لم تكن مواقف هذه المرأة الشهيدة أميمة الجبارة مستشارة محافظ صلاح الدين بالحدث العابر الذي يمر علينا من خلال التاريخ كما مر غيرها من النساء اللاتي سجلن مواقف بطولية وتركن أثرا كبيرا في عمق التاريخ الذي عاشه غيرنا ونعيش أيامه نحن اليوم .
الفارق في هذا الموقف ان الشهيدة اميمة كانت في ذات الوقت شاهدا حيا ومصداقا لكشف الخونة من السياسيين الذين أكلوا من مال الشعب العراقي سما زعافا في بطونهم وهؤلاء العملاء الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا باعة في سوق السياسة ليبيعوا وطنهم وعزة امتهم الى جهلة ومتخلفين من حثالات الخليج وحكامهم الاغبياء الذين هم من النوع الذي لا يقبل العيش دون ان يرى دماء الابرياء تسفك في دول المنطقة .
الواقع الذي فرضته هذه المرأة وهي تدافع عن العرض والارض وعن أهم ما تمتلكه المرأة العراقية وهو شرفها قاتلت حد الرمق الاخير لترتحل الى الله تعالى شهيدة بكل ما تعني الشهادة من الدفاع عن كل المسميات من العرض والارض والدين ولا اعتقد هناك شيئا اخر يمكن الدفاع عنه غير تلك الثلاثة العليا في قيم الخلود عند الله تعالى .
بهذه الشهادة كشف اولئك السياسيين من امثال اثيل النجيفي الذي باع مدينة الموصل وسمح لاولئك الغزاة المارقين وشذاذ الافاق ان يدخلوا ليصلوا الى مناطق اخرى خارج الموصل ، كما فضحت بشهادتها العهر العربي وحكوماتهم وامراء الموت والارهاب في السعودية بما يفعلوه وبما يخططوا له لحرق العراق وبكل طاقمهم الحكومي دون استثناء ، كما فضحت السياسيين العراقيين الدخلاء على السياسة ممن كان يخطط ويجتمع في دهاليز مخابرات الدول الخليجية والمخابرات التركية من اجل ضرب النظام السياسي في العراق بدءا من رافع العيساوي الى طارق الهاشمي وظافر العاني وغيرهم من السياسيين الدواعش.
ولا ننسى ان الشهيدة أميمة كانت شهادتها حية على تعرية امثال حارث الضاري مسخ المشيخة ورجال الدين الذي يفتي بنكاح المتزوجة لهؤلاء القذرين من سقط المتاع وبقايا مجتمعات عربية على هامش التاريخ. |