إن مرحلة الطفولة هي التي تعطي صورة شخصيّة الإنسان، وتشكيل ملامحه الخَلقية والخُلقية، وقد حرصت الشريعة الإسلامية الحقّة على تربية الطفل، واهتمّت ببناء شخصيّته بناء سليماً؛ محصّنة إيّاه عن أشكال الانحراف وأنواع العقد السلوكيّة، وشتّى الأمراض النفسيّة الخطيرة والعادات السيئة القبيحة، وعلى أساس من مبادئها الإنسانية وقيمها الصالحة، فإنّ بناء شخصية الطفل في الإسلام ما هو في الحقيقة إلاّ عملية بناء المجتمع الإسلاميّ، وتمهيد لإقامة الحياة والدولة والقانون والحضارة، وفقاً للمبادئ الإسلاميّة المباركة، تحقيقاً لسعادة الإنسان، وتحصيناً لمقوّمات المجتمع، وحفظاً لسلامة البشرية.
وإنّ نجاح الأهداف الإسلامية وسعادة الفرد وسلامة المجتمع، تتوقف على سلامة عملية التربية؛ ممّا يدعونا لأن نكرّس جانباً كبيراً من جهودنا وممارساتنا واهتماماتنا لتربية الطفل وإعداده إعداداً سليماً، ليكون فرداً صالحاً وعضواً نافعاً في المجتمع وليكون له دور بنّاء وفعّال في الحياة، ويكون مهيئاً للعيش السليم في كنف الإسلام العظيم، منسجماً في واقعه ونزعاته الذاتية مع القانون الإسلاميّ، ونظم الحياة الإسلاميّة السائدة في مجتمع الإيمان بالله عزّوجلّ، قد عرّف اللغويّون وأصحاب المعاجم لفظة التربية بأنّها إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حدّ التمام، يقال: (ربّ الولد: وليّه الذي يتعهّده بما يغذّيه وينمّيه ويؤدّبه)، لذا، يمكننا أن نقول إن التربية الإسلامية هي: عمليّة بناء الإنسان وتوجيهه لتكوين شخصيّته، طبقاً لمنهج الإسلام الحنيف، فالتربية إذن تعني تنشئة الشخصيّة وتنميتها حتّى تكتمل وتتّخذ صفتها الممّيزة لها. |