اتخذت المرجعية موقف مشرف , بعدم التدخل في شؤون الانتخابات . ولا في شؤون الكيانات السياسية والقوائم والمرشحين , وعدم اسنادها واو دعمها , لاية قائمة او مرشح معين . وعبرت عن ذلك بشكل صريح , لايقبل التأويل والنقاش , بل انها اتخذت موقف واضح , بالدعوة الصريحة , بالانتخاب الاصلح والصالح والنزيه , الذي يعمل على خدمة الشعب واستقرار البلاد , بحرص ومسؤولية , والدعوة الجادة , الى نبذ واسقاط المرشحين , الذين ثبتوا فسادهم المالي وسياسي , والمنافقين الذين يتاجرون بالدين , من اجل كنز الاموال بطريق الحرام , والذين تسببوا في تردي الاوضاع , والذين تهالكوا على نهب اموال الدولة , وتركوا شؤون المواطنين , دون حل ومعالجة , والذين يفضلون مصالحهم الخاصة على المصالح العامة . ودعت المرجعية الناخبين , الى التروي والتدقيق في هوية المرشحين , سيرتهم , تاريخهم , نزاهتهم , حرصهم واخلاصهم للشعب والوطن , وحذرت المرجعية من الوقوع في شرك الاغراء والخداع بالوعود والكلام المعسول ( لايغرنكم اللافتات والاعلانات الكبيرة , التي تملاء الشوارع والساحات , ولا الاغراء بالتصويت اليهم , عبر تقديم المساعدات والهدايا , ولا المساومة على التعينات , لانها من حقوقكم ) رغم هذه المواقف الايجابية المسؤولة , التي تصب في محاولة اخراج العراق , من شرنقة الازمات الخطيرة , التي وقع فيها , والتي يدفع ثمنها دائماً المواطنين الابرياء , إلا ان بعض الاصوات الدينية , تخالف رأي المرجعية صراحة , او تتطاول على هذه المواقف الايجابية , وتتصيد في الماء العكر , في اصدار فتاوى غريبة وهجينة , تحرم انتخاب العلمانيين , بحجة انهم كفرة وملحدين , ووجودهم لا يتناسب مع الشريعة الاسلامية , وتدعو صراحة وبقوة وعزيمة , الى انتخاب الاحزاب الاسلامية , وحتى لو كانت فاسدة من قمة رأسها , الى اسفل اطرافها , وحتى لو كانت غير مؤهلة وجديرة بالمسؤولية , من اجل المحافظة على نظام المحاصصة الطائفية , وخوفاً من تمزق هذا الثوب , بدخول مرشحين خارج غطاء الطائفية والمحاصصة . يعني ابقى المشاكل والازمات العاصفة على حالها , وابقى الوطن يتعرض الى العواصف المسمومة , يعني تجديد المرشحين الفاسدين , الذين نهبوا البلاد والعباد وخربوا البلاد , باعادة انتخابهم مرة اخرى , ويبقى الخراب والدمار , يخيم على سماء العراق , ومن اجل بقاء نظام المحاصصة وتوزيع الغنائم , دون ان ان يتعرض الى خدوش بسيطة , وتظل الاحزاب الاسلامية دون دخيل او شريك ومنافس , خارج ثوب الطائفية . ان هذه الفتاوئ تحاول ان تؤثر في الناس البسطاء , في دغدغة عواطفهم ومشاعرهم الدينية , وتعظيم الخوف والقلق , من الطالبين بالحرية والديموقراطية والحياة الكريمة , ووطن يسوده الامان والاستقرار , وخوفاً من دخول عناصر نزيهة وحريصة الى قبة البرلمان , تفضح مخططات وتصرفات الاحزاب الاسلامية , وتخشى من سقوط الاقنعة وكشف العورات . ان هذه الفتاوى الخطيرة , لاتنسجم مع الواقع الفعلي , الذي يتطلع الى الاصلاح والتغيير ورفع المظالم , اي ان هدف هذه الفتاوى , تعمل على ابقى الوضع المتفجر , الذي يهدد باشعال نار الفتن الطائفية , وتسد كل المنافذ بالافاق الرحبة , يعني بقاء القتل والتدمير اليومي , ويبقى الفاسدون ينهبون ويتنعمون بالترف الباذخ , والاغلبية من الشعب تكتوي بنار الفقر والعوز , وضنك الحياة , ويظل الوطن يسير في طريق مجهول . على الناخب ان يدرك حجم هذه الفتاوئ المدمرة , التي تهدم صرح الوطن , وان يسلك جادة الصواب والعقل , في انتخاب اصحاب الكفاءة والخبرة والنزاهة والحرص , وان يكون هدف اختياره الانتخابي , لصالح بناء الوطن , وعلى الناخب ان يدرك , انه ينتخب الوطن وطريق مصيره , , ينتخب العراق |