في هذا الزمن الاغبر والاثول , ضاعت فيه المقاييس , واحتل الفساد المالي شرايين الدولة. وانتشر كالسرطان في الجسد , ولم يترك زاوية من العراق , إلا والفساد المالي كان من الاوليات , وبذلك كثرت مظالم العباد , واصبح العدل بعيد المنال , وترهلت المسؤوليات في دهاليز النهب والاحتيال والابتزاز . وصار المال الحرام والكرسي والمنصب , معبودهم ودينهم ومذهبهم وعقيدتهم . فسقطت كل المحرمات والمقدسات , وكل الشرائع والقوانين والاعراف , امام طمعهم وجشعهم وانانيتهم , وحب العاصف لتحقيق احلامهم الشخصية , في سبيل الحفاظ على الكرسي والنفوذ , بممارسة الاكاذيب وصنع القصص الخيالية بالبطولات الزائفة , بالدس الرخيص , ها قد بدأت تلوح في الافق سعير الحملة الانتخابية للبرلمان القادم , بشكل مبكر جدا , في حباكة الالاعيب الماكرة , بهدف خداع الناس البسطاء , من كسب منافع انتخابية لهم . فقد تناولات الاخبار في وسائل الاعلام , وشبكات التواصل الاجتماعية , خبر محاولة الانقلاب ضد المالكي , هكذا بكل بساطة متناهية في زف الخبر الصادق ( لحد الكشر ) بأحباط محاولة انقلابية يقودها 35 ضابطا في وزارة الداخلية , ينتمون الى حزب ( العودة ) وقد ألقي القبض عليهم , في عملية سرية محكمة استمرت ثلاثة ايام .. ما شاء الله على الخبرة والكفاءة وحكمة التصرف , والجهد الاستخباري والامني المثمر , والعيون الساهرة التي لاتخترقها ذبابة , والاستجابة السريعة برد الحاسم , في قمع المحاولة وهي في المهد . لكن لماذا يغيب هذا الجهد البطولي , وهذه الكفاءة العالية والحسم السريع , من العصابات الارهابية والاجرامية , وهي تتحرك بكل حرية واقتدار في السيارات المفخفخة , والتفجيرات اليومية , التي تزرع الموت المجاني للمواطنين الابرياء , ولماذا تغط هذه الاجهزة المتيقظة والساهرة , في نوم وسبات عميق كاصحاب الكهوف , وتغيب كفص الملح في الماء , امام الذئاب السائبة وهي تنشر الرعب والموت ,في وضوح النهار وعلى مقربة من هذه الاجهزة الامنية , لماذا تختفي هذه البطولات العملاقة , ويحل الجبن المعيب ؟!! , كأن بتداولهم مثل هذه الاخبار سيتعاطف ويتضامن معهم الشعب , كأنهم يتعاملون امام شعب جاهل وغبي ومغفل ومتخلف وعبيط , لايميز اللون الابيض من اللون الاسود , في دس هذه الاكاذيب والقصص المختلقة من خيال سخيف , من اجل منافع اتنخابية , في تدعيم شخصية المالكي الضائعة في جنون الكرسي , وفي التسلق للوصول الى الولاية الثالثة , وياتي التفنيد والنفي القاطع بهذه المزاعم الصبيانية , من مجلس الاسلامي الاعلى , فقد نفى المتحدث باسم مجلس الاسلامي الاعلى , ان تكون هناك محاولة انقلاب ضد المالكي , كما تناقلت في وسائل الاعلام , عن وجود محاولة الانقلاب المزعومة , اذن نحن سننتظر الكثير من الاخبار والقصص المختلقة في دعم حملتهم الانتخابية , وسنسمع الكثير من البطولات والمغامرات المختلقة من الخيال , على انها حقيقة , وسيزف لنا الكثير من الاخبار والوعود المعسولة , وسنسمع عن اصلاحات مزعومة , وعن قوانين وتشريعات ترفع الظلم والحرمان , ولكن بالاقوال وليس بالافعال , وسنسمع الكثير من قصص الاطفال المضحكة , وسنسمع الكثير من سوف , وسوف , وسوف , حتى يصيب آذاننا بالطرش , من اجل القائمة الانتخابية المباركة