• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : لماذا البشير .
                          • الكاتب : مظفر العوادي .

لماذا البشير

قد تكون التساؤلات التي رافقت اعلان فرقة العباس ( عليه السلام ) القتالية عن نيتها وتعهدها بتحرير قرية البشير المظلومة منذ منتصف العام الماضي وتكرارها واصرارها على هذا الوعد وتعهدها به في أكثر من مناسبة  ولحد هذه اللحظة هي تساؤلات طبيعية بعضها يبحث عن حقيقة هذا الجهد والتهيوء ببرائة حب الاستطلاع والنفس او الخبر الصحفي الذي يبحث عن لقمات دسمة من الاخبار والتقارير وهنالك من هذا الصنف من يجد في هذه الوعود عزاء وتطبيب خاطر له وفسحة من أمل العودة بعد التهجير والنزوح القسري ومرارة التشريد والحرمان واليُتم  وفقد الامان والبعض الآخر يبحث عن علامات استفهام تعود من خلالها ان يشكك بكل مشروع وطني او فيه نجاح للشعب وانتصار لارادته وهو صوت دائماً مايكون نشاز متهرئ مفضوح مهما حاول ان يلبس من اقنعة او يتمثل بزي يخفي فيه نيته الحقيقية ومعدنه الصحيح فيجر الفشل والخذلان مع اذياله كل مرة يعاند فيها او يتصدى لروح المصلحة العامة وفي اكثر من ميدان ,
 وبعيداً عن الاجابات العاطفية التي دائماً ما يُجاب بها الجميع والتي تأتي اكثرها مواساة للمئات من عوائل تلك القرية المظلومة على مدى عقود من الزمن وعشرات من عوائل الشهداء المغدورين فان الجواب هذه المرة سيكون نقاشاً عملياً يوضح حقائق قد غابت او غيبت عن الكثير حتى بعض من يدعي محاربة داعش وله فضل الريادة في تلك الحرب كما يدعي ,
الـ( بشير ) : قرية زراعية تقع الى الجنوب الغربي من كركوك على بعد 27 كيلومتر وتبعد عن ناحية تازة خورماتو 7 كيلومتر يمر من القرية خط سكة الحديد الذي يربط كركوك ببغداد كانت في بشير عام 2010 م حوالي 1400 بيت سكني وحوالي 7 مدارس و10 مساجد وحسينيات بالاضافة لمقام الإمام الرضا (عليه السلام).
جاء احتلال داعش للبشير منتصف عام 2014 كخطوة اولى ومرحلة مهمة لمهاجمة كركوك المحافظة الغنية بالنفط والممثلة لنسيج الترابط الوطني والاخوي بين ابناءها ومن ثم يكون ذلك الاحتلال بوابة مهاجمة كردستان من جهة الشرق ومن الجنوب كانت ستكون بوابة مدمرة لباقي المدن والقرى فيما بعد يرافقه تخوف من تطهير طائفي انتقامي يحسبه التنظيم نصر لتغطية انهزاماته ومعاركه الخاسره مؤخراً ولا زال هذا الهدف قائم لدى داعش خاصة بعد الانتصارات التي تحققت على ايدي الجيش والقوات الامنية والمتطوعين من الحشد وابناء العشائر في المنطقة الغربية والرمادي واغلب مناطق ومدن صلاح الدين وتضييق الخناق على الرياض والحويجة التي لا تقل اهمية لدى تنظيم داعش عن الفلوجة كونها ولاية تحوي العديد من القيادات و الخبرات العسكرية للنظام السابق واحتوائها خلايا القاعدة الاولى والاكثر دموية وجرماً في العراق بعد سقوط النظام في هذه الحالة ستكون خطوة ما بعد بشير هي المنفذ الاضطراري والانتقامي للتنظيم الذي يعيش حالة التخبط والهستيريا الانهزامية , وقتها ستتكون جبهة مقلقة وملتهبة غير سهلة الاخماد وان تدخل التحالف الدولي المزعوم والبيشمركة وباقي الفصائل للمتطوعين والحشد غير مجدي حينها , فالحل الامثل هو انهاء ذلك الاحتلال والتقدم لما بعد بشير من مناطق مهمة مثل الحويجة والرياض حتى تحرير الطريقين الاستراتيجيّن بين صلاح الدين و كركوك واللذين هما من اهم طرق تنقل وتموين داعش هذا أولاً .
ثانياً: هنالك المئات من العوائل هُجرت ونزحت قسراً من الـ( بشير ) الى مناطق اخرى دون حصولها على حالة الاستقرار المعيشي والخدمات الصحية والاجتماعية مع تشكيلها عبئاً مادياً وادارياً حسب ادعاء الحكومة واجهزة اغاثتها ومع ان استمرار ذلك الحال السيء يكون اشده على العوائل التي نُكبت اغلبها بحوادث القتل الجماعي والاختطاف وغيرها مما يندى له جبين الانسانية وتواجد عشرات الايتام والارامل والعوائل التي فقدت المعيل والمسؤول عنها , فان التحرير واعادة تلك العوائل صار حالة انسانية وواجب وطني اكبر من اي رؤية اخرى خاصة بعد ان يأس هؤلاء الاهالي من الصمت واللامبالاة تجاه مناشداتهم واستغاثاتهم المستمرة .
