من خلال ما نشاهده اليوم من الحشود المليونية التي تسير الى ارض الحماسة والعرفان ( كربلاء) ، احببت ان ابين للأديان والطوائف ، وطبقات المجتمع - الضباط والقادة العسكريين والأطباء ، وعلماء الاكتشافات والعلوم الحديثة - فلسفة تكرار هذه الشعيرة المقدسة في كل سنة . ( باختصار شديد ) .
اما الأديان السماوية : اعلموا ان هذه الثقافة والشعيرة ( المشي على الأقدام ) هي ثقافة الأنبياء من آدم الى الخاتم (صلى الله عليه وآله ) ، نعم الأنبياء قد قضوا حياتهم يسيرون على أقدامهم من اجل رفع مستوى العقل البشري لفهم ثقافة السماء التوحيدية .
اما الطوائف الاسلامية الاخرى : نقول لهم اعلموا ان النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج مشيا على قدميه الى الكثير من المشاهد المحطات المباركة ؛ نعم كان يذهب في كل يوم سبت الى مسجد قباء خارج المدينة مشيا على قدميه المباركتين ، وغيرها الكثير من المشاهد كان يقصدها مشيا .
اما القادة الضباط العسكريين : نقول لهم اعلموا اننا شيعة أهل البيت عليهم السلام في كل سنة نقوم بعملية المشاة التي تشبه عمليات زحف الجنود والانتقال الى ساحات القتال ، فهي عملية توطئة لدولة مهدي ال محمد عج وهو القائد العام لهذه القوات الإيمانية الثورية المنتظرة لرجوع يوسف الزهراء عليها السلام ، وخروجه من غياهب الغيبة .
والأطباء وعلماء الاكتشافات : أنتم اكتشفتم وقلتم بشكل واضح وصريح فيما توصلتم اليه من اكتشافات قبل عشرة سنوات في مراكزكم في بريطانيا تحديدا ان المشي يجعل الذهن وقاد ، ويقوي خلايا الدماغ ويزيد الذكاء عند الانسان ، نحن اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام نعلم ذلك قبل مئات السنين من ان الكثير من الاثار المعنوية والنفسية والصحية والاجتماعية في الإتيان بهذه الشعيرة المقدسة ( المشي ) .
اذا كان المشي بصورة عامة يوميا فيه الكثير من الفوائد والآثار الحسنة فكيف بمن يضيف اليها نية قصد القربة والتقرب الى الله تعالى بالجوارح والجوانح ، والسير نحو كربلاء العشق والذوبان الالهي من نافذة رمز الطهارة والقداسة الامام الحسين عليه السلام ، ورد في الدعاء : ( وعلى جوارح سعت الى أوطان تعبدك طائعة ... وقو على خدمتك جوارحي وأشدد على العزيمة جوانحي ).
نحن أيها العالم في كل سنة ندخل هذا المعسكر التدريبي الإيماني ، نزكي أنفسنا ونقترب الى الله اكثر فاكثر ونسير نحو التكامل والرقي في عالم المعنوية فكل شيء يكسر تقل قيمته الا قلوبنا فإنها كلما تنكسر اكثر تزداد قيمة عند الله خصوصا على مصاب الامام الحسين عليه السلام
وفي الختام أقول ان اول من مشى بدون دابة حافي القدمين هو زعيم الطائفة الشيعية ، ورائد العلوم في الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والتشريح والبيئة ، الا وهو الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام استاذ زعماء المذاهب الأربعة . والحمد لله اولا وآخر |