اليه للحد من عبث الصدام و الصراع في محاولة لتقريب وجهات النظر و استبعاد الرؤية الاحادية او الدرب الواحد او الانغلاق .
و اذا ما كانت احداث العالم القديم قبل ستة الاف سنة محكومة بالعلاقات ما بين المجموعات البشرية فان تطور تقنيات الحروب و تقلص المسافات قادت البشرية الى عالم شبيه بقرية صغيرة كل حدث يؤثر في الاخر عبر تحكم الادوات المتقدمة خاصة بعد الثورة الصناعية و الدخول في مشهد تشترك البشرية في نسجه و رؤيته حال حدوثه بزوايا تغني التفاعل و التداخل و الاشتباك و لا تتستر عليه او تغفله !
و ما يحدث في بلد بتاريخ العراق و بجغرافيته المتنوعة لا يمكن فصله عما يحدث فيه من ازمات و تحولات و مآزق و ما يحدث في العالم من صراع قوى و متغيرات تبعا لمستحدثات قائمة على التقدم العلمي و تراكم الثروات و المناهج المستحدثة فلا الهواء ولا المياه و لا الافكار و لا المصالح بامكانها ان تتشكل منعزلة عن هواء و ثروات و ارادات و مصالح باقي اجزاء العالم ... الامر الذي يتطلب من المشتغلين و المراقبين و المحللين في صنع القرارات ادوات توازي ما يحدث من وجهات نظر تتصارع او تتكامل كي تكون الاختيارات اكثر رغم نسبيتها قربا لمفهوم الحق العام ، وللمشترك بين الامم و الشعوب و ليس للذي يساعد على اشعال المزيد من الحرائق ...، او العمل و كأن دحر الاخر و استبعاده من فعل التغيير و التكامل نصرا مؤزرا او نهاية للتاريخ مما يجعل تداول المازق مرة بعد اخرى يعمل بالهوى على حساب الحكمة و على حساب بناء عالم لا يتوهم فيه الاقوى انه وحده على صواب !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat