صفحة الكاتب : نجاح بيعي

مَن المُنتصر .. السعودية أم إيران ؟. بحربهما التدميريّة الإفتراضيّة !.
نجاح بيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على غرار فيلم " افتراضي " إيراني سابق , يصور قدرة الجمهورية الإسلامية ـ إيران على سحق المملكة العربية السعوديّة , بحرب صاروخية شاملة ومدمرة وبالنيابة وانتصارها عليها . 

https://www.youtube.com/watch?v=8qgJgtdEXdo
تم مؤخراً نشر فيلم " سعودي " يحكي مقدرة " المملكة العربية السعودية " الصاروخية وبمعونة سلاح الطيران لديها ,على سحق إيران وانتصارها عليها !.
https://www.youtube.com/watch?v=H9XHLYK4VhQ
ــ تُرى ما الهدف من وراء ترويج مثل تلك الحروب الإفتراضية الألكترونيّة الإستباقية ؟؟. حروب تُشن وتجري بلا دماء ولا وجود لها مادي ملموس على أرض الواقع , والشيء الوحيد الذي نستشعره هو ( النصر) ولا شيئ غير النصر الأكيد والحتمي على الخصم ( العدو ) !.
ـ تُشير الدراسات الى أن موازنات الإنفاق العسكري في البلدان المتقدمة بدأت في التقلّص ، إلا أن موازنات تطوير تكنولوجيات الواقع الافتراضي ما زالت في تزايد مستمر . 
ــ إذن الحروب الإفتراضية هي ليست من صنف حروب ومعارك ألعاب الفيديو المطروحة للتسلية . وإن كانت تشترك معها بعدة مزايا منها : كونها افتراضية غير واقعية , وتسفك الدماء بها بأعصاب باردة , وتخلف عند المشاهد ( اللاعب ) نشوة الإنتصار وزهو البطولة الزائفة ! وبالتالي .. بإمكاننا أن نرصد بعض الأهداف الكامنة وراء طرح مثل تلك الحروب الإفتراضية :
1 ــ تهدف الى استعراض للعضلات الزائفة لا غير . والتي تستهوي وتستقطب ضعاف النفوس من شعوب كلا البلدين المتحاربين , وتحويلهم الى حطب نار  لحروب السب الحقيقي الكامن ورائها هي المصالح السياسية لكلا البلدين !.
2 ــ تهدف الى إذكاء العداء واستمراريته , وتهيئة الأذهان لحرب (صاروخية) محتملة , وتقبّل تداعياتها المدمرة على كافة الأصعد !.
3 ــ تهدف الى استعرض وكشف أنواع السلاح الصاروخي , والتطور التكنولوجي في هذا المجال من ناحية المدى والقوة التدميرية !
4 ــ تهدف الى أن تعميم خطاب الحرب والرد المضاد ليشمل المنطقة بالكامل .وجعل الحرب لو نشبت تتجاوز حدود البلدين المتحاربين , لتشمل بلدان المنطقة وشعوبها , والدعوة لهم للإصطفاف المجاني مع الأقوى والمنتصر منهم !.
5 ــ تهدف الى جعل الجميع يعيش القلق والقهر اللاإرادي الذي تخلقه الأسباب التافهة الكامنة وراء نشوب تلك الحرب . كأن يكون اعتداء غير متوقع ( إن لم يكن مقصودا ) من زورق إيراني صغير على سفينة سعودية في عرض البحر , يؤدي الى شن حرب شاملة مدمرة تسحق إيران بالكامل من قبل السعودية وتحتلها .
6 ــ يهدف الى التمويه وخلط الأوراق والتلاعب بالمقدمات والنتائج  . كأن يكون مثلاً في حسبان السعوديين كنتيجة , أن الخطر أو احتمالات الضربة الأولى ستكون ( من الشرق ) من طهران , وإذا بهم يتفاجأون بالضربة الصاروخية تاتي من الجنوب ( من حوثيّ اليمن ) . مما يضاعف الشعور بالإحباط واليأس لديهم !. كما حدث مؤخراً مع الصاروخ ( الحوثي ـ اليمني ) الذي سقط على الرياض . والعكس صحيح !.
