تتابع المرجعية الدينية في النجف الأشرف الوضع العراقي بقلق بالغ بعدما تقدم داعش على حدود الأنبار التي تضم ايضاً حدود النجف وكربلاء.
وفي حديث صريح مع «الراي»، قالت مصادر المرجعية العليا في النجف ان «هناك قوى دولية وعربية لا تريد تقبل وجود تلاحم بين السنّة والشيعة على ارض العراق ولذلك فإن الحملة السياسية من جهة والمعارك العسكرية الدائرة من جهة اخرى تزيد الشرخ وتقول للعراقيين ان المطلوب ان تتفرقوا وان تتقاتلوا في ما بينكم، ونحن من جهتنا نجتهد لنقول للجميع اننا سنقف سداً منيعاً امام تقسيم العراق بين الكرد والسنّة والشيعة لان الجميع يمثلون اطياف العراق ولن نسمح بذلك ابداً مهما كلفت اللحمة من تضحيات”.
وتؤكد هذه المصادر ان «بقاء أو ذهاب رئيس الوزراء نوري المالكي ليس بيت القصيد لان اي رئيس وزراء جديد سيكون تحت الانتقاد والهجوم والعداء من المحيط، لان فئة من العراقيين حُسبت من قبل الخارج على ايران كي لا يجد هؤلاء اي ملجأ تحت الوحدة العراقية بل ان يستدعوا ايران ويطلبوا تدخلها كي يحافظوا على سلامتهم واستمراريتهم في العراق، وهذا ما تحاول المرجعية ان تمنع حدوثه ما استطاعت بامكاناتها المتواضعة».
وتشدد مصادر المرجعية على ان دعوتها الى العراقيين للدفاع عن وطنهم «لم تخص اي طائفة بل خصت كل العراقيين لان داعش لا تقبل الا مَن يكون على شاكلتها وان زواحها الموقت مع بقية الاطراف العراقيين لن يدوم لانها لا تؤمن بالشراكة مع احد». الا ان المرجعية تعتقد ان «الناس لن يلجأوا الا لمَن يستطيع حمياتهم، فإذا لم تكن الحماية متوافرة من الدولة فان الارهاب يضرب طول البلاد وعرضها، ولا شك حينها ان الناس سيلجأون الى الجوار لحمايتهم فينعكس الاتهام الباطل اليوم الى حقيقة». |