صفحة الكاتب : صادق القيم

العراق مغيب عن مشهد أثبات الوجود
صادق القيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حرب الثمان أعوام التي خاضها العراق مع الجارة أيران، أتاحت الطريق  لدول في المنطقة، لتصبح صاحبة قرار وتأثير دولي وأقليمي، أستغلوا فيها أنشغال البلدين في حرب أستنزفت طاقتهم وخبراتهم العسكرية والبشرية والأستخباراتية.

يستغرب البعض من حجم حضور الأمارات وقطر الدولي، ومدى تأثيرهما في المنطقة والعالم، ويعزي البعض ذلك لأمكانياتهم المالية، لكن في الحقيقة هي لملئ الفراغ  الذي تركه العراق وأيران "من قلة الخيل"، لكن ما لم يلاحظة ولم يثير حفيضتهم حضور هذه الدول الأستخباراتي، حيث أصبحت قطر والأمارات من أهم العناصر الأقليمية التي تحيك المؤامرات وتعمل على تغير الخارطة.

نستطيع أن نوصف أمكانيات هذه الدول بصنع الرأي العام وتحريك الشعوب والحكومات، بأنة لا يقل عن أمكانيات الدول المتقدمة في هذا المجال، مثل السوفيت والفرنسيين والأميركان وأسرائيل، ولحسن الحظ أنهم وعلى طول الخط، لم يكونوا على توافق ولو شكليا كان كذلك.

عملت الدولتين على بناء وأعمار مدنهم لتصبح وجهة عالمية، وبنفس الوقت عملوا على ترسيخ وتثبيت أنظمتهم الحاكمة وتدعيم قوتهم، وذلك بطريق مختلف عن التحصين العسكري، أنما أستخدم الطرق الدبلوماسية وكسب ود المجتمع الدولي بكل الوسائل، وعمل أيضا على بناء شبكات مخابراتية لضمان تفادي الأمور أو تغير مسارها.

قطر من أهم مموليين الأرهاب في المنطقة، عن طريق جهاز المخابرات القطري، حيث دعم الأرهاب في العراق، والأخوان في مصر حتى أعتلى مرسي رأسة الجمهورية، دعمت قطر الكثير من الملفات وأثارت الكثير من المشاكل في المنطقة، وجندت شخصيات سياسية من دول المنطقة تعمل لصالحها.

الأمارات لم تقل خبثا بل زادت، حيث عملت على تجنيد شخصيات ومدتها بالأموال، وجعلت منها رموز أقتصادية أو سياسية تعمل لحسابها، مثل محمد دحلان والذي وصفتة صحيفة لموند الفرنسية "اخطبوط المؤامرات في الشرق الأوسط"، وذكرت أيضا كيف أن دخلان  وشبكتة يمتلكون مخازن سلاح في صربيا، ترسل الى الأرهابيين في الشرق الأوسط.

دحلان الفلسطيني الذي يعد صديقا شخصيا، والعقل المدبر وراسم السياسات الأمنية والخارجية، لمحمد بن زايد أمير أبوضبي، ليست الشخصية الوحيدة فهناك شخصيات أخرى تعمل لصالح الأمارات، كان منها محمد الطائي الذي كلف بملف البصرة، ومنح الدعم لأثارة الرأي العام البصري، والعمل على أنشاء فيدرالية البصرة، وكذلك دعم النزاعات العشائرية فيها، كي لا تستقر هذه المدينة وتزدهر وتكلف الأمارات مكانتها الأقتصادية.

أيران أستطاعت أن تكون جزءا من المعادلة العالمية والأقليمية، وأثبتت أمكانياتها  في العراق وحرب لبنان ومن ثم سوريا، وأستطاعت ان تمد أذرعها الى اليمن والبحرين،  وكذلك أرمينا وجورجيا وأذربيجان، أستطاعت أن تغير المعادلة في عدة أماكن بالشرق الأوسط

  أنجاز كبير بالنسبة لأيران، فقد خرجت والعراق من نفس الحرب، منهكين عسكريا وأقتصاديا، لكن أستطاعت أن تعود عنصرا فعالا في المنطقة، بخطوات كانت حذرة ومدروسة بعناية، وبقي العراق خارج الدائرة لا يمتلك تأثيرا ولا مقبولية دولية أو اقليمية"كاصنام قريش لا يضر ولا يستطيع دفع الضرر عن نفسة".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق القيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/12



كتابة تعليق لموضوع : العراق مغيب عن مشهد أثبات الوجود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net