• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مبروك لحمامة السلام نادية مراد .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

مبروك لحمامة السلام نادية مراد

تعرضت الاقليات الدينية ومنها الايزيدية  في العراق , من قبل تنظيم داعش الارهابي ,  الى ابشع صنوف من البربرية الوحشية . من معاناة والاضطهاد والبطش والتنكيل ,  والقتل والذبح والتهجير والتشريد , من مناطق سكناهم . تعرضوا الى جرائم الابادة الجماعية والعرقية , ولم يسلم من هوس  القتل الوحشي ,  حتى الاطفال والنساء الحوامل , وكما تعرضت الفتيات الى الاختطاف والسبي والمتاجرة بتجارة الرق . والى الاغتصاب الجماعي المجنون والبربري , باعتبارهن حسب شريعتهم الوحشية , غنائم حرب . لقد مارس تنظيم داعش الارهابي , بكل خسة ودناءة ورذيلة  , وبضمير الوحوش الهمج . ابشع صنوف الابادة الجماعية , حين سيطر على مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها . واحدث دماراً وخراباً , بالانسان والحضارة ودور العبادة , ولم تسلم من همجيتهم البربرية , الاثار التاريخية والحضارية ,  لحضارات وادي الرافدين ( ميسوبوتاميا ) , في هوس الانتقام الاعمى والشوفيني السادي  , كأننا نعيش من جديد , امام مجازر النازية البشعة  , ولكن هذه المرة بأسم الشريعة الاسلامية , وهي براء منهم , ان هذه الجرائم المروعة بحق الاقليات الدينية ومنها الايزيدية , تدينها باشد العبارات الادانة ,  كل قوانيين السماء والارض , وحتى وحوش الغاب , بأن يتحول مواطني الاقليات الدينية , الى قطعان اغنام تساق لذبح والسلخ والموت , ان يتعرض اهل الارض الى التهجير والتشريد الوحشي البربري  , ان تتعرض الى الانتقام الدموي البشع  , وان تستخدم فتيات هذه الاقليات ومنها الايزيدية ,  التي اصابتها الكارثة الدموية  الفادحة , الى السبي والاغتصاب والبيع في سوق الدعارة , ومنهن البطلة الجسورة ( نادية مراد ) التي نجت باعجوبة وهربت  من سجون داعش المجرم , وتحدثت بعزيمة متفانية بالتضحية والشجاعة  ,  الى الضمير الانساني العالمي , وكشفت المأساة الحقيقية كواحدة  من المختطفات من بين  اكثر 4 آلاف فتاة ايزيدية  , يحتجزها تنظيم داعش , ويمارس ابشع انواع الوحشية بحقهن , من اغتصاب جماعي والى صنوف العذاب والحرمان الى المتاجرة في سوق الدعارة , الى الانتهاكات البربرية بحق كرامة المرأة المختطفة , من انتهاك  الكرامة والشرف والانسانية  , انها تحدثت عن المعاناة الحقيقية التي تجرعتها بالمحن والاهوال  , من صنوف الهلاك والموت والعذاب الجسدي والنفسي , من هؤلاء الوحوش الادمية , لقد ابكت الضمير العالمي لمعاناتها , وتحسس معاناة ومأساة  الاقليات الدينية ومنها الايزيدية . لقد واجهت الرأي العالمي بكل شجاعة جسورة , ولم تركن في زواية ,  تلوك مأساتها الانسانية واضطهادها الجنسي والوحشي البشع  , انها خاطبت الضمير العالمي عن مأساة شعب تعرض للهلاك  على ايدي الوحوش داعش  , واسمعت العالم حكايات رهيبة  , يفزع من سماعها الضمير الحي , لرعبها ووحشيتها السادية , بأن صنوف اساليبهم  المرعبة , لايمكن ان تنتمي الى فصيلة البشر , وحتى الى  الحيوانات الوحشية الضارية . لقد وقف العالم احتراماً وتقديراً , الى هذه المناضلة الجسورة ( نادية مراد ) التي تحدت بكل الشموخ الانساني , لتعري حقيقة  تنظيم داعش , عن جرائمه البربرية . لقد نطقت بلسان الاقليات القومية المضطهدة , ومنها الطائفة الايزيدية , ونادت الضمير العالمي , بأن يشدد دعمه وتضامنه في سبيل اجبار وحوش داعش , لاطلاق سراح اكثر من اربعة آلاف  فتاة ايزيدية ,  مازالت محتجزات ومخطوفات  في سجون داعش الارهابي . وتكريماً لشجاعتها النادرة والبطولية , التي تحدثت عنها الى وسائل الاعلام العالمية بشكل يومي دون وهن وكلل  ,  في التحدث عن المعاناة والمأساة التي تعرضت لها  , وقابلت حتى رؤوساء بعض دول العالم ,  وطالبت بتشديد الحملة التضامنية , من اجل ايقاف التنظيم المجرم , من ارتكاب المزيد من الجرائم الدموية بحق السكان العزل  . وتكريماً لبطولتها ورسالتها الانسانية , من اجل ايقاف مسلسل الدماء النازفة , وان تسود لغة التسامح والمحبة , بين  الاديان والطوائف الدينية والعرقية  . قررت هيئة الامم المتحدة , في احتفال مهيب , جمع سفراء دول العالم , وبحضور الامين العام لهيئة الامم المتحدة ( بان كي مون ) بتعيين ( نادية مراد ) سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة . وهذا بمثابة دعم وتضامن اممي لقضية مأساة الاقليات الدينية ومنها الايزيدية , التي اصبحت قضية عالمية , تحظى من التضامن والدعم والعطف والاسناد . انها بمثابة دعم حقيقي لمأساة  الايزيديين , التي عبرت عنها ابنتهم البارة والشجاعة ( نادية مراد ) . لقد نجحت  حمامة  كردستان والعراق , في ارسال رسالتها الانسانية , اصبحت ( نادية مراد ) رمز الشجاعة والتضحية  والشرف , انها بحق بنت العراق وكل الاقليات الدينية , قبل ان تكون بنت الطائفة الايزيدية . 
فالف تحية الى جسارتها البطولية .  ومبروك بمنصب سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83684
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13