عندما تضيع هيبة الدولة والحكومة في نفايات الفساد , وتتخلى عن واجبها الوطني ومسؤوليتها المهنية والاخلاقية وتغض الطرف عن المتابعة والمراقبة والمحاسبة والمعاقبة من يتجاسر ويسرق وينهب من اموال الدولة في وضح النهار وتحت بصرها وسمعها , ولزيادة الثقة والاطمئنان تسمح لهم بما يفعلون من انتهاك حرمة القانون , ولذلك توفر الحماية ورعاية وتشجعهم على اغتنام الفرصة الذهبية لنهب والاختلاس وتهريب الاموال خارج الوطن , لانها تعتبر شريك ومساهم في اغتيال الوطن ونهب ثرواته دون وخزة ضمير ووجدان , مما شرعت الابواب بالركض واللهاث خلف بريق المال والاوراق الخضراء والمال الحرام , وحولوا العراق ليس الى افسد دولة في العالم وانما حولوا العراق وشعبه الى مسخرة حتى من افقر شعوب العالم , ان جريمة الكبرى ضد الوطن باعطى مفاتيح صناديق ثروات الشعب الى افاعي الفساد المتعطشة والجائعة بالامس كانوا يعيشون في الحضيض وفي اسفل قاع المجتمع , واليوم انهم في القمة في المناصب وفي تخمة من المال الحرام , ويتحكمون في مصير المواطن المنكوب وفي مصير الوطن المقتول بروائح الفساد العفنة التي تعدت نتانتها كل الحدود والمقاييس , واحكموا باعدام على النزاهة وحب الوطن , وضاع العدل والضمير والوجدان , وتاه الموطن بين شرور الطائفية وغول الفساد , مما جعل ارتكاب فعل النهب واللغف رجولة وشهامة وجسارة وضربة معلم وذكاء وشطارة وسياسي محنك يعرف فن العهر السياسي والمتاجرة بدم اولاد الخايبة , ويعرف كيف يضحك على الذقون وكيف يبيع عليهم البهلوانيات والمسرحيات الممزوجة بالكوميدياء السوداء, ويبيع عليهم بطولات مزيفة بالدجل والنفاق , بهذ الشكل المزري والمأساوي سقط الوطن , وضحى ضحية وجثة تعاني جرعات الموت البطيء . وتحول البرلمان الى سوق للمقايضة والمتاجرة والعمولات التجارية والسمسرة وتبادل الصفقات المالية ,وبيع دماء اولاد الخايبة بالمزاد العلني , وتكديس الاموال وثرى الفاحش الذي لايرتبط بشريعة سماوية اودنيوية , بل ينتمي الى قانون شريعة الغاب, , وتحول البرلمان الى سلطة تنفيذية تدير شؤون الفساد ورعاية المفسدين وتكريمهم وتقديرهم واعلى شأنهم ومقامهم العالي , باعتبارهم فرسان وابطال الساعة والمستقبل وبجهودهم وحنكتهم بالاحتيال والشفط اصبحوا اصحاب ملايين الدولارات وبعضهم بكفائتهم وقدرتهم الرائعة اصبحوا يملكون المليارات الدولارات . بينما الموطن يغط في نوم عميق , وسبات عميق كأنه مخدر بالمورفين , وحياته يناطحها الفقر العوز والحرمان والظلم .وسلسلة من المشاكل والازمات الحياتية التي لا تنتهي, بينما خيرات وموارد البلاد مرسومة الى حفنة فرسان , كانوا بالامس يفتخرون بالزي الزيتوني ويتلون أيات المجد والتطبيل الى قائدهم المقبور , ويقرأون الحمد والتكبير صباحا ومساءا الى قائد العصر والفريد في خلقه ونوعه . واليوم تحولوا بعصا الساحر او قدرة القادر, الى قادة الاحزاب الدينية يسيرونها كيفما شاءوا, واضحى مصير الوطن والمواطن محبس في يديهم . لكن توهموا وتعاموا وتصوروا بان زيهم الديني الذي لبسوه اليوم كفيل بان ينسى الشعب تاريخهم , حين كانوا جوقة موسيقية ويدقون الطبول في كل مناسبة الى اعظم قائد خلقته البشرية ابو الحفر , الذين حولوه الى مصاف الانبياء والرسل واعلى من مقام الائمة المعصومين ( عليهم السلام ), وبعض كتاباتهم المنافقة , يطرحون بتوسل ذليل بان يقبل المقبور بعد الاستفتاء المزيف بان يقبل طلب الشعب بالبيعة الابدية . واخر يكتب هو اليوم يتحكم في مصير الوطن والشعب , يكتب مقال في جريدة القادسية في تاريخ 15 - 11 - 1999 مقالة بعنوان ( اعظم قائد لاعظم شعب ) والذي يشبه ابو الحفر , بان عدالته تشبه عدالة الرسول الكريم . ان هؤلاء آلان الابطال وفرسان عراق الان دون منازع . وما على المواطن ان يختار بين النهوض من غفوته وسباته العميق ويكنس هؤلاء مثلما كنس قائدهم المنصوربالله الى نفايات الازبال , ان هؤلاء هم الذين حولوا العراق الى بلد الجحيم والازمات , او ان يظل يتسكع بين العوز والفقر والحياة الصعبة والمزرية والماساوية , وان ينسى الى الابد معنى الحياة الكريمة وعزة النفس ومعنى قيمة الانسان ومعنى الحرية , وان يدوس على ضميره حتى لايفيق , وان ينسى ذلك العراقي الاصيل بطبعه المتمرد على الظلم والفساد
|