• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : عبدالباري عطوان: الاردن في قلب شاشة رادار داعش .

عبدالباري عطوان: الاردن في قلب شاشة رادار داعش

اشار الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان في مقال له في صحیفة راي الیوم الي زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكي الخاطفة الى عمان، وتصريحات رئيسه باراك اوباما لمحطة “سي ان ان” التي حذر فيها من امكانية توسع “الدولة الاسلامية” باتجاه الاردن، وزعزعة امنه واستقراره مبینا ان الاردن ستکون المحطة الثانیة لداعش من بعد العراق.

واضاف عطوان في هذا المقال بان «الاردن الآن في قلب شاشة رادار تنظيم “الدولة الاسلامية”، وخوف الرئيس اوباما وقلقه ليس على الاردن وامنه واستقراره، وانما على اسرائيل وامنها واستقرارها، ومن يقول غير ذلك يغالط نفسه فمتى اهتمت امريكا بالعرب والمسلمين؟»

ویضیف الکاتب والصحفي الفلسطیني «ولعل الشريط الذي ظهر فيه احد نشطاء الدولة الاسلامية على شبكة “اليوتيوب” مرتديا حزاما ناسفا، ويمزق جواز سفر اردنيا ويهدد السلطات الاردنية بالمفخخات والاحزمة الناسفة ينطوي على معان كثيرة في هذا الصدد.» مضیفا« ادبيات “الدولة الاسلامية” ومواقعها على وسائل التواصل الاجتماعي لا تعكس اي ود للاردن وحكومته، وتردد في اكثر من شريط ومقالة دور هذه الحكومة في اغتيال “الشيخ” ابو مصعب الزرقاوي من حيث تقديم المعلومات الاستخبارية للقوات الامريكية حول تصريحاته والمكان الذي أوى اليه ليلة الاعدام، وهذا امر يجب ان يبعث على القلق، قلق السلطات الاردنية طبعا.»

واکد عطوان« الاردن يعيش وضعا صعبا، ويسير وسط حقل الغام شديدة الانفجار، فهو محاط بجبهات ودول فاشلة يسيطر عليها الجهاديون وتسودها الفوضى، ونسبة كبيرة من هؤلاء من ابناء الاردن، بعضهم جرى تشجيعهم بشكل رسمي غير مباشر، وتسهيل مرورهم، للانضمام الى خيمة “الدولة الاسلامية” او “جبهة النصرة” في ذروة الحماس العربي الرسمي والشعبي لدعم الجماعات الجهادية في سورية والعراق وليبيا، فهل نسينا الفتاوى التي صدرت عن مرجعيات جهادية معروفة تحرض على الجهاد؟

فهناك الجبهة السورية، وهناك الجبهة العراقية، ولا ننسى جبهة سيناء، وقبل هذا وذاك الجبهة الفلسطينية التي قد نفاجأ قريبا جدا بالاعلان عن فتح فرع للدولة الاسلامية فيها، في ظل تصاعد السخط على السلطة الفلسطينية ورئيسها وتصريحاته المخجلة عن “قداسة” التنسيق الامني مع اسرائيل، فالاردن يظل واحة استقرار في وسط هذه المحيط المضطرب.»

ویقول عطوان «خطورة “الدولة الاسلامية” لا تنحصر في ايديولوجيتها الاسلامية المتشددة وحرص جنودها على الشهادة اكثرمن حرصهم على الحياة، مثلما يؤكدون في كل ادبياتهم، وانما في ضعف الآخرين الذين يقفون في الخندق المواجه لها واختلال بوصلتهم او بعضهم الوطنية، ورأينا انهيار القوات العراقية المدربة والمسلحة بشكل جيد امام زحفها مثل انهيار احجار الدينمو، البلدة تلو البلدة، والمدينة تلو المدينة، والمحافظة تلو الاخرى.»

وبین رئيس تحرير السابق لصحيفة القدس العربي بان «الاردن واوضاعه الاقتصادية المتردية، وحالة الاحباط التي تسود معظم اوساطه الشبابية، والميول المتصاعدة الى التشدد الاسلامي في صفوفهم، وهو يشاهد الاذلال الاسرائيلي وتغوله على بعد كيلومترات في الارضي المحتلة، كلها عوامل تشكل تربة خصبة لتنظيمات مثل “الدولة الاسلامية”، وقاعدة جذب لشبابه للانضمام الى صفوفها.»

ویقول عطوان«افتقاد تنظيم “القاعدة” الام للدعم المادي بسبب تجفيف الموارد والمنابع والبعد الجغرافي عن الحاضنة العربية حيث مركز الثقل، وتحالف معظم اجهزة الاستخبارات العربية والعالمية ضده، كلها ساهمت في شل حركته بطريقة او باخرى، ولكن تنظيم الدولة الاسلامية وريثه الشرعي استطاع سد غالبية هذه الثغرات، من حيث تحقيق الاكتفاء الذاتي ماليا (استولت على 500 مليون دولار من بنوك الموصل وحدها) والاكتفاء الذاتي عسكريا عندما قدم له الجيش العراقي الهارب من المدن الشمالية هدية ضخمة من الاسلحة والعتاد الحربي الحديث جدا تركها في مخازنه، وبهذين الاكتفائين بات اكثر قدرة على تجنيد الآلاف من الشباب الى صفوفه، وافادت تقارير اخبارية غربية غير مؤكدة انه يدفع 600 دولار للمجند الواحد، رغم ان الرغبة في الشهادة هي الاولوية وقمة المنى لهؤلاء المتطوعين.»

وجاء في هذا المقال «صحيح ان الاردن يملك جيشا قويا واجهزة امنية متطورة، ولكن الصحيح ايضا ان الاخطار المحيطة به من كل الجهات تبدو اكبر من قدراته وامكانياته، بل وقدرات وامكانيات دول عظمى، اذا وضعنا في الاعتبار وجود اكثر من مليون لاجيء سوري على ارضه، ونصف مليون لاجيء عراقي، وذوبان حواجزه الحدودية مع الدول المحيطة مثل سورية والعراق لاول مرة منذ اتفاقات “سايكس بيكو”.

فاذا كانت الدول الاوروبية تتحدث حاليا عن كشف مخططات لتنفيذ العائدين من سورية اعمال عنف وتفجير في بعض بلدانها، مثل مفجر الكنيس اليهودي في بروكسل، فانه من الاولى ان يقلق الاردن الاكثر قربا.»

وفی نهایة هذا المقال قال الکاتب والصحفي عطوان«السلطات الاردنية تتحدث عن حضانة الجبهة الداخلية الاردنية، وتؤكد انها ستواصل فتح معبر “طريبيل” الحدودي مع العراق رغم سيطرة قوات تحالف “الدولة الاسلامية” عليه، وارسلت تعزيزات كافية، عسكرية وامنية، الى الحدود المواجهة اي اختراقات، في محاولة لطمئنة الرأي العام، وهذه خطوات مهمة، ولكن هذا لا يعني ان الاردن غير مستهدف وكل الاحتمالات والمفاجآت غير مستبعدة، ولذلك فان الحذر والقلق له مبرراته.

لا نعتقد ان السلطات الاردنية تقبل نصائحنا او غيرنا، لكننا لن نتردد في القول ان اي محاولة امريكية لجر الاردن الى الدخول في تحالف لحماية امن اسرائيل الذي هو محور الاهتمام الاكبر للغرب حاليا، ستكون نتائجه كارثية جدا، ونكتفي بهذا القدر.»




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47547
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14