ثالثاً: ان من اهم الامور التي دعت فرقة العباس ( عليه السلام ) القتالية للتأكيد على معركة التحرير هذه جاء نتيجة دراسة الوضع العام بصورة دقيقة وميدانية بعيداً عن كل المؤثرات والمسميات المختلفة خاصة ان سماحة المتولي الشرعي من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف على العتبة العباسية المقدسة المشرفة على الفرقة , ورؤية قيادة الفرقة الميدانية تعودت وفي كل معاركها السابقة ومشاريعها الميدانية ونشاطات الدعم اللوجستي والحربي وحتى المدني وقوافل الاغاثة ان تكون بعيدة عن اي مسمى طائفي او ان تنظر للمعركة على انها مكسب تحزبي او تسابق واقتتال حربي اهلي لغايات بعيدة المدى سوى تخليص العراق من داعش واعادة اعماره وتنميته اقتصادياً واجتماعياً ليعود لصدارته ورفاهيته على كافة الاصعدة والتي تسعى اليها الفرقة كتطبيق عملي ميداني ومنذ تأسيسها بعد فتوى الجهاد الكفائي المباركة والذي يمثل رؤية و توجه المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف .
وان اول خطوات الاعداد لهذا التحرير المرتقب ان شاء الله وفق هذه التوجهات هي مفاتحة قيادة فرقة العباس ( عليه السلام ) القتالية جميع القيادات والفصائل المؤثرة في المنطقة وخاصة قيادة قوات البيشمركة وان اهممها توجه قيادة الفرقة الى كردستان مؤخراً لتقريب وجهات النظر من أجل ايجاد عمل ميداني موحد يمثل انتصاراً وطنياً يساهم به الجميع ليكون نموذجاً وتجربة لنجاحات مستقبلية ليس فقط على المستوى العسكري والميداني بل يتعدى ذلك الى الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية وايجاد روح الوحدة والوئام والتآخي بديلاً عن ما يُثار من مسميات ومشاكل وتناحر بعيدة عن الواقع يُدفع لها وتُدعم من جهات مختلفة لمصالح وغايات كلها بعيدة عن مصلحة الوطن والشعب العليا , وتفهم قيادة البيشمركة وارتياحها لهذا التوجه جعل من الامر يسير نحو خطى النجاح بكل انسيابية وطمأنينة , ثم ان الخطوات المهمة الاخرى من قبل تمثلت باسناد خط الدفاع الاول للالوية وفصائل الحشد المتواجدة هناك من قبل قوات الفرقة وتمركز فوج المغاوير التابع لها هناك لحماية باقي القرى والمناطق خاصة ناحية تازة من اي تعرض او توسع مستقبلي لداعش وقد صدت تلك القوة اشرس الهجمات واعنفها ولولا تواجد تلك القوات ودعمها لكان هنالك حالة من الضعف والارباك في خطوط المواجهة التي سعت ودأبت الفرقة على تقويتها ودعمها بكل وسيلة ممكنة كان اخرها توجه بطرية اسناد مدفعي تابعة لكتيبة مدفعية فرقة العباس (عليه السلام ) القتالية لاسناد جميع الفصائل المتواجدة هناك اذاً ان تلك المعركة يجب ان تنتصر ليكون ذلك النصر فاتحة وبوابة خير لمشاريع وانتصارات اخرى انية ومستقبلية ,
ويبقى التساؤل الذي يثار مؤخراً هو : لم تأخرت عمليات تحرير الـ( بشير ) ولم تُحسم المعركة الى الآن ؟
وهل هنالك ما يدعو للقلق من توجه البعض لعرقلة وتأخير هذا التحرير وحسم هذه المعركة المهمة ومن وراءه اثارة تساؤل اخر عن الغايات من وضع مثل تلك العراقيل والاسهام بها هل تغليب لمصالح شخصية  ؟
هل تتطور لتكون دوافع فئوية واثنية بغيضة من المعيب ان تطلق في مثل هذا الظرف والحال ؟
هل هنالك من تعود الاتجار بمصير الشعب ومعاركه ويرى في الامر صفقة مربحة واخرى اقل ربحاً ؟
ومع اكتفاء قيادة الفرقة مؤخراً بالنقد الشديد لمن وصفته كل من يعرقل  او يحاول ان يمنع ذلك التحرير والنصر باسلوب مؤدب تعودت عليه قيادة فرقة العباس ( عليه السلام ) القتالية في مثل تلك الحالات استناداً لتوجهاتها الموافقة لمنهج المرجعية الحكيمة التي تتبعها وقدسية الانتماء وما يستدعيه ذلك من تهدئة الامور وطمانة النفوس واستخدام ما يليق من كلمات وردود حتى مع من يستحق اكثر منها شدة ووصف والابتعاد عن اثارة التشنجات والتوترات الفارغة والهرطقات الاعلامية المنافية لدعوات الوحدة الوطنية ... إلا ان الامر يتعدى مسؤولية قيادة فرقة العباس ( عليه السلام ) القتالية  ليتحمل جميع من يتعلق الامر به مسؤوليته ويبحث ويدقق ويطالب بايجاد ما يجده منصفاً وتسيير الامور وفق المصلحة العليا للوطن والشعب وانه ان الاوان لتستقر مئات العوائل النازحة والمشردة وترجع لبيوتها عزيزة مكرمة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73424
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13