الذكرى السنوية 29 لتأسيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي
مركز دراسات جنوب العراق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مركز دراسات جنوب العراق

في تشرين الثاني عام 1982 ميلادية تأسس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ولعل الظروف التي أحاطت بنشأته وتأسيسه وطبيعته من الاسباب التي جعلته مؤثراً في مجمل الحركة السياسية العراقية آنذاك ونشاطاتها الفاعلة والتي تكللت بسقوط الطاغية وبداية عصر جديد له وما عليه من الملاحظات.
وبشكل عام كانت المعارضة الاسلامية والعلمانية في العراق تواجه بفصائلها المختلفة حالة من التشرذم وعدم الالتقاء على قواسم عمل مشتركة في وقت كان النظام البائد في أوج قوّته تدعمه القوى العالمية والاقليمية فشنّ حرباً ظالمة على الجمهورية الاسلامية وبعد عقد من الزمن احتل جارة أخرى فدخل الكويت انطلاقاً من غطرسته وعدوانيته التي لم تكن لها حدود.
فجاء تشكيل المجلس الاعلى في ظرف كهذا وضمّ اليه قوى شريفة معارضة وشخصيات لامعة من العلماء والمفكرين والسياسيين والحركات الاسلامية الى جانب شرائح الضباط والعشائر والطلبة والتجار من أهل السنة والشيعة من العرب والكرد والتركمان فجاء متوازناً بهذه التشكيلة الشمولية وقد بنى وجوداً فاعلاً داخل العراق من خلال منظمة بدر الظافرة فكان حضوراً ميدانياً أرعب الطاغية المقبور وأزلامه وحتى بعض دول الطوق العراقي لكن بسياسة المجلس الاعلى وقيادته الشهيدة بزعامة شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم وأخوانه من العلماء والقيادات السياسية وابناء الحركة الاسلامية استطاع ان يمتد بعلاقاته الناجحة الى تلك الانظمة المحيطة بالعراق فشهدت لنشاطه ساحات العمل المتعددة بمهاجرها العراقية في كل مكان وكان التفاعل مؤثراً لأيجاد أرضيات عمل مشتركة مع اطراف المعارضة العراقية الأخرى هذا الى جانب الامتداد الاجتماعي والخدمي الكبير لهذا المجلس من خلال تقديم العون للضعفاء من العراقيين بسبب ظلم النظام البائد وظروف العراق القاهرة آنذاك.
وتحمّل المجلس الاعلى بنجاح تلك المرحلة الصعبة بمشاكلها وتعقيداتها وكان خيمة لأطراف سياسية وشخصيات عراقية معارضة بشرائحها العريضة والمتعددة. بعدها مضى المجلس الاعلى الى جانب الفصائل الاساسية في المعارضة العراقية قدماً في سياساته حتى حقق الله نصراً على دكتاتور بغداد سنة 2003 وانفتح العراق على واقع جديد تحولت جهود وسياسات المجلس الاعلى الى مرحلة بناء الدولة، داعين الله سبحانه لهذه المؤسسة الشريفة بالنجاح وتحقيق أماني وأهداف كل العراقيين الشرفاء.
وبهذه المناسبة الكريمة لولادة المجلس الاعلى نبارك للشعب العراقي ولكل المؤمنين بالاصلاح والتغيير للمضي قدماً نحو الأفضل لبناء عراق قوي وحرّ في سيادته واستقلال قراره لا سيما بعد ان تختفي كل مظاهر الاحتلال الغربي للعراق.
والله الموفق والمستعان.
مركز دراسات جنوب العراق
18/11/2011م
Southiraq93@hotmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat