لا يخلو زمن من أعداء للحق، يصرفون وقتهم ويبذلون جهودهم في محاربته وتشويه سمعته بأساليب عدة، ومن تلك الأساليب الاعتماد على حوادث الماضي القريب أو البعيد، وصياغتها بصورة مشوهة باستعمال أقدم تقنية إعلامية في تاريخ البشرية ألا وهي الكذب.
ومن هذا المنطلق عملت جهات عدة على محاربة المرجعية الدينية الشريفة بإثارة أكاذيب كثيرة، بطرق مختلفة ابتداء من تزوير البيانات والاستفتاءات إلى نسبة المقولات المكذوبة إليها، ولا نهاية لكذب الكاذبين، مادام إبليس من المنظرين.
وإحدى كذبات العصر التي ألفتها مكائن كذب المتمرجعين والسياسيين الفاشلين، ومغالطات الذين يضرهم اسم الدين، كذبة أن المرجعية أوصلت الفاسدين للسلطة، ولو سألتهم متى ذلك سيأتيك الجواب، ألم تدعُ لانتخاب قائمة الشمعة 169؟!! ألم تدعمهم في كل انتخابات؟!! ألم ترشح ممثلين لها في القوائم؟!! ألم تدعم الأحزاب الإسلامية؟!! وغيرها مما تنسجه أخيلتهم المريضة، ولا يخفى وضوح الأكاذيب التي تتحدث عن دعم القوائم أو ترشيح ممثلين أو دعم الأحزاب، ويجدر بالعاقل الواعي أن يطالب هؤلاء بالدليل على مدعاهم الذي دونه خرط القتاد، ولا يصمد أمام بيانات المرجعية، ومواقفها الواضحة في عدم دعم قائمة، والوقوف على مسافة واحدة، وعدم تبني أي من الأحزاب، وليس ببعيد خطب الجمعة، والبيانات المنشورة في الموقع الشربف للسيد السيستاني دام ظله، والموثقة في كتاب النصوص الصادرة لحامد الخفاف، لكن قد يحاول البعض استثمار ما صدر من دعم لقائمة الإئتلاف العراقي الموحد عام 2004، وعلى الرغم من أن موقف المرجعية آنذاك ينبغي أن يقرأ في ظروف المرحلة التي صدر فيها، والأسباب التي دعت لذلك، والمصالح العليا التي أرادت المرجعية تحقيقها، وهذا يحتاج وقفة خاصة في مقال مستقل نسأل الله التوفيق له، لكننا يمكن أن نرد على التشويه والمغالطة التي يبثها الكاذبون بنقطتين:
أولا، ما هي الحكومة التي أنتجتها انتخابات الجمعية الوطنية، وكم استمرت حتى تتهم المرجعية بإيصال الفاسدين، هل يعقل أن تتهم المرجعية بحكومة لم تدم أكثر من ستة أشهر، كان دورها انتقاليا، ومن ثم أوضحت المرجعية موقفها الصريح بعدما حققت ما أرادت تحقيقه، وأفسدت ما خططت له يد الغدر، من قلب الموازين، وتغيير توازن الحضور المذهبي، فضلا عن كتابة الدستور الذي كان أفصل شيء في تلك المرحلة، وأقصى ما يمكن تحقيقه.
ثانيا، لو سلمنا جدلا أن المرجعية دعمت مكونات الائتلاف في الوصول للسلطة عام 2004، أفلا يكفي أن تسحب المرجعية دعمها بعد ستة أشهر؟!! وما ذلك إلا بيان واضح لموقفها غير الداعم لهم.
وختاما لينفخ تنانين الكذب نيران حقدهم، فإنها لن تحرق قطرة من بحر الحق العميق، الذي تأتي أمواجه على نيرانم فتذرها رمادا كعقول أصحابها الخاوية. |