إعلاميو الخطّ الأوّل سلسلةُ أبطالِها رجالٌ حملوا الأرواحَ على الأكفِ خاطروا بحياتِهم لينقلوا الحقيقيةَ للعالم... رصاصاتُهم صورٌ تُلتقط بقطع الأنفاس وكلماتهم ألوانٌ وفرشات رَسمتْ لنا ملامحَ الانتصاراتِ.. ثباتُهم أخرسَ الكثيرَ من الأبواق.
مكانُ عملِهم الساتر الأمامي؛ لذلك قررت أن أسميهم إعلاميو الخط الأول وأن أكتب شيئًا من سيرهم كجزء يسير من الوفاء.
 بطلُ هذه السطور أُصيب وهو يُواكب عمليات تحرير بيجي بشظية في رأسه. أُذناه بالكاد يسمع بهما، وعيناه لا تبصر إلّا القليل من النور هذا ما سمعته في اليوم الأول للإصابة. نُقل للمستشفى وأُجريت له عملية. سألتُ عن حالته الصّحية وعلمت أنه يتحسن يوماً بعد آخر، قلت في نفسي: أنه لن يعود للميدان من جديد فهو ومنذ فتوى الإنقاذ التي أطلقتها المرجعية الرشيدة عانى الكثير وضحى بلا حدود. خاطر بنفسه كثيراً لينقل للعالم ما يُسطّرُ من بطولاتٍ استثنائية يكتبُ حروفَها أبطالُ العراقِ في الجيش والحشد الشعبي المقدس لكنه عاد...
أثير رعد عبود الشمري أحد إعلامي الخط الأول من مواليد كربلاء ١٩٨٧ حاصل على شهادة البكالوريوس في الإعلام عمل مراسلا حربيًّا في قسم إعلام العتبة الحسينية المقدسة منذ فتوى الدفاع الكفائي ولحد الآن. واكب العمليات البطولية في آمرلي وجرف النصر ومكحول وبيجي وسامراء وغيرها الكثير، ونشر تلك البطولات في أكثر من مكان، رويت لكم تفاصيل إصابته وأخبرتكم أنه عاد من جديد ولكني لم أخبركم كيف عاد، في الحقيقية عاد أثير بعزيمة كبيرة وإصرار غير مُتَناهٍ وبتفانٍ إلى أقصى الحدود كان يتوسّل بكلِّ مُقدّس ليتعافى بسرعة فهو وكما يقول: أنا أنتظر الشهادةَ بشوقٍ كبير، لكنّي أشتاق لنقل خبر تحرير آخر شبر من أرض العراق. خبر أنقل في تفاصيله أن داعش ولّى بلا رجعة وأن العوائل المهجرة عادت لمنازلها وأن كنائسَ الموصل عادتْ تقرعُ الأجراسَ.
ومن المواقف الكثيرة التي حدثت لأثير ورفاقه وهم يجاهدون في سبيل نقل الحقيقة أن التفَّ سلك عبوة ناسفة حول قدمه توسّل إلى الله حينها وتوجه له بأهل البيت (عليهم السّلام) وهو يقول في نفسه: لم أُكمل رسالتي يا سادتي وبفضل الله كُتب له النجاة. هذه سطور قليلة كتبتها عن أثير ولقصورها عن وصف جهاده أذيلها باعتذار. |