اغلب التحالفات السياسية تصب في اهدف ايجابية , وبادرة طيبة في تنقية الاجواء التوتر والخلاف والتطاحن والصراع السياسي , ويشكل مقدمة ضرورية لانفراج السياسي وحلحلت الازمات المتفاقمة , وخاصة في العراق تعبث به الاهواء والامزجة والمناخ السياسي المتقلب , شاطي باطي . وان اصل الازمة السياسية التي تأخذ بتلافيف العراق وتخنقه خنقاً . والذي يدفع ثمنها بشكل باهظ , المواطن على الدوام , هو الخلاف السياسي الناشب بشكل حاد ومتشنج ومنفعل ومتصلب بشكل اعوج , يصب في التزاحم والتنافس على السلطة والنفوذ والمال , التي تأخذ شكل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة . وان قاعدة الحكم في العراق , تأخذ منحى الاتفاقيات الفوقية , التي تفتقد الى قاعدة عريضة وواسعة , مما تنحى منحى بعيداً عن جادة الصواب , وتسبب الغليان بالصراعات الحادة والعنيفة , وان تلعب بها بالدور الاول , الطائفية والمحاصصة , والتي أدت الى حرمان العراق من سلوك طريق الامن والامان والاستقرار , مما احدثت ثغرات كبيرة وشرخ عميق في المناخ السياسي . مما مكن داعش والدواعش من التغلغل والاستفادة من هذا الخلل الى اقصى حد من الاستغلال , وخاصة وان العملية السياسية في العراق , تعتمد على التهديد والابتزاز السياسي , بسبب المنافع والمصالح الشخصية الضيقة والانانية , مما سمحوا القادة السياسيين بتواجد داعش والدواعش والمليشيات المسلحة , لتوازن السياسي الهش والمنحرف عن اهداف الوطنية , وكثيراً ما يلعب الجشع والطمع بالمناصب والمراكز النفوذ ,دوراً بارزاً في هذا الصراع السياسي الحاد . وكثير من التحالفات البرلمانية التي حدثت من خلال التجربة السياسية في العراق , تكون هشة ولا تصمد امام التنافس السياسي الحاد والجارف . بدلاً من ان تكون عملية انقاذ مصالح الوطن , بانفراج الازمة , وحتى في تشكيل هذه التحالفات البرلمانية , التي تقود الى تشكيل الحكومات ورئاسة مجلس الوزراء , تلعب بها التوزيع الطائفي والحصص في المناصب , كأن العراق غنيمة حرب , يتخاصم ويتعارك على الكعكة المنافسون على الغنيمة , وسرعان ما تطفو الخلافات الحادة على السطح , ويبدأ التشنج السياسي والتهديد بتعطيل العملية السياسية , ومرد ذلك بالاساس ان هذه التحالفات لا تعتمد على الاسس الديموقراطية , والحوار البناء والتفاهم المسؤول , وغياب البرنامج السياسي للحكومة , محدد ببنود ونقاط واضحة , لا يمكن التلاعب بها , حتى تحتفظ هذه التحالفات بالديمومة والاستمرارية حتى نهاية الدورة البرلمانية ( اربع سنوات ) , حتى تكتسب صفة النجاح في تنفيذ اعمالها . . والتحالف السياسي الجديد , بتشكيل تحالف برلماني جديد بين الكتل البرلمانية المتنفذة في البرلمان , وهي ( كتلة الاحرار مقتدى الصدر . كتلة المواطن عمار الحكيم . كتلة الوطنية اياد علاوي . كتلة اتحاد القوى اسامة النجيفي ) الذي اطلق عليه تسمية ( اتحاد الوطنية العراقية ) لابد ان يثير جملة من التساؤلات الجوهرية . مثلاً , ماهي اهدافه وغاياته ومقاصده , واطروحاته وبرنامجه السياسي , ومنفعته في تطوير العملية السياسية وبدفعها الى الامام ؟ وهل هذا التحالف البرلماني الجديد , سيكون عابر للطائفية أم تكريس للطائفية ؟ هل يبحث عن المنافع والحصص وتوزيع غنيمة العراق بينهم , ام انه يتوجه الى الاهداف والمصالح الوطنية ؟ هل يبحث في تكريس الاطماع الشخصية والحزبية الضيقة , ام يصب في اخراج العراق من عنق الازمات الخانقة ؟ وماهو شكل البرنامج السياسي المتفق عليه , طائفي ام وطني التوجه ؟ وهل جاء هذا التحالف , باتفاقيات فوقية وهامشية وشخصية لتسكين الازمة موقتاً , ام يعتمد على الضرورة الوطنية الملحة لمجابهة التحديات الخطيرة التي تعصف في العراق ؟ ام جاء لامتصاص النقمة الشعبية على الاوضاع السياسية المتدهورة ؟ وهل هذا التحالف البرلماني الجديد , يلبي طموحات الشعب واماله , ام جاء لتكريس الامتيازات والمنافع الشخصية وطموحاتها ؟ وهل سيساهم في اخراج العراق من عنق الازمات , ام تكريس هذه الازمات بالخلافات التي لاتخدم مصالح الوطن ؟ وهل يرسم خريطة السياسية الجديدة في البرلمان , ام تأخذه الطائفية لتكريس وجودها في البرلمان , بالخناق والتشاجر الطائفي . وهل يستجيب الى حقيقة يتطلع لها العراق بالانفراج , ام انه سيكون زوبعة في الفنجان ؟ وتعود حليمة الى عادتها القديمة |