• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الى فئة الشباب خاصة (( هل لازال الله في إجازة )) ؟؟ : .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

الى فئة الشباب خاصة (( هل لازال الله في إجازة )) ؟؟ :

 🔴 واهم جداً من يظن أنه يستطيع الى مالانهاية .. ترويض الوحوش في السيرك .. دون أن تنهش يده مع أي غفلة .. أو اللعب بالبارود والنار من دون أن ينفجر عليه في لحظة .. والأخطر أن الإنسان المغرور لايتعلم من تجارب الآخرين .. وكأن أمير الحكمة والبيان علي عليه السلام يقصد غيرنا بقوله (( العاقل من وعظته التجارب )).
♦وكشاهد.. إليكم خلاصة تجربتين من الماضي وتجربتين من الحاضر .. 
تجربتان ل ( تفريط فكري بأقصى الشمال ) تمثله العلمانية .. و( إفراط ديني بأقصى اليمين ) تمثله السلفية .. وكيف تم تغذية هذين الخطين وظن الواهمون أنهما تحت السيطرة !!.
🔶 أما التجربة الأولى : 
فالكثير من الناس ( الشيعة ) كان يدعم بقوة المد الأحمر والتيار الشيوعي في العراق .. وكان معجباً ببعض مقالاتهم حول الإشتراكية وإنصاف العمال والطبقة الكادحة .. وكان خطاباً جميلاً جذاباً .. مرصعاً بخطابات العدل الإجتماعي .
🔷 وكانت التحذيرات التي يطلقها عقلاء المجتمع ومن يعرفون خيوط الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي .. ونصيحتهم للناس بضرورة التوازن في التعامل مع التيار الشيوعي وعدم الإنسياق المطلق ورائه .. تلقى العناد من قبل هؤلاء المعجبين ( الشيعة ) بل ويتهمون من يحذرهم بأنه رجعي .. ديني منغلق .. خرافي .. طلاسمي وووو
نعم .. كانوا يقولون أننا نعتقد بالتشيع .. وبالتأكيد بوحدانية الله .. ولكن المد الشيوعي لاعلاقة له بهذه المعتقدات ولايمسها بسوء .
🔷 لم يكن هؤلاء البسطاء يفهمون أن من يقبل التبعية لتيار فكري معين فسيبقى خلفه في كل شيئ ما دام يخدر عقله الإعجاب بالمنظرين الفكريين لذلك التيار .. ولن يكون هناك خط يتوقف عنده ويقول : كفى .. الى هناك ولا أقبل بعدها السير خلفكم .. ويجب أن أحفظ مقدساتي !!
كلا ياسيدي .. أنت قبلت المسير خلفهم من البداية .. فضع مقدساتك جانباً .. لأنهم لايعترفون ب ( المقدس ) .. ولن يعترفوا بك إن بقيت تعترف به .. إلا بمقدار ما تقتضيه مصلحتهم في التمدد .
🔷 هكذا تمشي الأمور .. وهكذا كان من الطبيعي أن تتجاوز شعارات وثقافات ( الشيوعية ) مسألة العدل الإجتماعي وإنصاف الفقراء .
ويصبح الصباح في كربلاء مثلاً .. ليجد الناس عبارات مكتوبه على جدار صحن أبي الفضل العباس عليه السلام (( الله في إجازة )) 
وتغزو الشارع مظاهرات تعترض على تقييد العلاقة الزوجية بعقد شرعي و( زوجتك نفسي ) و( قبلت التزويج ) الى آخره من خزعبلات الدين "بحسب وصفهم" . 
ويخرج الشباب المخدر فكرياً في مظاهرات تردد ( بعد شهر ... ماكو مهر ... ونذب القاضي بالنهر )
🔴 ومما يحكى عن تلك المرحلة أن أحد المشجعين للشيوعية والناقم على ( المتدينين الناصحين ) جاء يوماً الى بيت ذلك الناصح وهو يتوسل إليه أن يتكلم مع إبنته التي خرجت في المظاهرات المطالبه بكسر النظام الأسري وإباحة الجنس على الطريقة ( الإشتراكية ) لتعزيز النظام الإقتصادي الموحد .. وهو يخشى أن تقتنع البنت بإباحة جسدها للآخرين !!! 
فقال له ذلك الناصح : وهل ستقتنع البنت مني .. بعد أن شحنت أنت عقلها بأني إنسان خرافي ؟؟ .
@ طبعاً هذا الأمر كان في الخمسينات وكانت هذه الموجه تجتاح السوفيت ودول المعسكر الاشتراكي في وقتها ووصلت الى ذيول الاشتراكية في العراق .. ولكنها سرعان ما إنحسرت أو تمت تغطيتها بشعارات أخرى لعدم تمكن الفطرة الإنسانية من تحمل هذا المستوى الصريح من التحلل والحيوانية .
@ من أين بدأنا .. والى أين وصلنا !!! .
🔷 والتجربة الثانية هي : 
لسنين طويله كانت بعض الحكومات الخليجية تغذي الفكر السلفي المتطرف بدعم من المعسكر الغربي .. لمحاربة المعسكر الشرقي السوفيتي .. وكانت ساحة المنازلة هي أفغانستان .
وكلما كانت تصلهم التحذيرات من خطر اللعب بهذه النار .. لم ينفع معهم .. حتى رجعت طالبان والقاعدة ومن على شاكلتها لتهدد هذه الدول في عمقها .. بل وصل هؤلاء الى بيت الله الحرام وأصبح الحرم المكي ساحة مواجهة عسكرية في الثمانينات .
🔴 واليوم .. لايزال الإنسان الجاهل حقلاً للتجارب .. في تجربته الثالثة والرابعة :
@ ففي التفريط المدني .. من يصفق للمد العلماني اليوم .. ويريد مع ذلك أن يحتفظ بإيمانه بالمقدسات ( علي والحسين ) عليه أن يتعود على الصدمات من أمثال المسرحيات التي تهدد الله تعالى بالمقاطعة .
@ نعم .. ستشاهدون الكثير من ( الفنانات ) و( الفنانين ) يقفون على خشبة المسرح .. ويهددون الله تعالى بأنهم سيقطعون الصلاة والصوم .. وغداً سيتلقى الله إتهامات خطيرة .. وسنسمع تصفيق جمهور ( المثقفين ) في قاعة المسرح .. وسنترحم معهاعلى الجيل السابق الذي كان يعتبر الله في إجازة .
@ لاتكلمني عن الفكر المدني او العلماني .. ولاتقل لي أنه لاعلاقة له بالمقدسات .. وأن هذه التصرفات ليست ذنبه .. كما كلمتني قبل ستين سنة عن الشيوعية .. نعم أعرف كل ذلك . 
ولكن من يتم حرمانه _ أو هو يحرم نفسه _ من أدعية آل محمد وحديثهم وأدبياتهم ( وكلامي هنا عن الشيعة ولاشأن لي بغيرهم ) ويتغذى بأفكار هجينة وثقافة إلتقاطية وكلام ضبابي .. فكيف له أن يتعلم أدب الحديث مع الله والحدود التي يجب أن يلتزم بها ؟!! .
@ وكذلك نقول للاخرين .. أصحاب الإفراط الديني .. داعش التي تدعمونها وتصفقون لها ستأكُلكم بعد أن تخرج من العراق .. وسترتد عليكم .. إنها سنن الله في الحياة .. فهل من معتبر ؟!!.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80999
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13