في مبادرة شعبية جريئة وشجاعة , تستحق الثناء والاقتدار بتجربتها على الواقع العراقي المأزوم والمخنوق بالمشاكل والازمات العاصفة , التي تثير القلق والخوف والهواجس الكالحة في نفوس المواطنين بجميع الطوائف . فقد قامت مجموعة شبابية مصرية , تدافع عن الثورة وتحميها من الغربان الجائعة , بالاستحواذ والانفراد بها , واخذها بعيدا عن خدمة الشعب وتحقيق طموحاته الشرعية , في الحرية والكرامة , وتحويل مسارها ليصب في خدمة اهداف وغايات الاخوان المسلمين والمرشد العام , فقررت هذه المجموعة الشبابية بالقيام بعمل جماهيري يكون له صدى ايجابي واسع في اوساط السياسية والشعبية , وذلك في اجراء حملة واسعة لجمع تواقيع المواطنين , بسحب الثقة من رئيس الجمهورية محمد مرسي , بعدما تنكر وتنصل عن اهداف الثورة ومبادءها , وانحرافها في طريق معوج ومغلوط , بحيث لم يقطف من ثمار الثورة المواطن المصري , سوى الفوضى والبلبلة وتدهور الاوضاع في كل المجالات , واخذها بالضد من الطموحات التي قامت من اجلها , , وحرمان قوى الثورة التي ساهمت باسقاط حكم مبارك بالاقصاء والتهميش . , وبعد ايام قليلة من مواصلة حملة التواقيع . كانت المفاجأة من الوزن الثقيل في الرأي العام , اذ استطاعوا جمع مليونين توقيع في عموم المحافظات المصرية , وبذلك زادهم اصرار وعزيمة , في مواصلة حملة التواقيع حتى جمع 15 مليون توقيع , وهذا الرقم يفوق عن عدد الاصوات , التي حصل عليها الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية , . ان هذه المبادرة الجماهيرة جديرة بالاهتدى والاقتدى بها , على واقعنا المأزوم بالمشاكل والازمات الخانقة والعاصفة , من اجل القيام بحملة جمع تواقيع شعارها الاساسي ( تحريم الدم العراقي ) نتيجة تردي الاوضاع الامنية في أ سوأ حالاتها من الانزلاق الخطير , وبشكل درامي عاصف , بسبب عجز وفشل الحكومة والبرلمان والاجهزة الامنية , في حماية المواطن , الذي صار يواجه كل يوم بيوم دامي تسفك به دماء المواطنين الابرياء , من العصابات الاجرامية التي استغلت ضعف الحكومة والاجهزة الامنية , في ضبط الاوضاع والسيطرة عليها , من عمليات الاجرام والقتل والتدمير , وبسبب انشغال النخب السياسية المتنفذة في نزاعاتها وخلافتها على المال والسلطة , وترك المواطن كهدف سهل تعبث به العصابات الارهابية , في اهدار دمه , ان من المؤلم ان يكون الدم العراقي رخيص وزهيد من القائمين على شؤونه , وبيدهم القرار السياسي , ان هدف حملة التواقيع , هي الضغط على اصحاب القرار السياسي , ان يلتفتوا الى معاناة المواطنين وهمومهم القلقة , بتدهور الوضع الامني الى اشد الحالات من الخطر , واجبار هذه القيادات السياسية , ان تعيد النظر في حساباتها وتراجع تقديراتها , بان الشعب ينزف نهر من الدماء , دون رعاية وحماية ومسؤولية , يجب ان تكون حملة جمع التواقيع قوية وفعالة , حتى تسقط ورق التوت من عورة الحكومة , ومن مسؤول عن صيانة الامن المواطن , يجب العمل بكل الوسائل الشرعية والسلمية , حتى تصحو هذه النخب من غفوتها واستهتارها واستخفافها بالمواطن