7 ــ تهدف الى تسويق الهيمنة والنفوذ ( العقائدي والسياسي والعسكري وغيره ) لكلا البلدين المتحاربين , وإبراز عضلات القوة والنفوذ لديهما ( على شعوب المنطقة على أقل تقدير ) . فخطاب ( مرشد الثورة الإيرانية ) المصاحب للضربة الصاروخية لـ ( حوثيّ اليمن ) على الأهداف السعودية , والذي يذكر فيه ( ولينصرنّ الله من ينصره ... ) يبرز مدى الهيمنة والنفوذ بحث يصوّر أن اليمن بشعبها , وكانها إحدى محافظات إيران , ويشن حرباً بعشرات الصواريخ ( البالستية ) المتطورة جداً , والخارجة عن قدرات ذات اليمن وبلدان المنطقة بالكامل .
8 ــ تهدف الى السباق المحموم لإسترضاء العالم وكسب تأييده لمثل هكذا حرب مدمرة ! فإذا كانت الحرب الإفتراضية الإيرانية ( الحوثية ) ضد السعودية بلا سبب وجيه ( فقط امتلاكها الإشارة ) بأن السعودية هي عدوّة الله , وزوالها يتم على جنود الله وبمساعدة الله . وهو خطاب موجه لإسترضاء وكسب تأييد الشعوب دون الأنظمة السياسية فضلا ً عن دول العالم . 
بينما نرى الحرب المملكة العربية السعودية ضد الجمهورية الإسلامية إيران , مُبررة بإعتداء زورق إيراني على ناقلة بحرية سعودية . وهي ( إشارة ) الى خرق القوانين الدولية من قبل إيران , وتصوير الأمر الى أنه تهديد إرهابي يُهدد الأمن والإقتصاد العالمي . لذا نرى أن السعودية أشركت سلاح الطيران بـ ( طائرة تايفون ـ المُصنعة من قبل أربعة دول أوربية ) بحربها ضد إيران , في إشارة الى أن الحرب ضد إيران إنما هي بموافقة العالم أجمع . وهو خطاب موجه الى دول العالم قبل شعوب المنطقة وأنظمتها السياسية . 
ــ النتيجة : يجب علينا أن لا ننسى من أن القوّة الصاروخيّة المتفاقمة لكلا البلدن ( إيران والسعودية ) هي بالحقيقة محاكاة لأسلحة صاروخية تهيمن عليها , وتعطي لها الغطاء السياسي أطراف دولية عالمية !. كروسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية وغيرها .
فالبرغم من إيران برعت بتطوير صواريخ ( سكوود ـ الروسية ) وأنتجت الكثير من أجيال صاروخيّة مُطوّرة ومتطورة عنها , ألا أنها تختلف عن غريمتها السعودية التي تفضل ( إقتناء ) الصواريخ بدل تطويرها . فهي تمتلك صواريخ بالستية مثل ( رياح الشرق ــ الصينية ) والتي تصل مداها الى ( 12,000) كم , وبإستطاعتها حمل رؤوس نووية . مما يجعل ( الرياض ) متقدمة بخطوة ( على إيران ) في مجال إمكانية تحميل تلك الصواريخ برؤوس نووية ( باكستانية ) , بينما نرى ( إيران ) ورغم امتلاكها صواريخ بالستية بعيدة المدى , قد تاخرت خطوة عن السعودية , هو ببشل برنامجها النووي باتفاق ( 5+1) التي تريد إدارة ( ترامب ) نسفه كلية. فلا فرصة لديها من تلقيم صورايخها البالستية برؤوس نووية , مما يجعلها تبحث دائماً عن الغطاء السياسي العالمي لها للتعويض عنه .
ــ أخيراً وليس آخراً .. لا منتصر هناك لا السعودية ولا إيران ( وقادة البلدين يدركون ذلك جيدا ً ) ولا أراني ( أنا ــ العراقي ) على أقل تقدير, إلا الخاسر دائماً في كلا الحربين فيما لو نشبت ( لا سمح الله ) سواء في الإفتراضية ـ أو ـ الواقعية , لأني ببساطة ليس لي فيها ناقة ولاجمل !.
ـــــــــــــــــــــــ 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/25



كتابة تعليق لموضوع : مَن المُنتصر .. السعودية أم إيران ؟. بحربهما التدميريّة الإفتراضيّة !.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net