المقاربة الثامنة :
@ حتى الآن .. لانعلم ما سيصدر من منبر الجمعة بخصوص التدخل التركي .. وماهو التكليف الشرعي المناسب الذي ستحدده المرجعية الدينية العليا للمؤمنين المنتظرين .
# فقد تشد على يد الحكومة العراقية والحشد الشعبي للدفاع عن سيادة العراق عسكريا.
# وقد تدعو لبذل المزيد من الجهود السياسية لتجنب المصادمة .
# وقد تتحدد أمراً ثالثاً غير ما يتوقعه المراقبون .. الله العالم .
_______
ولكن .. أثناء تفكيري بهذا الأمر قلت مع نفسي : الآن مزاج الشارع كله يتجه الى الرد العسكري والدفاع عن كرامتنا وسيادتنا حتى لو أدى الى حرب مدمرة .. وهيهات منا الذلة .. ولن ألوم الناس على ذلك خصوصاً بعد ما تسببت به تركيا من كوارث للعراق ..
ولكن .. هل ياترى .. سيتحمل الناس أمر المرجعية .. لو أنها خالفت كل هذا المزاج _ وهي التي لاتهتم بما يقوله الناس وأنما تحدد الوظيفة الشرعية الإلهية _ ودعت الى المصالحة مع تركيا ؟!!!!!
@ ومع أنه مجرد فرض يستحيل أن تطرحه المرجعية .. ولكن ساقني التفكير .. كم سيكون أمراً من الصعب على بعض النفوس .. حيث ستبرز هنا الرسالة المهدوية العاجلة التي تعلمنا التفكير بقرارات القيادة الدينية وتفهم مقاصدها .
ففي الروايات عن أهل البيت عليهم السلام .. أن إختبار الشيعة لن يتوقف عند قبول الامام المهدي عليه السلام ببعض الجنود المنشقين عن السفياني _ كما ذكرنا في مقاربة سابقة _ وإنما سيتعداه الى مصالحة أولية مع السفياني نفسه !!!
@ عليكم أن تقرؤوا عن حجم المآسي والكوارث التي سوف يسببها السفياني .. وكم هو نسخة مطابقة لجده يزيد بن معاوية عليه اللعنة ويشترك معه في الكثير من وجوه الشبه .. لتعرفوا أي صدمة ومفاجأة سوف يسببها هذا الصلح الشكلي للطرفين .. قبل أن ينقضه السفياني سريعاً .. ويقتله المهدي على بلاطة إيليا ( الكوفة )
فمن كان لايحتمل هذه .. كيف سيحتمل تلك ؟؟
@ البحار:52/388 ، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال : (( إذا بلغ السفياني أن القائم قد توجه إليه من ناحية الكوفة يتجرد بخيله حتى يلقى القائم ، فيخرج فيقول: أخرجوا إلي ابن عمي ! فيخرج عليه السفياني فيكلمه القائم عليه السلام فيجئ السفياني فيبايعه ، ثم ينصرف إلى أصحابه فيقولون له: ما صنعت ؟ فيقول: أسلمت وبايعت فيقولون له: قبح الله رأيك بين ما أنت خليفة متبوع فصرت تابعا ! فيستقيله فيقاتله ثم يمسون تلك الليلة ثم يصبحون للقائم عليه السلام بالحرب فيقتتلون يومهم ذلك ، ثم إن الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم _ أي يهرب السفياني وجماعته امام المهدي عليه السلام _ فيقتلونهم حتى يفنوهم ، حتى أن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله فيقتله ، قال: فتشبع السباع والطيور من لحومهم .. )) |