• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مستعدون لنصب القبور الجاهزة والحفر على المرمر؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

مستعدون لنصب القبور الجاهزة والحفر على المرمر؟!

للأعلان دور كبير في الترويج عن بضاعة معينة أو مهنة ما من أجل كسب المزيد من الزبائن أو للفت الأنتباه، وقد نقرأ ذلك في الصحف أو نشاهده في الفضائيات أو نسمعه عبر الأذاعات.

 وبفضل التطور العلمي والطفرات التي يشهدها العالم في جميع المجالات صار الترويج والأعلان علما بحد ذاته يدرس في الكثير من الجامعات العالمية وتمنح له أعلى الشهادات!.

 ولربما قد سمع البعض عن جواب الرئيس الأمريكي الأسبق ( جيرالد فورد) عندما سأل عن  موضوع الأعلان وأهميته وكيفية الترويج له فأجاب: بأنه لو كان يمتلك 100 دولار وأراد ان يشتغل بها في السوق فأنه سيعلن بتسعين دولار ويشتغل بعشرة دولارات!.

 وتتبع طريقة الأعلان والترويج مدى ثقافة وتحضر صاحب البضاعة ونوع المهنة التي يراد الترويج لها وأيضا مدى فهمه وأدراكه وشطارته وذكائه في الكيفية التي يعلن فيها عن بضاعته ومهنته.

 ولأن العراق عانى الكثير من التخلف والأنغلاق وعدم التواصل مع العالم خلال حقبة العقود الأربعة الماضية وخاصة فترة الحصار الأقتصادي، لذا فأن فن الأعلان والترويج لدينا بقي متخلفا بدائيا بأساليبه وطرقه لو قورن مع دول العالم التي قطعت أشواطا بعيدة وحققت طفرات كبيرة في مجال الأعلان والترويج.

 ولأن الموت ومع الأسف صار البضاعة الأولى في العراق ليس الآن بل منذ ثمانينات القرن الماضي!، فمن الطبيعي ستزداد وتكثر مهنة الدفن بأعتبارها مكملة لبضاعة الموت!

  فلا غرابة أن شاهدنا أعلانات تروج لهذه البضاعة الرائجة تلفت الأنتباه وتؤشر على الجودة والكفاءة وبشيء واضح من المنافسة!، ومن الطبيعي يكون الترويج لبضاعة الموت بالقرب من مناطق وأماكن الدفن،

 ومن هذه الأماكن مقبرة الشيخ معروف في جانب الكرخ حيث تكثر هناك محلات نصب وتجهيز القبورالجاهزة!، وأذكر في مرة  ومن أجل المنافسة للترويج عن صناعة نصب القبور الجاهزة قرأت هذا الأعلان ( محل أحمد الجبوري: مستعدون لنصب القبور الجاهزة، لا نقول نحن الوحيدين ولكننا نحن الأحسن!) (وقد سمعت بالصدفة وقبل أيام من أصحاب أحد المحال هناك أن محل أحمد الجبوري قد أغلق ويافطته قد أزيلت لكونه الآن على فراش المرض يصارع الموت لأصابته بمرض عضال!!.).

 ولكن بقدر مايرى البعض غرابة في مثل هذه الأعلانات التي تروج لبضاعة الموت!، ألا أنني لم أجد في ذلك أية غرابة! لكون الأعلان جاء طبيعيا ويتوافق مع حالة الموت وكثرة المتوفين في العراق بسبب موسم حصاد العراقيين وقصف أرواحهم الذي طال كثيرا

 فالموت لا زال يقصف بالعراقيين منذ ثمانينات القرن الماضي أبان الحرب العراقية الأيرانية وأزداد أكثر الآن بعد أن تنوع  وتعددت أسبابه!!. ومن الطبيعي أن كثرة الموت في العراق بسبب الحروب والحصار والفقر والتخلف وكثرة الأمراض وانتشارها وتردي الواقع الخدمي والصحي أضافة لأستمرار الأعمال الأرهابية وجبهة داعش،

 فهو بقدر ما أوجد رواجا لمهنة الدفانة ونصب القبور الجاهزة للموتى! وأزدياد من يعملون بهذه المهنة المرعبة والمخيفة والمربحة! فأنها بالوقت نفسه خلقت أجواء من المنافسة بين أصحاب هذه المهنة! التي لم يجد صاحبنا( أحمد الجبوري) شفاه الله غير هذه الطريقة للأعلان عن كفاءته وأخلاصه بالعمل رغم تأكيده بأنهم ليسوا الوحيدين!.

 وأذكرمرة قرأت  يافطة أخرى بالقرب من دائرة التقاعد تروج أيضا لمهنة الموت ولكن بطريقة أخرى كتب عليها ( مكتب الغواص لأنتشال الغرقى)!.

 بعد هذا فلا نستغرب أن رأينا أنتشار الكثير مثل هذه المحال والمكاتب في أنحاء العراق وهي تعلن وتروج عن تقديم أفضل خدماتها للموتى وبأحلى وأجمل القبور الجاهزة والمزينة والمنقوشة بالمرمر وبالخط الكوفي أو الرقعة أو الديواني!! أنه ومع الأسف  عصر الموت الذي أراد له الأعداء أن يتجذر ويبقى بالعراق!!.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : احمد الجبوري ، في 2016/08/22 .

مقال لايخلو من بعض التلميحات للوضع المآساوي الذي يمر به العراق بدون الاشارة الى الجهة التي تقف وراء قتل العراقيين على حد سواء سنة وشيعة ، مع اننا في زمن صدام كانت مقابر العراق جميعها بدون استثناء تستقبل الاف الضحايا والشهداء نتيجة البطولات الرعناء لدينكوشيت العروبة والتعرب اضافة الى الاعدامات بالجملة لمعارضيه ، ولايختلف هنا اثنان انه لو كان في تلك الحقبة فيس بوك لراينا العجب وحتى مع الفيس فاننا لن نستطيع ان نحصي قتلى البعث والبعثيين .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=82549
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15