• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في ذكرى محمد باقر الصدر تشرأب الاعناق لجعفر الصدر .
                          • الكاتب : د . صلاح مهدي الفضلي .

في ذكرى محمد باقر الصدر تشرأب الاعناق لجعفر الصدر

هل اخطأ السيد الصدر عندما ساهم بتاسيس حزب الدعوة الاسلامية ؟
لاسيما والسيد الصدر ليس معصوما وان كان مرجعا مجتهدا  فحتى المراجع الكبار يستدركون لاحكام افتوا بها ولو بعد حين
واذا كان الحكم الشرعي في العبادات والمعاملات له قدسية مميزة عند المتشرعة وعموم المكلفين  فان الموقف الوطني والسياسي له الاهمية القصوى عند عموم الامه فهو الذي يحدد علاقة الشعوب مع النظم العالمية فكريا وسياسيا واقتصاديا .
ان السيد الصدر لم يؤسس لحزب بقدر تأسيسه لفكر منظم وتمحور الشباب الرسالي حول قادة هذا الفكروتوحيد جهودهم وطاقاتهم .
واذا كانت لفظة الحزب جائزة للاستخدام اللوجستي شرعا تأسيا بالمنطوق القراني للفظة (حزب الله) فان المفهوم القراني اعم واشمل مما ترمي اليه الاحزاب الدنيوية ذات الرؤى المرحلية وان كانت اسلامية خالصة النية والتوجه .
لايمكن لاي حزب دنيوي يقوم بتاسيسه افراد محدودي التفكير ونسبيين لايرقون لمفهوم المطلق , ان يضعوا حلولا ناجزة لمشاكل البشر وان يلم بكل مايتعلق بتفكير العامة من مواطنيه باختلاف موازينهم .
لقد انقاد البشر بتفكيرهم لحزبين منذ ان استوطنوا الارض ,حزب هابيل  وحزب قابيل واستمر هذا التحزب الواعي وغير الواعي تارة اخرى, حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه واله فرمى الرسول الاكرم لتأسيس حزب الله  هذا الحزب العظيم , وهو المنظومة المفاهيميه للعقلية الاسلامية المتنوره فكان من مباديء هذا الحزب عدم اقصاء وتهميش الاخر وان كان ذميا او منافقا  فضلا عن مباديء الاسلام المعلنة في كتاب الله الخالد المحفوظ بعناية الله  .
لقد استوعب الجهاز المرجعي فكرة التأسيس العقائدي والتنظيم الفكري وضخت الحوزة برجالها لاسناد هذا التوجه الواعي فترى اصحاب العمائم هم الغالبية الطاغية على المؤسسين والرعيل الاول للحزب ومما اعطى القوة والعنفوان لعمل هذا التنظيم العقائدي الواعي ذلك التنظير العقائدي الرفيع الذي تبناه السيد الشهيد محمدباقر الصدر عندما وضع اسس الدعوة الاسلامية وقد اكد فيها على هدف الدعوة التغييري لاقامة الحكم الاسلامي على الارض .
وبعد سنين قليلة جدا حدث لغط واثيرت خزعبلات مما حدا بالمرجعية الرشيدة ان تنأى بنفسها عن تبني الفكرة الحزبوية وتنسحب العمائم الكبيرة من التنظيم الحزبي ,ربما استمرت المرجعية بدعمها من خلف ستار ,ربما ,لاسيما والامور لم تحمل في طياتها ماتحمله الان من تعقيدات وانزلاقات عقائدية كبيره .
عندما قتلوا محمدباقر الصدر شهيدا خالدا , كان ولده جعفر طفلا صغيرا, وكنا نحن شبابا لم ندخل الجامعة بعد, وكان قادة الحزب حينها كهولا او شباب كبار.
اما نحن فقد شاركنا بوفود البيعة  ووزعنا المنشورات المعادية للنظام وعملنا مابوسعنا لاقامة الحكومة الاسلامية حتى اعتقالنا جميعا فمنا من قضى نحبه اما تحت التعذيب او بالتجارب الكيمياوية اوتحت الرمال في مدافن جماعية .
ومنا من رزقه الله الحياة في سجون رعناء اقل مافيها الخوف والارهاب والجوع والامراض السقيمة  .
والان ,,,,,, مذا الان ؟ 
نحن الشباب والصبية (الدعاة الصغار) اصبحنا كهولا  والقادة الكهول شاخوا باجمعهم  وغزاهم الشيب ووجع الغربة والمهاجر
اما الطفل الصغير فاصبح شابا يافعا  ,هذا الشاب صار (شيخ الشباب)
انه الوحيد الذي انسحب من برلمان هذا الزمان بعدما رأى التقصير والتبذيروهلاك الضمير .
نتمنى لشيخ الشباب ان يعود مرتديا عباءة ابيه ونحن له اخوة وانصار .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5017
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13