• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفساد المالي والسذاجة السياسية أوصلتنا الى المأزق الخطير .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

الفساد المالي والسذاجة السياسية أوصلتنا الى المأزق الخطير


يجابه العراق في هذه المرحلة الحرجة والعصيبة والخطيرة , في الموجهة العسكرية مع تنظيم داعش المجرم , فبدلاً من حصره وتشديد وتضيق الخناق عليه ,  وتطهير الاراضي العراقية من شروره الجهنمية , وحفظ ارواح المواطنين من المجازر الجديدة , يحدث العكس تماماً , فان تنظيم داعش الارهابي هو صاحب المبادرة والهجوم , ويتمدد ويتوسع وتسقط عدد من المحافظات العراقية , ويرتكب مجازر بشعة , بحق الجنود والمواطنين الابرياء , اضافة الى اقترابه اكثر الى ضواحي بغداد , بينما الجيش العراقي تصيبه شتى  العلل والامراض والضعف والهشاشة , ويفشل في مقارعة ومنازلة تنظيم داعش المجرم . هذه النتائج الكارثية كانت متوقعة ومحتملة , ضمن الظروف الصعبة والغريبة , التي يمر بها العراق , وهي نتيجة طبيعية لحكم المحاصصة الطائفية , الذي انهزم سياسياً وعسكرياً واجتماعياً , وتلقى ضربات موجعة وقاسية , تركت آثارها السلبية في كل مكان . لان القادة السياسيين , انفصلوا عن الشعب كلياً , وانغمروا في الفساد المالي ونهب الاموال بكل طريقة شيطانية , والتعارك والخصام والمزاحمة  الدامية والعنيفة  , على المناصب والشهرة والنفوذ , اضافة ان ادواتهم السياسية , تتمثل في السذاجة والعجز والعناد والتعصب والتعجرف والمكابرة الفارغة , جعلتهم غير مهتمين في مجريات الامور الخطيرة المحدقة بالعراق , بقدر بتحويلهم الى ذباب يتزاحمون على كقطعة الحلوى , بهذا المواطن الفقير يدفع ثمن  تهورهم السياسي , بثمن باهظ في القتل اليومي . وبذلك فقد العراق مقومات الدولة , التي تأخذ على عاتق مسؤوليتها بصدق وامانة , في  الحفاظ على الامن والامان والاستقرار , وصيانة المواطن من كل الاخطار , والدفاع عنه . ان العراق فقد كل شيء ثمين ومفيد , بسبب الدس الطائفي الاعمى والمتعصب الى حد الانتقام البشع , وقد ساهم القادة السياسيين من كل الاطراف السياسية ,  في قسطهم الكبير بتحويل العراق الى بلد طائفي , متناحر ,  كل طائفة تحاول الانتقام من الطائفة الاخرى في سفك الدماء , لذلك النسيج الوطني اصابه الخراب والعطب الكبير , لايمكن بسهولة اصلاحه من جديد . ويجب ان نعترف بالحقيقة المرة , بان فترة حكم المالكي , كانت فترة لتخريب العراق في كل النواحي والميادين  , ليس بانه شرع الفرهود واللصوصية , ولا بانه حاول تحويل الدولة الى دولة العائلة والابناء والحاشية المقربين , ولا بناء الموسسة العسكرية على اسس الولاء الشخصي له  , واختيار قيادة عسكرية هزيلة وفاسدة يلعب في عبها وضميرها المال والمقايضة وعمليات البيع والشراء , وبسهولة جداً باعوا المؤسسة العسكرية وجنودها الابرياء البواسل , واسلحتها المتطورة والحديثة , الى تنظيم داعش المجرم , في ليلة وضحاها , وذهبت المليارات الدولارات التي رصدت  على التسليح , لتصب في جعبة داعش المجرم , ليرتكب المزيد من المذابح والمجازر , وليقترب في خرابه ودماره اكثر  من ضواحي بغداد ,  بهذهِ السرعة المذهلة , ان آثار المدمرة التي تركتها حقبة المالكي , كبيرة وعميقة   , والتي جعلت الجيش العراقي بهذه الهشاشة بالانهزام والانكسار , من مواجهة داعش , اضافة الى خلق نار الطائفية , التي زرعها في كل مكان , بان جعل كل مواطن مشروع موت قادم بشكل عشوائي , بهذه السريالية الغريبة ,  يجب على البرلمان الجديد  , ان يكشف الحساب بالمكاشفة الصريحة , لان المسؤولين الذين اختارهم المالكي ,  اثبتوا بانهم عاجزين  عن ادارة مدرسة ابتدائية , فكيف يسمح لهم في ادارة شؤون اكثر من 30 مليون عراقي , ان الطامة الكبرى في العراق بان لا تستنسخ حقبة المالكي من جديد , حتى تكون انتحار للعراق والعراقيين , يجب اختيار الطريق الوطني لمعالجة المشاكل والازمات , وهذه مهمة كل الاطراف السياسية , دون استثناء حتى لايغسل المواطن العراقي يده الف مرة بالصابون , من القادة السياسيين الذين يضعون انايتهم واطماعهم فوق المصالح الوطنية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52242
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13