• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مهزلة المهازل في البرلمان العراقي .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

مهزلة المهازل في البرلمان العراقي

في اجراء وقرار غريب غير متوقع , ضمن الظروف والتطورات المتسارعة في الشأن السياسي ,  والتي تجعل وتحتم على   البرلمان ان  يساهم  في واجبه المسؤول , في ايجاد ارضية خصبة للاصلاح وحلحة المشاكل والازمات , وايجاد المعالجة المسؤولة ,  التي تسهم في انفراج المشاكل والمعضلات , التي يعاني منها المواطن العراقي, واصبحت عبء ثقيل غير قادر على تحملها  , مثل مشكلة الكهرباء التي اصبحت مشكلة المشاكل , بسبب الفساد المالي والاداري , وترقب المواطن بروز هلال الفرج من خلال جلسة  استجواب وزير الكهرباء ( قاسم الفهداوي ) , لكن كما يقال تمخض الجبل فولد فأراً . وكانت مسرحية المسخرة , في مهزلة  الاستجواب , فبدلاً من وضع جدول زمني محدد  لمعالجة معضلة الطاقة الكهربائية , وضع حد لترهل الفساد  الاداري وسوء استخدامه , في لخمطة الاموال المخصصة لازمة الكهرباء , مما زاد  في تدهور وتفاقم الطاقة الكهر بائية نحو الاسوأ , وبدلاً من ان يكون عوناً للمواطن الذي يعاني من انقطاع التيار الكهربائي  لساعات طويلة في اليوم , في عز الصيف الحارق , وبدلاً من ان يتحرى فحوى وعلة  فشل وعود وزير الكهرباء التي اطلقها  , قبل اكثر من عام , بانه وجد الاموال الاضافية التي ستسهم في انفراج ازمة الكهرباء  بالمعالجة الصحيحة , التي تجعل المواطن ان يتمتع بالكهرباء في هذا العام 2015  , دون انزعاج الى انقطاع التيار الكهربائي , وسيكون الصيف هذا العام , صيف وجود الكهرباء بشكل يريح المواطن ,  هكذا وعد وزير الكهرباء الهمام , في خطابه الوزاري , لكن الاموال الاضافية لخمطت ,  كما لخمطت 32 مليار دولار , وذهبت الى جيوب حيتان الفساد , بكل حب ووداعة وحنان ورقة  , رغم انف المواطن المسكين , وجاء استجواب الوزير الهمام , لتنزل الصاعقة الكبرى على رأس العراقي المفجوع   , بان البرلمان العتيد اقتنع باجوبة وزير الكهرباء الهمام والفارس الشجعان , ولم يكتفي بهذا , بل صوت لصالح بقاءه في المنصب الوزاري , لا يعرف احد كيف اقتنع اعضاء البرلمان باجوبة الوزير , وماهي الاجوبة التي قدمها حتى تستحق درجة  الاقتناع الكامل  , لم تنشر ولم تذاع على وسائل الاعلام ,  لانها من الاسرار الخطيرة للدولة , غير قابلة للكشف والافصاح , حتى لايستثمرها العدو الخارجي  , ويستنسخها في بلاده , حتى تتنور عنده الكهرباء  بالاكتفاء الذاتي , عند ذاك سيخسر العراق سوقاً رابحة لبيع التيار الكهربائي الى الخارج ,  كما يبيع براميل النفط , عند ذلك سيكون عواقب وخيمة على عجز ميزانية الدولة المالية  , كبيراً ومجحفاً , لذلك حافظ البرلمان الموقر على سرية الاجوبة وحفظها في خزانة لا تفتح إلا بالارقام السرية . وذلك من دواعي الفرح العظيم ان يصوت البرلمان لصالح بقاء الوزير الهمام في منصبه الوزاري . كأن مشكلة الكهرباء حلت بلمح البصر بواسطة حك قنديل علاء الدين , والان يتنعم الشعب السعيد بالاكتفاء الذاتي مع الفائض من التيار الكهربائي , ومع نسيان ( الكيزر ) مفتوح وفي عز الصيف اللاهب , هذه المسخرة الهزيلة فاقت المساخر السابقة  للبرلمان العراقي الموقر , الذي يعيش في كوكب اخر غير العراق , ومنفصل في ابراج عاجية عن الشعب , حتى ينام على عسل الاحلام الوردية . ولكنها  تشير الى الاستهتار والاستخفاف بالعقول , وانها رسالة تحدي واضحة الى الشعب المتظاهر  , بالغليان الشعبي , بان احتجاجاتهم هي عبث في عبث ولعب اطفال , طالما هناك جبهة موحدة بين الفاسدين والحرامية , في التآزر والوحدة والتضامن بينهم . حتى لو فاضت روائحهم الكريهة والعفنة  , فانهم لن يستسلموا الى ارادة الشعب . ولكنهم وقعوا في الحسابات الخاطئة  , بان عجلة التظاهرات الاحتجاجية ,  لا ولن  ترجع الى الوراء , ولن يهدأ لها بال حتى  تحقيق اهدافها , في  الاصلاحات الجذرية , وقلع الفساد والفاسدين , ومحاكمتهم , واسترجاع الاموال التي سرقوها ونهبوها , ومهما تحالفوا وتضامنوا وساندوا احدهم الاخر , فان قطار التغيير لن  يرجع الى الوراء , وان فعلهم الاهوج والساذج والارعن والطائش , بمثابة انتحار سياسي لهم



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66579
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13