باشرت المحكمة الدولية في لاهاي والخاصة بلبنان جلساتها لمحاكمة أربعة متهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري بحضور عدد من السياسيين اللبنانيين وتغطية إعلامية لبنانية وعربية ودولية لافتة. ومع بدء المحكمة جلساتها يعيش لبنان موجة من الاعمال الارهابية تريد الجهات المتورطة فيها اشعال حرب طائفية فيه , ورسالة هذه الاعمال الارهابية واضحة الى المحكمة والمجتمع اللبناني والدولي هي ان اية محكمة , بل واية قوانين تجرم القتلة لن تؤثر على مواصلة بث مسلسل العنف سواء في لبنان او دول المنطقة .
ومن من هنا ياتي قلق اللبنانيين وتشاؤمهم وسط شرخ سياسي واجتماعي عميق يطال مكونات المجتمع اللبناني جراء الانقسام حول ما يجري في سوريا والمنطقة . يقول المحلل السياسي الفرنسي فرانسوا بروسو حول المحاكمة وفيما اذا كانت تعيد شيئا من الامن الى اللبنانيين : " الأمر مشكوك فيه لأن نصف اللبنانيين تقريبا وبخاصة الشيعة يعتبرون المحكمة مؤامرة إسرائيلية أميركية ويجردونها من أية شرعية" .
ونحن مع ارساء العدالة في اي بلد ولكننا نتساءل فيما اذا كانت العدالة الدولية سوف تطال عتاة المجرمين الذين يؤسسون ويمولون ويسلحون التنظيمات الارهابية في العراق والمنطقة ؟ , فالمتابع لما يعانيه العراق وسوريا ولبنان من هجمة ارهابية منظمة سوف يؤشر بوضوح على النظامين السعودي والقطري وسيكتشف بما لاجدال فيه تورط هذين النظامين في اعمال القتل والترويع في المنطقة , فالنظام السعودي قسم المنطقة الى مربعات لكل مربع طبيعة من المواقف والاعمال يتعامل بها معه , فالتنظيمات الارهابية من داعش والنقشبندية وحماس العراق وكتائب ثورة العشرين وجيش المجاهدين وغيرها التي تبث الارهاب في العراق تحظى بدعم سعودي لا حدود له وباشراف مباشر من قبل بندر بن سلطان , اما سوريا فقد وقف النظام السعودي موقفا جديدا من داعش مفضلا عليها جبهة النصرة الى جانب تاسيس وتمويل منظمة ارهابية جديدة اطلق عليها الجبهة الاسلامية ومعها الجيش الحر , ودخلت هذه التنظيمات الارهابية في معركة مفتوحة مع داعش , وفي مصر وقف النظام السعودي مع السيسي وحركته الانقلابية ضد الاخوان لانه رأى في الاخوان خطرا عليه كونها حركة سياسية سنية اعتمدت دستورا جديدا لمصر يتضمن اجراء انتخابات نيابية ورئاسية , وهو امر تتشاءم منه العائلة المالكة في السعودية لانها تحكم باسم اهل السنة والجماعة ايضا ولكن بلا دستور ولا علاقة لنظامها السياسي باي انتخابات , والموقف من اخوان مصر هو الموقف نفسه من حركة النهضة الاسلامية في تونس , ولا مانع لدى النظام السعودي من اعتماد القتل وتوفير ادواته من تنظيمات ارهابية في كل ساحة لتحقيق هدف اساس وهو ابعاد شبح السقوط عن عائلة ال سعود التي تتحكم بمقدرات العباد والبلاد .
هذه الاذرع الارهابية التي يمدها النظام السعودية في دول المنطقة ويتحكم بملفاتها بندر بن سلطان , وهو باجرامه وتمويله وتسليحه يعتبر المسؤول الاول لتنظيم القاعدة اليوم , نقول هذه الاذرع , هل العالم يغط في نوم عميق عنها ؟ هل فعلا تقف المخابرات الغربية والشرقية عاجزة عن كشف خيوطها وكشف من يمسك بهذه الخيوط ام تعلم علم اليقين ان النظام السعودي هو من يمول ويؤدلج للارهاب في العالم ولكن المصالح وتداخل الخنادق يقفان دون تقديم رموز هذا النظام من امثال بندر بن سلطان الى محاكمة دولية على غرار محاكمة متهمين باغتيال الحريري , والحريري فقط ؟ .