صفحة الكاتب : علي الزاغيني

لماذا دولة كردستان العراق
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأزمات المستمرة في العراق  وخصوصا بعد سقوط النظام   السابق عام  2003  ما هي الا استعمار حديث يحاول من خلالها  بشتى الطرق زرع بذور الفتنة والطائفية واستنزاف الطاقات والموارد البشرية والمالية , لذا نجد تجدد الأزمات ازمة بعد أخرى ولعل داعش أخرها قبل ان تظهر من جديد أزمة إقليم كردستان  العراق بالاستفتاء والانفصال واللعب من بالنار من خلالها  وهي محاولة من الاعداء  واستغلالها من اجل تجزئة  العراق .

الأزمة مع الإخوة الأكراد ليست بالجديدة ولا مخفية على الجميع فالأزمة الكردية وحقوق الأكراد مضى عليها عشرات السنين ولا تزال مستمرة ولم يجد لها الحل الأمثل  ,على الرغم ما قدمته الحكومات العراقية المتعاقبة من امتيازات وحقوق غير موجودة باغلب  الدول المجاورة التي يقطنها الاكراد لكن لازال العزف على وتر الانفصال بين الحين والاخر يقلق الجميع داخل وخارج العراق ومن جميع المكونات والقوميات ,ولعل  خلف هذا الانفصال وحلم الدولة الكردية جهات خارجية تستهدف تقسيم  العراق من خلال البعض الساسة الأكراد الذين يضعون مصالحهم فوق مصلحة الوطن وشعبه  , يحالون ان يتلاعبون بمشاعر  الآخرين من خلال وعود واحلام مزيفة  لا تتعدى كونها سراب سرعان ما تختفي  .

العراق ليس البلد الوحيد الذي يقطنه الاكراد بل في العديد من الدول ولاسيما المجاورة للعراق فهل بالامكان انفصالهم  والتمرد على دولتهم الام ؟

بالحقيقة ان الأكراد لا يقطنون فقط في شمال العراق / اقليم كردستان العراق  (السليمانية واربيل ودهوك ) بل  في اغلب محافظات العراق وهذا ما يجعل هذا النسيج الفيسفسائي  العراقي  جميل ومتماسك ومتعدد القوميات واللغات , هل هذا يعني ان جميع  اكراد العراق سوف يغادرون محافظتهم ليستقروا في دولة كردستان العراق ؟

لماذا لم يطالب القادة الاكراد بالانفصال في زمن النظام السابق , وكانت الامور كلها تصب في صالحهم  حتى حركة الجيش العراقي كانت محددة واقصد هنا القوة الجوية التي فرض عليها حظر طيران في شمال وجنوب العراق    من قبل التحالف الدولي بعد غزو الكويت, , لماذا يطالبوا بالانفصال بالوقت الحاضر , هل هناك مبررات لذلك او ضمانات سرية من الدول الكبرى هذا ما ستكشفه الايام القادمة .

قد يعتبر البعض ازمة الانفصال ازمة عابرة او لا تعني له شئ   وانما هي ازمة وطن مهدد بالانقسام او مقبل على نزيف  دم اخر  وهذا ما يجب العمل وحل الازمة بأسرع  ما يكون وعدم ترك اثار لها حتى لا تعاد مرة اخرى من اي طرف اخر , ربما تتمدد  اطماع الدولة الكردية الى ابعد من المحافظات الثلاثة( اقليم كردستان العراق ) وتضم كركوك واجزاء من الموصل وديالى وهذا يعني ان القضية  اخطر مما يتوقع  ولابد من قرار سياسي حازم وحاسم لقطع دابر الفتنة قبل ان تندلع شرارتها ويحصل ما لا يحمد عقباه , ولعل موقف السيد محافظ كركوك  وعدد من اعضاء مجلس المحافظة من  قضية الاستفتاء  غير مقبول وغير شرعي  وكأنهم أصحاب  القرار الاول والاخير  متناسين او متغافلين  دور الحكومة الاتحادية التي كان من الاجدر بها ان تكون اكثر حزما وقوة معهم وتحيل ملف  قضية كركوك  الى البرلمان العراقي ليتخذ القرار المناسب .

ماهي مقومات الدولة الكردية ؟

واين حدودها ؟

من سيدفع ثمن تلك التضحيات التي بذلت من اجل حدود الوطن في حروبه المتعاقبة ومن سيدافع عن البوابة الشرقية للوطن العربي , هل ستبقى تركيا  بدون اي تحرك عسكري لحماية حدودها وامنها الداخلي  كما يصرح الزعماء الاتراك   او يتخذون من الانفصال ذريعة للتدخل العسكري واحتلال اجزاء  من الوطن , ونفس الامر ينطبق على ايران  وكلتا الدولتين لهما اطماع في العراق بطريقة مباشرة او غير مباشرة , هنا  لابد من الحكمة والتعقل من جميع الاطراف والاحتكام للغة الحوار والحكمة ووضع النقاط على الحروف قبل ان ينهار كل شئ  وهذا يتطلب حراك سياسي دؤوب ومنصف بعيدا عن العواطف والمصالح والأخذ بنظر الاعتبار وحدة العراق ارضا وشعبا  .

لندع السياسيين ومصالحهم  وغرورهم بالخلود  وتمسكهم بمناصبهم  لأنهم بلا  روح وطنية فخارطة الوطن لا تعني لهم شئ , وكل ما في الامر انهم تربعوا على  كراسيهم بالكذبة الديمقراطية و الانتخابات التي تمرد عليها البعض منهم وتمسك بمنصبه , ولكن نحن ننظر الى المثقفين  العراقيين عربا واكراد  وتركمان وغيرهم  اخوتنا العراقيين مسلمين وغير مسلمين ودورهم  التاريخي في التصدي لمشروع تجزئة وتقسيم العراق , وماذا سيكون دورهم , هل سيكون الصمت التام في اقليم كردستان  العراق خوفا من حكومة الاقليم او المعارضة العلنية وعدم تائيد الانفصال ام سيكون موقفهم واضح وصريح بتائيد الانفصال ,  وماهو دور المثقفين في بغداد وباقي المحافظات الاخرى هل سيكتفون بالمعارضة بدون ان يكون لهم موقف واضح وصريح بالخروج بمظاهرات تندد بهذه الخطوة التي قد تؤدي  الى نهاية غير محسوب لها  .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/25



كتابة تعليق لموضوع : لماذا دولة كردستان العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net