هناك الكثير من المحرمات العرفيه والاخلاقيه وهناك المحرمات الدينيه ، حديثنا هنا عن المحرمات العرفيه، ففي العصر الجاهلي كانت هناك الاشهر الحرم وهي الاشهر التي يحرم فيها القتال بين القبائل. هناك حرمة دخول المنازل وحرمة اموال الاخرين واعراضهم ...والكثير من الحرمات .
فهل علينا ان نتفق على ان تكون هناك حرمة احراق الكتب .
الكتاب اي كتاب يحتوي على مجموعه من الاراء والمفاهيم التي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ورأيه او رأي اومعتقدات مجموعه من الناس . وهوالوسيله التي يمكن ان ننقل بها الثقافه والمعرفه بالمفهوم العام الى الاخرين من المعاصرين او الى الاجيال الاخرى.
لولا التدوين ما عرفنا شيئا عن اسلافنا من بني البشر ولولا الكتاب ما توارثنا المعرفه وما تراكمت العلوم والفنون. وكل عملية احراق كتاب وازالته من الوجود قد ثلمت من معارف الوجود الانساني ثلمة لا اصلاح لها كما فعل هولاكو حين احرق ومحى من الوجود الكثير من الكتب .
ان عملية حرق الكتاب هي تعبير جلي وعنيف على عدم قبول الرأي الاخر حتى لو كان صاحبه ليس على قيد الحياه الذي ربما لو كان حيا لواجهوه بالقتل والحرق.
الكثير من الشعوب تنادي بحرية الرأي ، امريكا بلد ديمقراطي يؤمن بحرية الرأي ، فهل حرق كتاب سوى تعبير عن رفض الرأي الاخر بطريقه همجيه تناظر القتل العلني للمفكرين ذوي الرأي المختلف.
نحن في عالم صغير ، الافكار فيه تنتقل بسهوله ويسر ، وغالبا ما يكون هناك اختلاف في الرأي وصراع بين الثقافات . لا بد ان ينحى صراع الثقافات منحى سلمي يعتمد على قوة الحجه والرأي البين الواضح الصريح وليس على العنف والارهاب . ان حرق الكتاب بالتأكيد هو نوع من الارهاب الفكري الذي لا يرد الحجة بالحجه ولا الرأي بالرأي الاخر , الذي لا يسئ الى حريه الرأي والمعتقد فحسب بل يشجع ويدعو الى العنف الفكري والاساءه الى الاخرين .
ان حرق او اعدام الكتاب هو محاولة اعدام افكاره ومعتقداته ، هذا بالنسبه للكتب العاديه التي نؤمن بالحفاظ عليها وعدم مهاجمتها بالحرق او غيره ، فكيف اذا كان هذا الكتاب من الكتب الربانيه المقدسه ، المقدسه لدى مجموعه بشريه هائله تحترم الاديان ولم ولن تفكر في الاساءه الى كتبها المقدسه. ان للقرآن رب يحميه. رب يحميه من كل المخاطر.
|