• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماهي افاق المرحلة ما بعد داعش في الموصل ؟ .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

ماهي افاق المرحلة ما بعد داعش في الموصل ؟

ان ساعة الصفر انطلقت  بالعمليات العسكرية الحامية الوطيس  , وتميزت بالانطلاق السريع , في تحرير المناطق المحيطة بمدينة الموصل , والان القوات العسكرية العراقية , على مشارف الموصل , لاشك ان التحضيرات والاستعدادت الكبيرة , تؤدي دورها بشكل فعال ومدروس بما مخطط لها    , والحكومة وضعت كل امكانياتها وطاقاتها , من اجل تحرير الموصل . , في سبيل طرد داعش وسقوط دولة الخرافية الداعشية   , وانهاء كابوس داعش المرعب , الذي جثم بشكل وحشي على الموصل لاكثر من عامين , وان ساعة التحرير والنصر  سيتحقق عاجلاً ام اجلاً . وهو هدف الحكومة والاطراف السياسية ,  تحرير الموصل من تنظيم داعش  , وهو متفق عليه من كل الاطراف السياسية والشعبية والدينية  , وهذا ما سيحصل , باعلان بشارة النصر . ولكن الغائب الاكبرمن هذه التحضيرات والاستعدادات , وهو  والاهم .  المرحلة ما بعد التحرير , هو غياب المشروع الوطني ما بعد داعش , ومن المؤسف ان  تغيب المبادرات في هذا الجانب الحيوي  , الذي يدعم افاق  النصر , ويدعم  السلم الاهلي ,  بالاستقرار الامني والسياسي , غياب الاتفاق السياسي الذي يدعم المصالحة الوطنية , منعاً للاحتكاك والاحتراب الطائفي , ومنع حدوث الفوضى والبلبلة  , بجعل من  الموصل ساحة حرب لتصفية حسابات دول الجوار ( ايران وتركيا ) وخاصة وان هذين الطرفين , يملكان اجندات داخلية مؤثرة وفعالة في الشأن السياسي  , وبأستطاعت كل  طرف ان يعطل فعل الطرف الاخر  من اجل حفظ التوازن في  المصالح والاطماع  لهاتين  الدولتين ( ايران وتركيا ) , والخطورة المحتملة هو شحذ الفتن والاحتراب بينهما  , ولا يمكن تجاهل بأن تنظيم داعش , سيستسلم بسهولة  للهزيمة  ويبتعد عن الموصل كلياً  , بل سيفجر خلاياه الارهابية النائمة  , بأن تقوم بعمليات الارهابية الدموية , وتزرع وتروج وتبث  الفتن الطائفية ونعراتها  , واشعالها بكل السبل والطرق . لذلك ان المرحلة ما بعد التحرير وطرد داعش , صعبة ومعقدة وخطيرة , اذا لم يكن هناك اتفاق سياسي , ووثيقة سلام ومصالحة  , بين الاطراف السياسية والدينية والعسكرية , اذا لم يجتمعوا حول طاولة الحوار والتشاور والتفاهم , في تحديد سمات  المرحلة القادمة  وبرنامجها السياسي  وافاق العمل المسؤول   , بوثيقة عهد مكتوبة ومعلنة . اذا لم تخمد هوس  التصريحات الاستفزازية الخطيرة من كلا الجانبين  , اللذان يمثلان اجندات ومصالح البلدين ( ايران وتركيا ) , وإلا فأن شرخ الانقسام والشقاق سيكبر ويتعمق اكثر   , نحو تعكير الوضع الامني والسياسي , نحو التدهور والخراب . عندها ستصبح الموصل ,  حلبة صراع بكسر العظم , بين ( ايران وتركيا ). من هذا المنطلق , تبقى الحاجة القصوى والملحة , ان تبادر الحكومة والسيد العبادي , الى جمع الطرفين الى طاولة الحوار والتفاهم , برسم الملامح السياسية القادمة لمدينة الموصل , برؤية سياسية واضحة وببنود محددة , في ادارة شؤون الموصل , من جميع النواحي الحياتية . حتى لايكون هناك  تجاوز وخرق واحتكاك , لان كلا الدولتين ( ايران وتركيا ) , يتطلعان الى قضم حصة مؤثرة لهما بعد التحرير   , ليكون لهما موقع قدم مؤثر  يتحكم بالوضع السياسي والامني , ون يكون لهما اليد الطولى , وهذه الحقيقة لا يمكن تجاهلها واغفالها  , حتى في الحكومة والبرلمان , هما منقسمان بين اجندات ( ايرانية وتركية  ) وكل طرف يعمل بأن تكون حاضنته الدولة التي ينفذ اجنداتها , بان يكون لها موقع قدم مؤثر في العراق . هذه هي حقيقة نظام المحاصصة الطائفية , التي شطبت هوية الوطن , وتعلقت بحب وغرام بالهوية ( الايرانية والتركية ) وكل طرف يتخندق ضد ا خر  , لذلك غياب البرنامج السياسي لما بعد تحرير الموصل , يثير القلق والمخاوف , بشكل لايخدم عملية  التحرير , وكل طرف يصر على مساهمة دولته الام  في معركة التحرير , وان تساهم وتشارك فيها , لانهم على يقين على  طرد داعش وانهزامه , ولكن بعد ذلك ماذا يحصل للموصل واهل الموصل ؟ , هل هناك ضمانات , بوقف الاطماع العدوانية , لكلا الطرفين ( ايران وتركيا ) ؟  من هنا تأتي اهمية المشروع الوطني بهويته العراقية , في انقاذ تحرير الموصل ,  ان ما يشغل الشارع السياسي , هو ماذا  سيحصل في الموصل , بعد انهاء كابوس داعش وطردها ,  هل سيتحول التحرير نعمة وانجاز وطني كبير للعراق  , أم سيتحول الى نقمة وحمامات دماء ....... والله يستر العراق من الجايات 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85159
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13