 |
•
الموقع :
كتابات في الميزان .
•
القسم الرئيسي :
ثقافات .
•
القسم الفرعي :
ثقافات .
•
الموضوع :
من حكايات والدي (عدالة أنو شيروان وحكمة المربي) .
•
الكاتب :
زوزان صالح اليوسفي
.
|
 |
من حكايات والدي (عدالة أنو شيروان وحكمة المربي)
|
 |
 |
كان يا مكان كان لأنو شيروان أبنا فأراد إعداده لإعتلاء عرش الأكاسرة ورغب في تهيئته وتربيته لهذا الغرض، فكلف أحد مربي بلاد فارس لإعداده وتعليمه، فتعهد المربي بذلك، وطلب من أنو شيروان أن يأخذ أبنه إلى بيته ليعيش معه، وعقد العزم على تربيته لفترة زمنية محددة بينه وبين والده ليجعل منه ملكاً صالحاً لبلاده، ولم يتوان عن تنفيذ أية فكرة يراها تخدم قصده.
فبدأ المربي بتدريسه لسائر علوم عصره وبعد إنقضاء مدة تعليمه وأختباره أجتاز الأبن الأمتحان بجدارة وتفوق.
وفي نهاية هذا الأختبار طلب منه المربي قائلاً: لقد أكملت الآن تعليمك وإن عرش الأكاسرة بإنتظارك، إلا أنني أريد أن أعلمك الدرس الأخير ففيه صلاح حكمك ومستقبل ملكك وسوف أبدأ من اليوم بإختبارك الأخير، ولن يطول عليك هذا الإختبار سوى شهر واحد فقط، فوافق الأبن وبدأ المربي.
خلال الأيام العشرة الأولى منع المربي جميع أنواع الأطعمة التي أعتاد الولد على تناولها وأكتفى بتطعيمه في كل وجبة الخبز اليابس مع البصل، وفي العشرة الأيام التي تلتها حبس المربي أبن نوشيروان في زنزانة مظلمة ولم يسمح لأحد الأتصال به، أما في الأيام العشرة الأخيرة فبدأ بضربه مرتين في اليوم الواحد ضرباً مبرحاً، إلى أن أكمل الشهر عدته، وبعد أن أكتملت العدة عاد الأبن إلى والده أنو شيروان، وشكى له مما لقاه على يد المربي من ضرب وجوع وإهانة.
فأشتد غضب كسرى وأمر بإحضار المربي فوراً، فأحضروه في الحال وأمتثل أمام كسرى، فسأله كسرى عن تلك المعاملة الأخيرة السيئة التي لاقاه ولده على يديه؟!
فأجابه المربي: مولاي العادل إن تلميذي هذا سوف يتسنم بعدكم عرش الأكاسرة فأردته أن يعرف حالة الفقير الجائع فجوعته، وأردت أن يحكم بالعدل فذوقته مرارة السجن، وثم ظلمته بالضرب كي يفهم معنى الظلم عندما تظلم الرعية.
فعندما سمع أنو شيروان بجواب الشيخ المربي هذا نهض إليه وقبل جبينه وكان فرحه عظيما بوجود مثل هذا المربي في مملكته ليعلم ولده أعظم الدروس ليتسنم هذا المنصب.
فيا حبذا لو يكون بيننا مثل هذا الحاكم العادل ومثل هذا المربي الحكيم الذي يزرع بذور الحكمة والعدالة في قلوب الجميع كي ينشأوا نشأة صالحة لإدارة دفة الحكم إذا ما قدر لأحدهم أن يتسنم هذا المقام، فهل سيتحقق ذلك يا ترى يوماً أم أخال أننى نركض وراء الخيال والسراب. |
|
كافة التعليقات (عدد : 1)
• (1) -
كتب :
حيدر عبد الساده الغراوي
، في 2014/12/26 .
جميل جدا و ابداع راقي جدا لها مدلولها الجميل و حكمتها الرائعه شكرا لكم على امتاعنا
|
|
•
المصدر :
http://www.kitabat.info/subject.php?id=55424
•
تاريخ إضافة الموضوع :
2014 / 12 / 23
•
تاريخ الطباعة :
2025 / 03 / 13
|