رغم كل الوعود العسلية التي تداعب مشاعر وأماني الناس بتحسن الخدمة الكهربائية التي تسمى ظلما الوطنية وكان الأجدى بنا ان نسميها بالامبريالية لأنها تحمل بعض أهداف هذه الحركات ، فقد فوجئ السكان في مناطق بغداد بانهيار تام للكهرباء وصلت معدلاته إلى الصفر في 24 ساعة مؤكدة بذلك كذب ووعود وزيف الإعلانات والتصريحات التي تطلقها هذه الوزارة (الكيزرية) ومن يساندها في الحكومة والبرلمان ومن يتواطأ معها في أجهزة الإعلام.
ومع أول موجة للحر فشلت كل المنظومات الكهربائية ولم نسمع تبريرا أو عذرا مقبولا بل إن الذي ترسخ بأذهان الناس حجم الأكاذيب والتصريحات التي تندرج في اطار كذبة نيسان التي تطلق في كل عام ولكن كذبة الكهرباء تطلق كل يوم وتشتد في الشتاء وتوهم الناس ان الصيف المقبل سيكون باردا والهواء عليلا والمبردات والمكيفات تستمر بضخ نسيمها العليل ليلا ونهارا مؤكدة إن عشرات المليارات لم يسرقها كبار المسؤولين بل وظفوها لتحسين الطاقة الكهربائية ورفاهية المواطنين ولكن الاستعمار والإرهاب هم الذين سرقوا الكهرباء وحرموا الناس منها ولا علاقة للصوص والحرامية والمختلسين في إبرام العقود الوهمية ، وهذه التصريحات الصلفة و الكاذبة تدل على ضحالة وفساد مسوقيها .
وإذا ما تركنا الكهرباء بعقودها المليارية وهبطنا إلى المناطق الشعبية فسنجد الفوضى العارمة في توزيع الكهرباء خاصة في اغلب مناطق العراق حيث ضعف الشبكات لانهيارها وفساد مراكز الصيانة مع غياب الإدارة المركزية ولهاثها وراء مصالحها المادية وتنسيقاتها (الجاجيكية) مع الأطراف التي تساند المنحرفين وتتقاسم معهم الغنائم والمناصب .
إما الرئاسات الثلاث والتي تستمتع بتيار كهربائي مستمر في المنطقة الخضراء بل إن اغلبهم يمضون أيام الحر في عواصم الضباب لأكل الدجاج والكباب وما حلَّ من النساء وعلى طريقة زواج المتعة والمسيار فهؤلاء لا يعرفون كيف يمضي الفقراء ليلهم بلا كهرباء وينامون على أنغام البعوض ولسعاته العقربية فتحولت حياتهم إلى جحيم لا يقل وطأة عن ماساتهم أيام الدكتاتورية.
فمتى يبقى الفقراء من دون ماء وكهرباء والعيش في مدن مهملة وخارج التاريخ يستنكف ان يعيش فيها إنسان النيادرتال و فقراء الصومال؟. |